العدد 3756 - الثلثاء 18 ديسمبر 2012م الموافق 04 صفر 1434هـ

المسلمون يبحثون عن الانسجام الضائع في الباكستان

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

بعد فترةٍ وجيزة من انفجار قنبلة في ديرة إسماعيل خان، وهي مدينة في مقاطعة خيبر باختونخوا بالباكستان، يوم 23 نوفمبر/ تشرين الثاني، حيث قتل سبعة أشخاص، حاول حسن زيدي وبشكل يائس الاتصال بمنزله من راولبندي ليطمئن على صحة عائلته. كان ذلك هو الشهر الأول من التقويم الهجري، شهر محرّم، عُندما يرثي المسلمون، وخصوصاً الشيعة منهم استشهاد الحسين، حفيد النبي محمد (ص) عبر مسيرات ومهرجانات وتجمّعات عامة.

مع تعليق خدمة الهواتف الخلوية لإحباط الهجمات الإرهابية، مضت بضع ساعات قبل أن يعرف زيدي أن الجميع بخير. وقد أتى ذلك بارتياح شديد لرجل فقد 22 فرداً من أسرته الممتدة في هجمة انتحارية طائفية العام 2008 في بلدته الأصلية على الضفة الغربية لنهر الإندوس في مقاطعة خيبر باختونخوا.

يبرز هذا الحدث التوترات الطائفية الموجودة في الباكستان، حيث يستهدف المسلمون المسلمين. لدى الطوائف السنية والشيعية المسلمة تفسيراتٌ مختلفةٌ للتاريخ السياسي المبكّر للإسلام، وكانت هناك فتراتٌ من الهدوء النسبي والتناغم، وكذلك فترات من انعدام الثقة والعنف. وبحسب «بوابة الإرهاب في جنوب آسيا»، قتل 425 شخصاً في 149 حادثة من العنف الطائفي هذه السنة وحدها في الباكستان.

قلب العنف الطائفي حياة زيدي رأساً على عقب. أهله ليسوا على استعداد بعد لترك بلدة أجدادهم في ديرة إسماعيل خان والعيش معه في راولبندي، ولم يعد زيدي إلى بلدته، التي تبعد مسافة ست ساعات بالسيارة من راولبندي، منذ العام 2007 بسبب هذا العنف. إلا أن زيدي يتذكر وقتاً كان فيه الشهر الأول للتقويم الإسلامي سلميّاً، وعندما كان الجميع يشاركون في الاحتفالات والمناسبات الدينية؛ كان أصدقاء والده السنّة يزورون منزله لحضور الصلوات، ويقول: «كان من العادي في تلك الأيام الصلاة في مساجد وقاعات احتفال بعضنا بعضاً».

ليس زيدي هو الشخص الوحيد الذي يستذكر أيام التناغم الطائفي والاجتماعي. الصحافي الباكستاني البارز وساط الله خان يتذكّر أيضاً في عمودٍ كتبه مؤخراً على موقع الـ «بي بي سي» باللغة الأردية، كيف احتفلت أمه وأبوه وجدّته بالأيام العشرة الأولى من شهر محرم مع جيرانهم الشيعة، يخطّطون معاً ويطبخون اليخنة مع اللحم والعدس، ويُنصِتون إلى الخطب الدينية التي تستذكر معركة كربلاء حيث قُتل الحسين. وتظهر مقالته الساخرة أن ما كان يعتبر سلوكاً اعتياديّاً من قبل كل الطوائف، يعتبر «انحرافاً مروّعاً» في مناخ اليوم المستقطب.

ويقول زيدي إن خسائر العنف الطائفي خلال السنوات العشرين الماضية تظهر في التناغم الاجتماعي، وإن الفجوة غير المحسوسة قد أصبحت واضحة، «فنحن مترددون في أن نتحدث، ونجد سبيلاً للخروج من هذا الجنون».

يناقش المدير التنفيذي لجمعية الإعلام البديل والبحوث، مظهر عريف، معترفاً أن عقدين من العنف الطائفي نجحت في إيجاد صدع اجتماعي، إننا لم نفقد كل شيء بعد: «الأمر الذي يجب أن نتذكره هو أن العنف الطائفي لم يتحول إلى أعمال فوضى طائفية؛ لأن الروابط الاجتماعية مازالت قوية». على سبيل المثال، وفي ملتان، وهي مدينة في جنوب البنجاب، مازال يحضر استعراضات محرم كل من السنة والشيعة الذين يؤمنون بأن الفروقات بينهم ليست صعبةً لدرجة أنه لا يمكن التغلب عليها.

ويعتقد نعيم مالك، وهو أكاديمي يقيم في راولبندي، أن الخلافات الطائفية جرى استغلالها عبر التاريخ. في الوقت نفسه، يقول إن الطائفتين، على رغم جميع خلافاتهما، عاشتا معاً بسلام، «ويجب علينا اعتناق التنوع والتعددية».

يوافق زيغم خان، المستشار في التنمية ذو الخلفية في الصحافة، بالقول انه ربما لم تكن الطوائف المختلفة لطيفةً تجاه بعضها بعضاً كما كانت في الماضي، ولكن في وسط الهويات الباكستانية المتعددة - يضيف خان - لم تصبح الهوية الطائفية بعد هي الهوية الأولية، وهو سيناريو يجب تجنبه مهما كلف ذلك.

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3756 - الثلثاء 18 ديسمبر 2012م الموافق 04 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً