العدد 3770 - الثلثاء 01 يناير 2013م الموافق 18 صفر 1434هـ

اتفاق في اللحظة الأخيرة لتجنب «الهاوية المالية» في الولايات المتحدة

أقر مجلس الشيوخ الأميركي ليل الإثنين الثلثاء اتفاقاً حول الضرائب يشكل مرحلة أولى لتجنب إجراءات التقشف القاسية «للهاوية المالية» لأول اقتصاد في العالم. وتبنى المجلس بغالبية ساحقة بلغت 89 صوتاً مقابل ثمانية أصوات، النص الذي تفاوض عليه البيت الأبيض والجمهوريون الأعضاء في المجلس لساعات قبل ذلك.

ويفترض أن يتبنى مجلس النواب الاتفاق قبل أن يوقعه الرئيس باراك أوباما ليدخل حيز التنفيذ. وأقر المجلس الاتفاق في الساعة الثانية (7:00 تغ).

لكن يفترض أن يحصل هذا النص على موافقة مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون قبل أن يوقعه الرئيس باراك أوباما ليدخل حيز التنفيذ.

ووعد رئيس مجلس النواب جون باينر بعرض النص على المجلس اعتباراً من يوم أمس لكن قد يواجه صعوبة في تمرير التسوية لدى الجمهوريين الذين يرفضون بشكل واضح أي زيادة في الضرائب.

وإذا رفض المجلس النص، فسيكون البديل الإجراءات التي تفرضها «الهاوية المالية» من زيادة في الضرائب إلى اقتطاعات كبيرة في الموازنة يمكن أن تطبق بشكل آلي اعتباراً من بداية العام الجديد.

وكان البيت الأبيض وخصومه الجمهوريون توصلوا ليل الإثنين الثلثاء إلى الاتفاق.

وبعد مفاوضات شاقة، توصل نائب الرئيس الأميركي جو بايدن وزعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل إلى اتفاق يقضي بزيادة الضرائب على الأميركيين الميسورين ويؤجل لشهرين أي اقتطاعات في النفقات.

وبتصويت المجلسين على النص، ستتجنب الولايات المتحدة في اللحظات الأخيرة «الهاوية المالية» التي كانت تتهددها. وتعني الهاوية المالية سلسلة من الإجراءات من بينها زيادة في الضرائب بسبب انتهاء سريان الإعفاءات الضريبية الموروثة من عهد جورج بوش الابن واقتطاعات ضخمة في النفقات بموجب تسوية أقرها الكونغرس عام 2011.

وبسبب ضيق الوقت المطلوب لتنظيم جلسة اقتراع، امتنع مجلس النواب عن التصويت الاثنين الماضي على نص محتمل، ما يعني أن الدخول في «الهاوية المالية» حصل تقنياً عند منتصف ليل الاثنين الثلثاء (الساعة 5: 00 تغ).

لكن تأثير ذلك سيكون محدوداً بما أن الثلثاء يوم عطلة رسمية تقفل فيه الإدارات والأسواق المالية.

ويقضي الاتفاق بين ماكونيل وبايدن على زيادة الضرائب للعائلات التي يزيد دخلها على 450 ألف دولار سنوياً وتمديد تأمين البطالة.

وكان أوباما دافع خلال الحملة لإعادة انتخابه عن عتبة الـ 250 ألف دولار، لكنه اضطر للمساومة.

وقبول الجمهوريين فكرة زيادة الضرائب هذه كان صعباً أصلاً إذ إنهم رفضوا قبل عيد الميلاد أي زيادة في الضرائب على الذين تزيد دخولهم على مليون دولار سنوياً.

وسيسمح الاتفاق بإرجاء لشهرين في الاقتطاعات في الموازنة التي كان يفترض أن تدخل حيز التنفيذ الأربعاء، لإعطاء مزيد من الوقت للمشرعين من أجل إعداد خطة لخفض النفقات.

وحذر خبراء اقتصاديون من إمكانية عودة أول اقتصاد في العالم إلى الانكماش إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق. فعدم تمرير الاتفاق في الكونغرس يؤدي إلى زيادة الضرائب بمقدار ألفي دولار لكل عائلة سنوياً.

كما يمكن أن يؤدي غياب الاتفاق إلى زعزعة أسواق المال.

ففي جلستها الأخيرة في 2012، بدت بورصة نيويورك قلقة من الوضع قبل أن تغلق على ارتفاع بعدما تحدث ماكونيل عن تقدم في المفاوضات.

ولم يعلن عن التوصل إلى اتفاق إلا بعدما أغلقت بورصة نيويورك التي ستفتح أبوابها مجدداً اليوم (الأربعاء).

وهذه المواجهة تنذر بأخرى خلال بضعة أسابيع حول رفع السقف القانوني للدين الذي تم بلوغه رسمياً يوم الاثنين الماضي.

وقرار إرجاء القرارات حول النفقات لشهرين يمكن أن يؤدي إلى جمع هذين الملفين والوصول إلى «هاوية مالية» جديدة أكثر خطورة.

وكان رفع سقف الدين وهو من صلاحية الكونغرس أدى في 2011 إلى أزمة سياسية خطيرة بين البيت الأبيض والجمهوريين كلفت الولايات المتحدة تصنيفها الائتماني الممتاز من قبل ستاندارد أند بورز.

وبانتظار تصويت الكونغرس على رفع سقف الدين أعلنت الإدارة الأميركية «إجراءات استثنائية» لإمهال البلاد بضعة أشهر وتجنيبها عجز في تسديد أي دفعات.

العدد 3770 - الثلثاء 01 يناير 2013م الموافق 18 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً