العدد 3749 - الثلثاء 11 ديسمبر 2012م الموافق 27 محرم 1434هـ

تعرَّف على المصريين الذين يحاربون التوترات بين الديانات

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

على رغم حالة عدم الوضوح التي تحيط بمستقبل العلاقات بين الأقباط والمسلمين، والتي تتمثل في انسحاب ممثلي الكنيسة من الجمعية التأسيسية يوم (16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012)، فإن التعاون الحالي بين المسلمين والأقباط المصريين يوفّر أسباباً لكي يكون المرء متفائلاً بمستقبل العيش المشترك في مصر.

ربما يكون المثال الأكثر بروزاً لهذا التعاون هو «مبادرة بيت الأسرة».

فردّاً على تفجير كنيسة القديسين عشية العام 2011، أطلق إمام الأزهر الشيخ أحمد الطيب، «مبادرة بيت الأسرة»، التي رحب بها البابا شنودة الثاني، بابا الكنيسة الأرثوذكسية. ويشير «بيت الأسرة» في الثقافة المصرية إلى بيت «الأجداد»، حيث يجتمع أفراد الأسرة للاحتفال بالأعياد وحفلات الزواج، والتشارك بالأحزان وحل الخلافات. وتسعى مبادرة الأزهر إلى بناء هذه الروح الأسرية.

بدأت «مبادرة بيت الأسرة» رسميّاً في يوليو/ تموز العام 2011 بعد أن تمت الموافقة على بيانها التأسيسي من قبل رئيس الوزراء السابق عصام شرف.

ويرأس هذه الوحدة بشكل مشترك الإمام الأكبر وبابا الكنيسة الأرثوذكسية، ويضم مجلس أمنائها رجال دين من الأزهر والكنائس الأرثوذكسية والإنجيلية والكاثوليكية، إضافة إلى شخصيات عامة.

يتمثل هدف المبادرة النهائي في إماطة اللثام عن الأسباب التحتية الطائفية والعمل باتجاه إيجاد مؤسسة للتعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين دون الخوض في الخلافات العقائدية. ولخص المفتي السابق للديار المصرية نصر فريد واصل، هذه المهمة في أربع كلمات: «الدين لله ومصر للجميع».

المبادرة تهدف إلى تنظيم حملات توعية يتم فيها نشر الطروحات الدينية المتسامحة من التيار الرئيس. وتعقد المبادرة اجتماعات طارئة مع رجال الدين المسيحيين المحليين والأئمة ورؤساء البلديات ورؤساء الشرطة بعد أي خلاف طائفي لحله سلميّاً واستباق أية حوادث مستقبلية. إضافة إلى ذلك؛ عملت «مبادرة بيت الأسرة» على حث الحكومة على الموافقة على قانون ينظّم عملية بناء الكنائس ويعمّق الأحكام الدستورية لمبادئ المواطَنة للمصريين كافة.

كما قدّمت المبادرة توصيات إلى الحكومة لتخليص المناهج المدرسية من أي تحيزات دينية. واقترح المجلس فكرة مناهج تدرّس مفاهيم بدلاً من حفظ آيات ونصوص دينية.

من الأمثلة الأخرى على حملات التعايش السلمي «قطار التسامح» (Tolerance Train)، التي تأتي بشباب من ديانات مختلفة معاً للسفر إلى العديد من محافظات مصر لتشجيع التسامح. وأُطلقت المبادرة في مايو/ أيار 2011 تحت شعار «التسامح هو حجر الزاوية للديمقراطية الصحية».

ويقابل الشباب في كل وقفة رجال دين مسيحيون ومسلمون، ويزورون مواقع دينية ويستمعون لأناس عاديين عن وجهات نظرهم وأفكارهم لتجنب الطائفية. ويتم تصوير الرحلة بكاملها وتحميل الفيلم على مدوّنة تحمل اسم الحملة. وفي العام 2011، قامت مؤسسة «فريدريش ناومان» بتكريم قادة الحملة. ولا تقتصر جهود الحد من الطائفية فقط على المستويين الرسمي والوطني.

وقد أطلقت مبادرة أخرى هي «أيتام الأقباط»، وهي منظمة غير رسمية أسسها مهاجر قبطي إلى الولايات المتحدة «مشروع الفتاة الثمينة» العام 2003.

ويستهدف هذا المشروع الفتيات في المناطق شديدة الفقر في أنحاء مصر كافة ويسجّلهن في برامج رعاية وتوجيه. واجتذب المشروع انتباهاً عالميّاً لدعمه جميع الفتيات اللاتي يحتجن إليه بغض النظر عن دينهن، وقد تم تصميمه على أساس مفهوم «الأخت الكبيرة» بحيث يقوم بتوأمة فتاة مسلمة وأخرى مسيحية مع كل أخت كبيرة. ويتم تدريب الأخوات الكبيرات ليكن أمثلة تحتذى ويساعدن الفتيات الأصغر سنّاً في واجباتهن المدرسية ونشاطاتهن الأكاديمية.

لاحظت المشاركات تحقيق تحسن مثير للانتباه في علاماتهن المدرسية. وقد ذكرت إحدى الفتيات المسلمات أنها كانت لديها انطباعات سلبية عن البرنامج، لكنها اكتشفت بعد الانضمام إليه أنه لا توجد فروق بين الفتيات المسيحيات والمسلمات، وأنهن كلهن يواجهن تحدياً مشتركاً في المجتمع يعمل على تخفيض قيمة وأهمية تعليمهن. هذا المشروع الخيري فريدٌ حيث إنه يهدف إلى تغيير تفكير الناس ولا يقتصر فقط على الأعمال الخيرية التقليدية.

إن المصريين يقفون على مفترق طرق في التاريخ، وتجعل الثورة من الضروري السعي إلى حوار يؤدي إلى تفاهم أكبر.

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3749 - الثلثاء 11 ديسمبر 2012م الموافق 27 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً