العدد 3772 - الخميس 03 يناير 2013م الموافق 20 صفر 1434هـ

إيران بين التمسك بالنظام السوري والحفاظ على مصالحها الإقليمية

طهران - محمد صالح صدقيان (صحيفة الحياة - الجمعة 4 يناير 2013) 

تحديث: 12 مايو 2017

لا مؤشرات واضحة إلي تغيير في الموقف الإيراني من التطورات السورية، والذي يستند إلي رؤية مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي لضرورة دعم الحكومة السورية. إلا أن ذالك لم يمنع من انشغال الدوائر المختصة بدراسة الفرص لاستيعاب أية تطورات مفاجئة قد يتعرض لها الوضع السوري.

ويعتقد بأن طهران لا تتعاطي مع الشأن السوري من خلال خيار واحد، وهو الحكومة السورية. وإذا كان صحيحاً أنها تدعم الرئيس بشار الأسد بسبب مواقف نظامه من إيران طيلة العقود الثلاث الماضية، إلا أن الصحيح أيضاً أنها تحاول الحفاظ على مصالحها في مرحلة ما بعد الأسد. ففي الوقت الذي أعلن قائد «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي جعفري عن مساعدات فنية تقدمها قواته للحكومة السورية، تنشط الدوائر السياسية لدراسة آثار التطورات وإمكان لعب دور الوسيط لإنهاء الأزمة بأقل التكاليف. وتري القيادة الإيرانية أن مستقبل سورية هو الذي يحدد مستقبل المنطقة ويرسم المعالم الجديدة للخريطة السياسية في المنطقة.

وتعتقد المصادر بأن السياسة الإيرانية تسعى في الظروف الراهنة إلي إيحاد نوع من التوازن الذي يستند إلي زيادة التعاون مع الدول الإقليمية لإيجاد حال من التحالف الإقليمي، والعمل على استيعاب التهديدات التي تواجه «خط المقاومة »، من خلال التنسيق مع تيار «الإخوان المسلمين». لكن هذه الخطوات تصطدم بالحال الطائفية التي تجتاح المنطقة وتحول دون وصولها إلى تحقيق قراءتها للأمن القومي الإقليمي.

وعلى رغم استبعاد بعض الجهات الإيرانية إمكان لعب دور الوسيط في الأزمة السورية بعد التطورات الأخيرة، إلا أن الحكومة لا زالت مصرة على موقفها، خصوصاً أنها تنسق مع الجانب الروسي الذي لا يزال يراهن على قدرة الحكومة السورية في استيعاب الأحداث والتطورات، في انتظار ما سيفضي إليه الموقف الأميركي، بعد تولي الرئيس باراك أوباما ولايته الثانية رسمياً في العشرين من الشهر الجاري.

وكان مساعد وزير الخارجية الإيراني السابق محمد صدر شجاعاً في دعوته الحكومة الإيرانية إلى اتخاذ الخيار الأفضل الذي يستطيع الحفاظ على المصالح الإيرانية والاستعداد لمرحلة ما بعد الأسد. وتزامنت هذه الدعوة مع تصريحات لرئيس مجمع تشخيص النظام هاشمي رفسنجاني الذي رأى حتمية سقوط نظام الأسد. إلا أن هذه النظرة قد لا تنسجم مع الموقف الحكومي، أو على الأقل مع الموقف المعلن للمسؤولين الإيرانيين. إذ صرح رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال حسن فيروز أبادي في 27 كانون الأول (ديسمبر) الماضي بأنه يملك معلومات دقيقة عن الوضع الميداني في سورية «وأن الجيش السوري والقوى الشعبية تمسك بزمام الأمور في كل المناطق، على رغم المشكلات التي يسببها التعاون بين الإرهابيين ودول المنطقة والولايات المتحدة وإسرائيل».

وتعتقد طهران بأن سقوط النظام السوري يشكل ضربة كبيرة لـ «الخط المقاوم» الذي تشكل الاستراتيجية الإيرانية العمود الفقري له. ويلخص الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست الظروف الراهنة بالقول: «إذا نجحنا في إدارة الظروف الحالية بصورة جيدة، فإن مستقبلاً باهراً ينتظر العالم الإسلامي. وإذا نجح التيار الاستكباري، لا سمح الله، من تنفيذ مؤامراته فإنه سيوجه ضربة قوية للتيار الإسلامي». وهذا يعني بوضوح سعي طهران إلى إفشال الخطوات التي تريد إسقاط الحكومة السورية بالعمل المسلح، ومحاولة التركيز على «المرحلة الانتقالية» التي تحافظ على وحدة الجيش السوري الذي تعتبر إيران إحدى آليات «الخط المقاوم» في المنطقة.

ويبدو أن طهران نجحت في إقناع الحكومة العراقية بأن تأخذ موقفاً متشدداً من الجماعات المسلحة السورية، باعتبار أن المرحلة التي تريدها هذه الجماعات هي «صوملة سورية»، بما لا يخدم الأمن العراقي الذي عانى خلال المرحلة السابقة من الجماعات المسلحة، كما أنه لا يخدم الأمن الإقليمي الذي يؤثر أيضاً في لبنان وفلسطين.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 7:24 ص

      السياسة نجاسة

      اللي يدخل فيها لابد يتنجس

    • زائر 2 | 7:19 ص

      الي زائر اقم 1

      هذه احلام اليقضه ومحاوله للهروب من الواقع ، الواقع يقول ان النظام السوري لازال ممسك بزمام الامور رغم الدعم الخارجي للجيش الحر وايران اصبحت قوه لايمكن لأحد ان ان يفكر الاعتداء عليها

    • زائر 5 زائر 2 | 12:14 م

      جواب على كلامك من ايران نفسها

      الجمعة 4 يناير 2013 11:21:18 ص
      طهران، القدس - أحمد عبدالفتاح
      أكد رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني أن حظوظ بقاء حكومة بشار الأسد «ضعيفة للغاية»، وفق موقع «بازتاب» الناطق بالفارسية.
      وجاءت تصريحات رفسنجاني خلال استقباله وزير النفط العراقي السابق إبراهيم بحر العلوم.

    • زائر 1 | 6:07 ص

      محرقي

      النظام المجرم رايح لامحال والنظام العراقي رايح بعده وبعد ذالك الأحواز العربيه تتحرر الله واكبر الله واكبر الله واكبر

    • زائر 4 زائر 1 | 10:52 ص

      العنصرية بتذبحك

      تعليقك عنصري قح، اعترف بعنصريتك، لا تتصرف كانك زورو، عادي الكل يعرف

اقرأ ايضاً