العدد 3772 - الخميس 03 يناير 2013م الموافق 20 صفر 1434هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

طِبتَ وطابتْ خاتِمتُـك

ليس من السهل أن ينسى الإنسان المواقف والصفات التي يتحلى بها أيُّ شخصٍ عزيزٍ على قلبه بعد الرحيل، فهذا الأمر ينطبق على عمي الفقيد الغالي السيدكاظم، الذي تُوفيَ بعد صلاة العشاء يوم الثلثاء 11 ديسمبر/ كانون الأول الجاري في مسجد خويتيم بقرية المرخ، فماذا عسايَ أن أقول يا عمي العزيز؟! ذكراك وصورتك لا تغيب عن ذهني، كلما أمشي في الطرقات... وعند دخولي للمسجد والمأتم، أتذكر صورتك أمامي كعادتك في كل يوم، حيث كنا لا نراك إلا فاعلاً للخير أو حاثّاً عليه...

عمي العزيز...

لن أنساك ماشياً تصافح كل من تمر عليه مرحباً به بابتسامتك المعهودة، وللصغير قبل الكبير، ولن أنساك ذاهباً للمسجد قبل وقت الأذان بفترة، ومغادراً منه بعد الصلاة بفترة... لن أنساك صادحاً بصوتك في رفع الأذان والإقامة، ولن أنساك جالساً في زاويتك في مجالس الحسين (ع)، تتسابق في حضورها ولا تخرج من مجلسٍ إلا وذرفت دموعك على مصاب أجدادك الطاهرين (ع)، لن أنساك طارقاً باب منزلنا مستأذناً، أخرُج إليكَ وتُصافحني، وتسأل عن أحوالنا وحال والدتي وأخواتي، فأيُ إيمانٍ أنت حامله يا أبا سيدنزار؟ يجعلك تطرق بيوت الناس لتسأل عن أحوالهم وأخبارهم؟

لم يَعُد بإمكاني نسيان أية لحظة من لحظات تلك الليلة المشئومة يا عمي الغالي، فهي المرة الأولى التي أرى فيها أحداً وهو بهذه الحالة، فحينما دخلت المسجد ورأيتك ممدّداً وحولك عدة أشخاص يحاولون علاجك والتخفيف عليك، وحين انتهائي من أداء الصلاة، كان هناك شعورٌ واحساسٌ يجبرني على البقاء في المسجد لأرى ما سيحصل، ولأني أحسست أنها ليلة ليست كمثل سائر الليالي، وأنا أراك وأنت مُغمى عليك، ليحضر المسعفون ويحاولون إنقاذ حياتك، فمعظم الناس كانوا يعتقدون أنك ستنهض وأنها حالة عابرة كما في السابق، ولكنَّ الصاعقة كانت حينما رفع المُسعف القماش الأبيض، وقبل أن يغطيك به، لم أسمع إلا صرخةَ آه من حفيدك وفلذة كبدك السيدعدنان، كانت كفيلة بإعلان وفاتك، ليعمّ البكاء والعويل أرجاء المسجد، فهنيئاً لروحك التي أبت إلا أن تصعد لبارئها وهي في أقدس وأطهر مكان، فلم يكن هناك مجال لنقلك للمشفى من خلال السيارة أو حتى الإسعاف، وأبيت إلا أن تسقط مغشياً عليك عند الباب الداخلي للمسجد، وكأن لسان حالك يقول اتركوني أموت هنا فأنا عشت في المسجد وسأبقى هنا، وها أنت يا عمي تنال مرادك في نيل هذه الخاتمة.

حينما حضرتُ أول صلاةٍ في المسجد بعد وفاتك يا عمي، فتحت باب المسجد لأرمقُ بطرفي ناحية مكانك المعهود في الصلاة، فلا أرى إلا صورتك وخيالك لا يُمحى من ذهني، أجلسُ بجانب الباب، أُعيد النظر للمكان نفسه... لا أرى أحداً، في الجهة المقابلة أرى أشخاصاً تدخل المسجد وتنظر للمكان نفسه، ثم يجلسون... وينظرون للمكان نفسه، علّهم يرونك وأنت تستعد لرفع الأذان والإقامة، فلا يرون أحداً، فلك أن تعذرهم على ذلك لأنك ملكت قلوبهم يا فقيدنا العزيز، لقد ملكتَ قلوب الناس بأخلاقك وابتسامتك ومواظبتك على صلاة الجماعة، وحبّك لعمل الخير، وحضورك المبكر والدائم في مجالس الحسين، وسؤالك الدائم عن أحوال الناس وأخبارهم، حتى أضحى وجهك نَوْرانيًّا يفيضُ إيماناً وتقوى، ولذلكَ كانَ جزاؤك في الدنيا أن ترحل وأنت في بيت الله، فيما أنت في الآخرة من الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، فطِبتَ وطابتْ خاتِمتكُ يا مالكَ القلوب.

