العدد 3770 - الثلثاء 01 يناير 2013م الموافق 18 صفر 1434هـ

ساركوزي أمام التحقيق... نحن وهم

عبدالنبي العكري comments [at] alwasatnews.com

ناشط حقوقي

تداولت وكالات الأنباء والفضائيات قبل فترة خبر خضوع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي للتحقيق أمام مفوضية الشرطة المعنية بالفساد.

أما التهمة الموجهة إليه فهو أنه استلم أموالاً نقديةً من السيدة بتنكور وريثة امبراطورية التجميل «لوريال» بما قدره 150 ألف يورو لتمويل حملته الانتخابية، في حين أنّ القانون الفرنسي يضع حداً أقصى من متبرع بمفرده بحيث لا يتجاوز 85 ألف يورو. وحتى الآن سيخضع الرئيس الفرنسي ساركوزي إلى مزيدٍ من التحقيق.

قبل ساركوزي، جرت محاكمة الرئيس الفرنسي السابق شيراك بتهمة توظيف أصدقاء له عندما كان رئيساً لبلدية باريس قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية. وقد حكمت عليه المحكمة بالسجن لمدة سنة مع وقف التنفيذ نظراً لكبر سنه، وبعد أن اعتذر علناً للمحكمة وللشعب الفرنسي.

رئيس الوزراء الفرنسي السابق في عهد شيراك آلن جوبيه أجبر على الاستقالة لأنه توسّط لابنيه لاستئجار شقةٍ من بلدية باريس منخفضة الإيجار، وهو لا يستحقها بحكم دخله.

رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دي فيلبان خضع للتحقيق والمحاكمة بتهمة إساءة استخدام منصبه ونفوذه للتأثير في انتخابات حزب التجمع من أجل الجمهورية لمرشحه للرئاسة والذي فاز به ساركوزي وجرت تبرئته.

إنها فرصةٌ عظيمةٌ للبلهاء عندنا لـ (يتنطّطوا) في الهواء فرحاً والقول: هاهم رؤساء وزعماء فرنسا فاسدون أيضاً، وليس الفساد محصوراً عندنا!

نعم، في الدول الديمقراطية كفرنسا، هناك فساد مالي وإداري وإساءة استغلال النفوذ وغيره من أشكال الفساد، لأن الفساد طبيعة بشرية، ولأنه صنو النظام الرأسمالي. لكن وبالقدر نفسه فإنهم عندما يكتشفون الفساد لا يتردّدون عن ملاحقة الفاسد ولو كان رئيساً للجمهورية أو رئيساً للوزراء. ولذا تبرز الثقة في نظامهم الديمقراطي وآلياته التصحيحية وفي الطبقة السياسية وشعارهم ليس من أحد فوق المساءلة.

ولكن ماذا عندنا؟ يتربع على الحكم في البلدان العربية السعيدة حكام ثابتون أو متداولون لكنهم جميعاً إلا ما رحم ربي ينهبون البلاد والعباد. إنهم يعتبرون بلدانهم إقطاعيات، والمال العام خراجاً ومالاً حلالاً لهم، ويتصدّقون ببعضه على رعاياهم.

قدر البنك الدولي كلفة الفساد في العالم بتريليون دولار، النصيب الأكبر منها في البلاد العربية، وخصوصاً النفطية، لذلك لا عجب أن تبلغ ثروات المئات من أفراد الطبقة الحاكمة المالكة في دولنا العربية السعيدة عشرات البلايين، في حين تعيش الملايين من شعوبنا تحت خط الفقر، بل ويموت آلافٌ من الجوع وسوء التغذية. اللهم فارحمنا برحمتك.

إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"

العدد 3770 - الثلثاء 01 يناير 2013م الموافق 18 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 3:07 ص

      لو كانت فاطمة سرقت لقطعت يدها وهنا يقولون لنا خلاف الاسلام

      مسؤل ابن المسؤل اخ المسؤل عم المسؤل خال المسؤل جار المسؤل قريب من المسؤل لا ينطبق عليه اي قانون في الديرة
      واذا تكلم الناس قالوا ارهابيين مخربين خونة
      يريدون للفساد ان ينتشر في البلاد بكل صورة

    • زائر 5 | 2:01 ص

      اخي العزيز ابو منصور

      أكثر ما أحزنني عندما قال احد اصدقاءك ( ترى عبدالنبي العكري هالأيام يكلم نفسه ) اعتقد انه لا مس شيئاً من الحقيقة .. من جانبي اقول لك جملة واحدة إن من تستشهد بهم من الغربيين بيننا وبينهم قرون من التجارب الحضارية والثقافية والوعي اما نحن لا نزال نعيش الماضي البعيد وهي فواصل زمنية عميقة تفصلنا عن حضارة الشعوب الغربية

    • زائر 4 | 1:50 ص

      إذا سمعتب بعض المتداخلين في بعض البرامج يصيبني الغثيان

      البعض لكثرة ما وصل اليه من جهل وتخلّف يسيء لنا كشعب اذا اتصل بأحد الفضائيات واخذ يتكلم عندما يسأله المذيع عن الديمقراطية ويقول لا نريد ديمقراطية ولا غيره والله لا يغير علينا وكأنه يعيش في جنة عدن!!
      شعوب ادمنت الاستحمار والاستعباد الى درجة ان من يأتي لينقدها مما هي فيه
      لا تقبل منه ذلك وتصر على أن تبقى مستحمرة الى ان تلقى الله باستحمارها.
      ما هذه الشعوب هل هذا ما ربانا عليه الاسلام من عزة ومنعة وحرية وكرامة
      هل هذا ما جاءت به الاديان السماوية والدساتير الارضية

    • زائر 3 | 1:05 ص

      لا مجال للمقارنة بأن يوقف رئيس يحاسب على 150 يورو وبين عشرات الملايين

      إذا رأينا هذه المحاسبا وتمعنا فيها جيدا نراها ولا شيء بالنسبة لما يختلس ويسرق عيني عينك هنا في بلدنا.
      هاهم يتكلمون عن مخطط كامل من 200 وحدة سكنية كان مقرر ان توزع على اهل شهركان قد تحولّت بقدرة قادر الى مخطط خاص يباع على الناس كقسائم للبيع وانظر قيمة الصفقة كم تبلغ قرابة 15 مليون دينار فما وجه المقارنة بين 150 الف يورو وبين 15 مليون دينار قرابة 30 مليون يورو ارقام فلكية وخارجة عن المحاسبة

    • زائر 2 | 10:51 م

      مقارنه بين الثريا والثري

      ابو منصور انت تحلم ام ماذا.تقارير وتوصيات تصدر من لجان يشكلونها فلا يكترثون بها نحن شاطرين في الاعلام والكذب والدليل كثرة النوادر عندنا

    • زائر 1 | 9:50 م

      عبدالرجمن

      لا يا أستاذ عبدالنبي
      أهمه غير واحنا غير
      إحنا لنا خصوصياتنا كمجتمعات خليجية بس خبرك أهمه ما عندهم خصوصيات كمجتمعات أوروبية. أهمه عندهم فساد ورشاوى إحنا من وين لنا الفساد؟ إحنا فينا خير لأهلنا و احبابنا ومعاريفنا بس أهمه ألله يجيرك أبد ما عندهك تنفيع حتى لعيالهم، هاذي حالة عاد؟!!!!

اقرأ ايضاً