العدد 3772 - الخميس 03 يناير 2013م الموافق 20 صفر 1434هـ

الحياة تدب شيئا فشيئا في حلب المدمرة

لم يبق من مقاعد حديقة حواس في حلب سوى هياكلها الحديدية، ما يدل على صراع الاف سكانها من اجل التدفئة، لكن الحياة تعود شيئا فشيئا الى طبيعتها في كبرى مدن شمال سوريا التي اجتاحتها معارك منذ اشهر.

وقال علي (14 سنة) الذي يحاول مع ثلاثة من اشقائه قطع اغصان شجرة ان "هذا الخشب يساعدنا على تدفئة منزلنا، ومن دونه نكاد نموت من شدة البرد".
وبعد انتزاع خشب المقاعد يعمد الحلبيون الى قطع الاشجار والشجيرات.
ولجأ فقراء حلب الى قطع الاشجار للتدفئة بعدما بلغ سعر الوقود 300 ليرة سورية (4.22 دولار) للتر الواحد ولا يقدر على شرائه معظم سكان المدينة التي بلغ العنف فيها ذروته من تموز/يوليو الى تشرين الاول/اكتوبر عندما دارت معارك عنيفة جدا بين مقاتلي المعارضة وقوات نظام بشار الاسد دمرت العديد من الاحياء.
واوضح ابو محمود (45 سنة) وهو اب ثمانية ابناء "قبل الحرب كنا نأتي نتنزه في هذه الحديقة والان اصبحنا ناتي لنقطع منها الخشب".
وتعرض حي طريق الباب (شرق) في ايلول/سبتمبر وتشرين الاول/اكتوبر الى قصف مدفعية النظام لكن اليوم عادت الشوارع الى الاكتظاظ وفتحت المطاعم والاسواق والمتاجر.
وقال عمر الذي فتح مجددا متجرا يبيع فيه الهواتف النقالة "كنت في حاجة لنقود لاضمن قوت عائلتي".
وقد ارغمه القصف على الفرار الى تركيا في تشرين الاول/اكتوبر لكن الوضع الذي لا يطاق في مخيمات اللاجئين دفع به الى العودة على غرار العديد من جيرانه لا سيما ان الهدوء عاد مجددا الى حلب.
ومباشرة قبالة دكانه نصب ابو محمد (68 سنة) بسطته مجددا وعرض عليها الخضر والفواكه بعد ان دمرها قصف تشرين الاول/اكتوبر.
ويتوجه ابو محمد يوميا الى الاحياء التي تسيطر عليها قوات النظام للتزود بالخضر، ويقول انه يكسب حوالى 500 ليرة سورية (حوالى سبعة دولارات) في اليوم اي اقل ما كان يكسبه سابقا بخمسة اضعاف.
وعلى مسافة من ذلك المكان اوقفت سلوى سيارة مقاتلي الجيش السوري الحر الذي بات يسيطر على هذه المنطقة طالبة صدقة.
واعطاها الجنود خبزا فاخذته بابتسامة.
وقالت "ليس لنا كهرباء ولا ماء ولا وقود للتدفئة، وبات يستحيل العثور على عمل فتعين علينا ان نعيش بصدقة المقاتلين الذين يعطونا الطعام".
ويوزع مقاتلو الجيش السوري الحر الطعام في معظم احياء حلب التي يسيطرون عليها.
وفي حي سيف الدولة (غرب) يتدافع مئات الاطفال حاملين اباريق واواني من حول شاحنة صهريج ماء شرب جلبها المقاتلون.
وقال المعلم محمد في احدى المدارس التي اقامتها المعارضة في حي بستان القصر (جنوب) ان "الوضع ليس مثاليا بطبيعة الحال، لكن حدة القصف انخفضت لان المعارك تدور الان في ضواحي المدينة".
وعاد الباعة المتجولون الى الشوارع وعمت الاجواء رائحة لحم مشوي لذيذة وعادت الحياة الى شارع الفردوس.
لكن القذائف ما زالت تسقط رغم الهدوء وفي الثلاثين من كانون الاول/ديسمبر سقط اربعة قتلى في حي الميسر (شرق) الذي كان هادئا منذ اشهر.
وقال محمد كديماتي صاحب متجر ثياب مستوردة من تركيا انه في حي السكري (جنوب) "قل القصف واصبح الناس اقل خوفا".
وقد اغلقت مصانع النسيج في حلب التي كانت قلب اقتصاد البلاد قبل ان تتحول انتفاضة اذار/مارس 2011 الى حرب اهلية.
وعندما تغرب الشمس تنار الشموع وتصدح المولدات الكهربائية بعد ان اصبح التيار الكهربائي في حلب ذكريات قديمة.
وقال احمد وهو يشتري طعاما من السوق بمرارة ان "الحرب اخذت منا كل شيء".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:59 ص

      للأسف

      المحاوله لإظهار الارهابيين بالمثاليين محاوله فاشله
      اصبحو يعطون الصدقات الان ؟؟
      أبعد السلب والنهب يتصدقون!!!
      اعلام تضليلي بامتياز وناسف كثيرا عندما تنضم وسائل إعلاميه يفترض ان تكون حياديه للانحياز

    • زائر 3 زائر 1 | 11:37 ص

      كذب

      يجملون صورت الإرهاب وآلاف الفيديوهات تكشف مدى إرهابهم للمدنيين اليوتيوب شاهد على حماقاتهم

اقرأ ايضاً