السيدجابر عدنان نعمة خليل - قرية المرخ


فساد فوق الفساد!

إذا أردنا أن نعرف ماذا يجري في إسرائيل علينا أن نعرف أولاً ماذا يجري في الوطن العربي الممتد من الخليج إلى المحيط المملوء بالفساد والمستشري فيه منذ عشرات السنيين، وحتى لا نتهم أنظمتنا الموقرة بالفساد ونظلمها نطرح هذا السؤال الممل غير المرغوب طرحه، وهو هل سمعتم يوماً ما أن وزيراً عربياً في دولة عربية تعرض للمحاسبة أو تنحى عن منصبه وعن مكتسباته الطويلة التي وصلت حتى إلى قبور أجداده! أو قدم استقالته بسبب فضيحة فساد؟ أو أية حكومة عربية بكامل أعضائها قدمت استقالتها بسبب الفساد أو الفشل في حل مشاكل البنى التحتية أو التأخر في تنفيذ برامج التنمية والإسكان؟ لا وألف لا ولن تسمع يوماً جواباً بهذا الشكل!.

كان هذا التحليل يبث من إحدى القنوات التلفزة الفرنسية الناطقة بالعربية في مقهى الوطن المعروف بمقاعده الخضراء! ويواصل المذياع بثه بينما سمعنا ونسمع يومياً عن استقالة وزراء وحكومات كوزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك - «الله لا يبارك له» - الذي أعلن عن نيته اعتزاله الحياة السياسية في العام الماضي يوم الاثنين 26 نوفمبر/ تشرين الثاني وعدم المشاركة في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية المقرر عقدها في 22 يناير/ كانون الثاني 2013!... ووزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان أعلن يوم الجمعة 14 ديسمبر/ كانون الأول 2012 استقالته من منصبه بعد يوم من اتهامه «بإساءة الائتمان» قبل خمسة أسابيع من الانتخابات التشريعية في إسرائيل!.

فجأة يتغير صوت المذياع من السياسة إلى الطرب بأغنية أم كلثوم «أنت عمري» حيث أطربت الجالسين بصوتها حينما أدار المذياع أحد الجالسين في المقهى ولعله مل من السياسة وهموها! حتى أدخنة التشيش ارتفعت إلى السماء! وراح كل شاب يبرز مهارته في التشيش!، لكن «أنت عمري» لم تدوم لم تدوم طويلاً حيث كانت مجرد فاصل عندما قطعها هذه المرة مذيع عربي آخر من محطة عربية بصوته ثانية ليعلن عن زيادة في رواتب العسكريين مئة في المئة ومكافآت خدمة العلم وعلاوات حمل البندقية! وما كاد المذيع أن ينهي حرف التاء المربوطة حتى قفز جميع من كان في المقهى ما عدا أحد الجالسين في آخر المقاعد والمعتمر قبعة سوداء وكأنه الممثل الإنجليزي جيمس بوند الذي وقف بلباسه الأسود وكأنه الشبح وقف خطيباً قائلاً: وماذا عن المدنيين! أليسوا بشراً لهم حقوق وما الفائدة يا أخواني في هذه الزيادة والبنى التحية تصارع الموت وبيوتنا آيلة للسقوط ومدارسنا تشكو تكدس طلابها على بعضهم البعض في الفصل الواح.

مهدي خليل


الله أكبر يا وطن

مُغرم وعاشق للوطن

محَّد عِشق مثلي وحَب

ما اكدر على فراق الحبيب

لو غُربتي ماس وذهب

ولهانـهْ مِثلك للوطـن

مشتاقة ذوبْني الغرام

ديرتي حياتي ودنيتي

أرض الفعل قبل الكلام

ما يِنوجد مثلي أبد

واحد تغزَّل بالوطن

لحنِي وصوتي والهوا

عمري وحلاوة كل فن

محبوب قلبي يا وطن

يا أغلى ديرة في الوجود

إِنت الهوى اِنت الشجن

بحرين يا أرض الخلود

الله أكبر يا وطن

محِّد قِدر يعطي عطاك

الله أكبر يا وطن

وكلِّنا نعشق هواك

خليفة العيسى

العدد 3772 - الخميس 03 يناير 2013م الموافق 20 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً