العدد 3761 - الأحد 23 ديسمبر 2012م الموافق 09 صفر 1434هـ

نور الفجر آتٍ وإن تأخر الظلام

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

ترانا نكتب وننتقد ونراقب ما يدور حولنا، وتسير الأشياء وتمضي كما تشاء دون تغيير. ونشعر بالكثير من الاندهاش والتعجب، ونتساءل دائماً: لماذا لا تكتمل الصورة وتبقى الحلقة ناقصة ومعلقة؟ ولماذا لم تعد تتحقق الأحلام لتنزوي الأشياء بخبثٍ تحت الظلام؟ ولماذا يكذب والناس... يقولون ويعدون ولا ينفذون؟ الكل أصبح مشغولاً، يلهث ويجري طوال اليوم لتحقيق شيء ما، قد يعرفه أو لا يعرف ما هو بصدده، ومهما حاول قد لا يحقق شيئاً. وإن تحقق جزء بسيط مما يريد يظل الباقي موارباً وغائباً وصعباً، وقد يستغرق عمراً بأكمله دون أن يتحقق. وإن تحقق منه جزء قد لا يكون مقتنعاً به أو ليس هو ما كان يريد.

فالشعوب المناضلة الحالمة بالحرية التي ضحت بكل الغالي والنفيس، بقيت معلقة بين السماء والأرض، والأخرى من الشعوب التي دفنت تحت رمال القهر والفقر والدونية، تعلقت بالرموز التي باتت تتطلع لمن تمهد لها الطريق من تلك البلاد للصعود، وبأنها ستكون الأمل والمستقبل، وجدتها وقد انسحقت ما بين المطرقة والسندان، بعد ان باتت القبضة الحديد تهرسها وتلوكها وهي في طريقها لأخذ حقوقها وحريتها. وتحاول وأد حركتها ومحاصرة نشاطها وتفريقها بكل أساليب الغدر والأكاذيب المجحفة للسيطرة عليها، وتحطيم كل رموز حريتها وسجنهم وقتلهم أحياء، أو طحنهم مع بعضهم البعض وتغيير دفة السفينة وابتعادها عن الشاطئ تماماً وعرقلة مسيرتها، بعد أن كادت تعانق الحياة وتحقق حلمها في الحرية.

إنه بعد أن تأكد للحاكمين فشل بعض الثورات، وعودة الغلمان الفاسدين بوجوهٍ جديدة محنطة ليحكموا شعوبهم وبأثوابٍ مزيفة سوداء، وقرروا أنهم هم الباقون الذين لهم الغلبة والقوة، فتجاوزوا كل الحوارات وبدأوا رحلة الارنب والسلحفاة، والغلبة تكون للمحتال ولو لوهلة من عمر الزمان، غير مدركين أنه لا يصح إلا الصحيح، وأن ظلام الليل لن يعانق أبداً نور الفجر، فالفجر آتٍ مهما تأخر الظلام، وأن الشعوب مهما دخل بينها من وشاة ودجالين ومخربين ومفرقين، سوف تستيقظ يوما وتعي ما يحاك لها، وستنضج الأجيال وتنهض، وسيزداد الوعي العام، وسيبقى الحب مخبّأً للوطن والتراب، وستتوحد وتتلاحم كل الأطراف معاً، لينفجر بركان مدو لإرجاع الحق لأصحابه، وتعم الحرية وتتحقق الكرامة للجميع في كل مكان من هذا العالم.

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 3761 - الأحد 23 ديسمبر 2012م الموافق 09 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 2:40 م

      جميله وعجيبة

      السعاده هي راحة البال والقناعه صدقت والله

    • زائر 5 | 2:18 ص

      سهيلة ال زيرو

      شكرا على مقالك الرائع الذي يحمل اكثر من دلالات

    • زائر 4 | 1:49 ص

      بوركت اختي الكاتبة

      مقالاكثرمن رائع

    • زائر 3 | 12:49 ص

      صدقتين والله

      مقال في الصميم

    • زائر 2 | 11:55 م

      بوقفص

      الله جل جلاله يعطى الانسان على حسب النيه

    • زائر 1 | 11:38 م

      الفجر آت مهما تأخر الظلام

      ستتوحد وتتلاحم كل الأطراف معا, لينفجر بركان مدو لإرجاع الحق لأصحابه, وتعم الحرية وتتحقق الكرامة للجميع في كل مكان من هدا العالم. قد يتصور القارئ الكريم أن تعليقي هو تكرار لما كتبته الأخت الفاضلة ولكن أطلب منكم التمعن في هده الجملة, لأن فيها الهدف المنشود. (محرقي/حايكي)

اقرأ ايضاً