العدد 3751 - الخميس 13 ديسمبر 2012م الموافق 29 محرم 1434هـ

نشر الشائعات المضادة عن المهاجرين

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

«إنهم يغزوننا»، «إنهم لا يحترمون القوانين»، «إنهم لا يريدون الانخراط في المجتمع»، «إنهم يحصلون على دعم خاص لفتح أعمال تجارية». هذه بعض الاتهامات التي يتم تكرارها ضد جاليات المهاجرين في إسبانيا.

حتى يتسنى التعامل مع التحيزات المتزايدة، بدأ مجلس مدينة برشلونة موسم التدريب الثاني الذي يقوم به مع مواطنين متطوعين، يطلق عليهم اسم «دوريات مقاومة الإشاعات»، ستكون مهمتها مجابهة الإشاعات والصور النمطية عن المهاجرين.

يحصل المتطوعون على دورات مجانية لتطوير مهارات التعامل مع التحيّز. على سبيل المثال، وفي أوضاع يومية في العمل وفي الحي أو السوبرماركت أو قاعة التدريب، يمكن لأحد عملاء مقاومة الإشاعات، ربما يسمع أحداً بقول «هل تعرف أن المهاجرين المغاربة يقوّضون أركان النظام الصحي، وهم دائماً يقفون بالدور بانتظار مراجعة الطبيب، ومعهم عدد من الأطفال...»، يمكن لهذا العميل أن يتقدم ليجابه هذه الإشاعات بالحقائق. «هل تعلم أنه في الواقع، وبحسب السلطات الرسمية، يذهب المهاجرون لرؤية الطبيب بنسبة 50 في المئة أقل من السكان الأصليين، وأن كلفة رعايتهم الصحية هي 4،6 في المئة فقط من المجموع العام في إسبانيا».

بناءً على بيانات إحصائية عام 2012، يشكل الباكستانيون أكبر أقلية وطنية في برشلونة (23,281) يليها الإيطاليون (22,909) فالصينيون (15,875) والإكوادوريون (15,551)، في مدينة يبلغ عدد سكانها 1,630,000 نسمة.

كان باستطاعة منظمي البرنامج، الذي بدأ قبل سنتين اختيار توجّه أيديولوجي أو فلسفي، أو واحد يتعلق بحقوق الإنسان. ولكنهم اختاروا بدلاً من ذلك توجهاً واقعياً يرتكز على الحقائق. يقول مفوض دار البلدية لشئون الهجرة والحوار بين الثقافات ميكيل إستيف: «هذا أكثر فاعلية، اذ تستخدم استراتيجية البرنامج دائماً معلومات دقيقة وموضوعية لدحض الرؤى الزائفة، مثل الاعتقاد بأن المهاجرين يحتكرون المعونة الاجتماعية ولا يدفعون الضرائب ويحصلون على دعم لبدء أعمال تجارية ويملأون غرف الطوارئ أو يسيئون استخدام النظام الصحي».

ويسعى عميل محاربة الإشاعات، مستخدماً البيانات الواقعية والإحصاءات، إلى دحض الإشاعات أمام الشخص الذي يعمل على ترويجها.

حصل 436 شخصاً السنة الماضية على تدريبات دار البلدية المجانية، وتحتوي دورة جديدة تبدأ هذا الشهر على ورشات عمل تحلل كيف يتم توليد الإشاعات والصور النمطية والإجحافات ونشرها، وكيف تساهم في تشكيل آراء سلبية بشكل كاسح داخل المجتمع المحلي المضيف بشأن ما يعنيه التنوع. ويتعلم المواطنون الذين يسجّلون في الدورة كذلك كيفية للتعامل مع إجحافاتهم الشخصية، وهو أمر، كما يقول المتدربون، لم يظنوا أنهم يعانون منه.

ومن بين الإشاعات التي تكرر كثيراً والتي تؤثر على جميع السكان الأجانب هي الإشاعة القائلة «إنهم يغزوننا». لمحاربة إشاعة كهذه، يرد عملاء مكافحة الإشاعات: «العكس هو الصحيح، في الواقع. عدد السكان الأجانب في برشلونة يبقى ثابتاً جداً. بلغ عدد السكان الأجانب في الأول من يناير/ كانون الثاني (2012) 282,178، أي 17,4 في المئة من إجمالي عدد السكان. وكان هذا العدد في يناير 2011، 278,320 أي 17,3 من إجمالي عدد السكان. ليس هذا بالنمو السريع».

ومن الصور النمطية الشائعة الأخرى عن المهاجرين: «انهم لا يحترمون القوانين». ويمكن دحض ذلك بالقول: «هل تعرف انه بين السنوات 2006 إلى 2010، لم يرتكب الأجانب المقيمون في برشلونة سوى 18 في المئة من مخالفات القوانين المحلية المتعلقة بالأدب والأخلاق».

حتى لو كانت الأزمة الاقتصادية في إسبانيا تتسبب بخفض موازنات البلديات بشكل كبير، لم يقترح مسئول واحد في بلدية برشلونة، التي يرأسها الآن وطني محافظ، إلغاء هذا البرنامج. وهناك إجماع واسع على أهمية البرنامج في مجال التماسك الاجتماعي في المدينة. ويشرح دانييل دي تورس، الذي كان محافظ البلدية لشئون الهجرة وحوار الثقافات عند بدء البرنامج بالقول: «اكتشفنا عندما بدأنا أن الإشاعات الزائفة عن المهاجرين كانت واسعة الانتشار، وأنها تضر بمبادئ العيش المشترك، وأنها أمر كان يتوجب علينا بالتأكيد التعامل معه». وبدأت «الإشاعات الجيدة» تنتشر في المنطقة عن نجاح البرنامج، وأظهرت بلديات أخرى في منطقة برشلونة الكبرى اهتماماً بإنشاء برامج مماثلة، وهي تحصل على المشورة والمواد لعمل ذلك.

إنها أسلوب قوي للمجتمع المدني ليصبح مشاركاً في تحسين الاحترام تجاه التنوع في مضمون مدني، وهي فكرة يمكنها أن تسافر وتنتقل.

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3751 - الخميس 13 ديسمبر 2012م الموافق 29 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً