العدد 3744 - الخميس 06 ديسمبر 2012م الموافق 22 محرم 1434هـ

محادثات ثلاثية في دبلن لابعاد سوريا عن شفير الهاوية

انتهت المحادثات بين وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف والموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي الخميس في دبلن بدون اي "قرارات لافتة" لوقف النزاع المستمر منذ 21 شهرا في سوريا.

وقال الابراهيمي ان الاطراف الثلاثة اتفقوا على ان الوضع في سوريا "سيء جدا، جدا، جدا" خلال اللقاء الذي استمر 40 دقيقة في دبلن على هامش اجتماع دولي، لكن "اي قرار لافت" لم يتم التوصل اليه.
ووسط مخاوف من اتخاذ النزاع منحى اكثر خطورة مع احتمال استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية، قال الابراهيمي ان الثلاثة ناقشوا "سبل التوصل لعملية نأمل ان تبعد سوريا عن شفير الهاوية".
وتحث الولايات المتحدة روسيا باستمرار على استخدام نفوذها لدى الرئيس السوري بشار الاسد للسعي لتمهيد الطريق نحو انتقال سياسي رغم ان واشنطن اصرت على وجوب رحيل الاسد الذي يتولى الحكم منذ 2000.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان المسؤولين الثلاثة اجروا "نقاشات بناءة" وان "الخطوة التالية ستكون اجتماعا في الايام القليلة القادمة بين الموفد الخاص الابراهيمي ومسؤولين كبار من الولايات المتحدة وروسيا لمناقشة تفاصيل المضي قدما بهذا الجهد".
واعرب مسؤولون اميركيون عن املهم في ان يكون قبول لافروف دعوة الابراهيمي لاجراء المحادثات مؤشرا على رغبة جديدة لدى موسكو، الحليف القوي لدمشق، في بحث سبل زيادة الضغط على الاسد للاستقالة.
وقال الابراهيمي للصحافيين فيما بعد ان الثلاثة اتفقوا على وضع عملية سلام على اساس اتفاقية جنيف التي تم التوصل اليها برعاية الموفد الدولي والعربي السابق كوفي انان.
وكانت موسكو وقعت على الخطة المؤلفة من ست نقاط ووضعها انان لكنها تراجعت فيما بعد امام تحرك الامم المتحدة لفرض عقوبات في حال رفضت سوريا تنفيذ الخطة.
وتعهد الابراهيمي "مواصلة بحث المسألة مع دول اخرى موجودة في جنيف، وايضا مع كافة الدول التي كما قلت لديها مصالح او نفوذ في سوريا. لم نتخذ اي قرارات لافتة".
واضاف "لكن اعتقد اننا اتفقنا على ان الوضع سيء واتفقنا على انه علينا مواصلة العمل سويا لنعرف كيف يمكننا التوصل لسبل جديدة للسيطرة على هذه المشكلة ونأمل البدء في حلها".
وقالت كلينتون للصحافيين قبيل المحادثات "بذلنا جهودا كبيرة للعمل مع روسيا بهدف وقف اراقة الدماء في سوريا والبدء بانتقال سياسي نحو مستقبل سوري لفترة ما بعد الاسد".
واضافت "ندعم بشدة ما يسعى الاخضر الابراهيمي للقيام به. الاحداث على الارض تتسارع ونرى ذلك في طرق مختلفة عدة".
وعقدت المحادثات الثلاثية على هامش اجتماع لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا.
وجاء الاجتماع وسط مخاوف متزايدة من ان نظام الاسد قد يكون يستعد لاستخدام اسلحة كيميائية في معاركه ضد مسلحي المعارضة.
وجددت كلينتون الاربعاء تعهد واشنطن ايجاد السبل لتقديم دعم جديد للمعارضة السورية التي انضوت تحت هيئة جديدة هي "الائتلاف الوطني السوري".
وحتى الان قامت واشنطن بتزويد مسلحي المعارضة بمساعدات انسانية لكنها رفضت مدهم بالسلاح خشية تدفق الاسلحة على منطقة مشتعلة اساسا وحيث تنشط مجموعات معادية للولايات المتحدة.
كما حذرت كلينتون دمشق مجددا من ان اي استخدام للسلاح الكيمائي ضد مقاتلي المعارضة المسلحة خط احمر لا ينبغي تجاوزه.
وقالت للصحافيين بعد اجتماع للحلف الاطلسي "مخاوفنا ان يلجأ نظام الاسد الذي يزداد يأسا الى الاسلحة الكيميائية او ربما يفقد السيطرة عليها لصالح احدى المجموعات الكثيرة التي تنشط داخل سوريا حاليا".
غير انها حثت نظام الاسد على "اتخاذ قرار المشاركة في عملية انتقال سياسي لانهاء العنف ضد شعبه".
وجاءت محادثات دبلن قبيل اجتماع مهم "لاصدقاء الشعب السوري" في مراكش الاسبوع المقبل تحضره كلينتون.
ومن المرجح ان تقوم الولايات المتحدة بخطوة نحو الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري ممثلا شرعيا للشعب السوري في الاجتماع بعد فرنسا التي اصبحت الشهر الماضي اول دولة غربية تعترف به.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً