العدد 3776 - الإثنين 07 يناير 2013م الموافق 24 صفر 1434هـ

مركز الشيخ ابراهيم للثقافة والبحوث ينظم محاضرة "التعليم حق من حقوق الانسان"

طلال أبو غزاله
طلال أبو غزاله

نظم مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث الليلة الماضية محاضرة بعنوان "التعليم حق من حقوق الإنسان" لطلال أبو غزاله عضو لجنة خبراء منظمة التجارة العالمية لبحث وتحليل التحديات التي تواجه التجارة العالمية ، رئيس منتدى التحديات العالمية في جنيف ، وذلك بقاعة المركز المحرق ، بحضور رئيس مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة ، ووزيرة الدولة للإعلام سميرة بن رجب، وعدد من الأدباء والمثقفين والباحثين .

وفي بداية المحاضرة قال أبو غزاله "إنه لمن دواعي سروري أن أنضم إليكم هنا اليوم في مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة للحديث حول دمقرطة التعليم كما أنه لشرف عظيم لي أن أشارك هذه النخبة الطيبة من الرموز المميزين للحديث أمامكم وأمام جمهور من القادة المتمرسين في قطاعي التعليم والثقافة.

وأشار إلى أنه قبل أربعة عقود ، انشأنا مجموعة طلال أبو غزاله والتي تهدف إلى تعزيز حقوق الملكية الفكرية والإسهام في تنمية مجتمع المعرفة في العالم العربي. وعلى مرّ السنين ، اتسع نطاق عمل المجموعة لتصبح أحدى الجهات الرائدة عالميا في تقديم الخدمات المهنية والتعليمية ، فلقد رَكِبْنا موجة التغيير على مَرّ العقود، واستطعنا التكيف مع التطورات التكنولوجية وأحدثنا تغييرات جذرية طوال مسيرتنا المهنية. وها نحن اليوم نود مشاركتكم في بعض التجارب والصفات التي أسهمت في نجاحنا.

واستطرد طلال ابوغزالة بالقول ان تكنولوجيات المعلومات والاتصالات لم تؤد إلى خلق فرص غير مسبوقة لدمقرطة التعليم وجعل إمكانية الحصول عليه عالميا متاحا فحسب، ولكن هذه التقنيات مكّنت أيضا من إيجاد بيئة شاملة لخلق المعرفة ونشرها وبالتالي اكتساب المعرفة ، الأمر الذي أدى إلى إعادة اختراع نفس المفاهيم التي يستند إليها التعليم التقليدي وأصول التربية ، ونتيجة لذلك لم يعد الإنسان قادرا على التغلب على الحواجز المادية فحسب ، بل تعدى ذلك إلى التغلب على القيود المعرفية . وعلى سبيل المثال، فقد أثبتت الألعاب الإلكترونية على إنها قادرة على تعليم مهارات عقلية وفكرية وبدنية جديدة بنجاح للشباب الذين يتصفون بقدرات فكرية محدودة .

وقال أنه يتحتم على المفكرين والقادة وصانعي السياسات والممارسين التربويين النظر بعناية إلى انعكاسات وتأثيرات بيئة التكنولوجيا الجديدة على النماذج التقليدية للتعليم التي قد لا تتوافق تماما مع الطريقة التي يتعلم بها الجيل الأصغر سنا أو أجيال المستقبل عن العالم من حولهم ، فإننا بحاجة إلى أساليب تعليمية جديدة ومبتكرة للمضي قدما في مواجهة التحدي المتمثل فيخلق نظام تعليمي عالمي ديمقراطي ومتاح للجميع في جميع أنحاء العالم حتى يتسنى لجميع المواطنين في العالم الحصول على فرص تعليمية متساوية لتحسين أوضاعهم .

وأضاف ان التعليم يهدف في جوهره إلى تنمية المعرفة وزيادة إمكانيات الأفراد ونتيجة للنمو السريع والمتزايد لقدرات الإنترنت فقد أصبح من الممكن تطوير التعليم وجعله في متناول الجميع وتحفيز مستويات تفاعل الطلاب المبدعين ، وقد وفرت كلية طلال أبو غزاله لإدارة الأعمال في الأردن والتي تعتبر الكلية الوحيدة في العالم العربي التي تم اعتماد برنامج الماجستير في إدارة الإعمال لديها من قبل. كما إننا أطلقنا مؤخرا جامعة طلال أبو غزاله في البحرين ، واليوم أود أن أعلن بأننا على وشك الانتقال من التعليم التقليدي الى التعليم الرقمي .

ومع ذلك يبقى الوصول إلى التعليم النخبوي ذو المستوى العالمي حصريا وبعيد المنال ولا يمكن تحمله من قبل غالبية الطلاب في جميع أنحاء العالم ولأول مرة في التاريخ نكون في موقع يمكننا من فعل شيء حيال ذلك إن الوصول إلى التعليم ذو المستوى العالمي أصبح امراً حتميا حان وقته .

وأكد ان جامعة طلال أبو غزاله تجسد نظام يساعد الطلاب على تحقيق كافة أهدافهم ، ولا يضع معدلات دوران الطلاب محل اهتمامه الأول ولكنه يعظم نجاح مخرجات التعليم ويعتبر تعليم مهارات قابلة للتطبيق من أولى أولوياته ، أنه نظام يعزي نجاحه إلى خريجيه ويحمل المؤسسات مسؤولية عدم إعداد الطلاب بشكل كافٍ لسوق العمل وأنه يمكن الوصول إلى هذا النظام دون الحاجة الى ترك منزلك ودون الاضطرار إلى السفر أو الحصول على تأشيرة انها حاجة كبيرة للناس ليس في البلدان النامية فحسب ولكن للمواطنين في جميع أنحاء العالم ، كما تجسد جامعة طلال أبو غزاله سعينا الدؤوب لدمقرطة التعليم وتعزيز المواطنة العالمية وتمكين المواطنين الذين تم حرمانهم نتيجة للثورة التكنولوجية. وتنحصر مهمتنا في وضع برامج تعليمية معتمدة في متناول الجميع في كل مكان. وبدلا من منافسة المؤسسات، فإننا نمثل ائتلافاً عالمياً للتعليم يتعاون مع صفوة الجامعات المنتقاة في جميع أنحاء العالم لتقديم برامجهم عبر الانترنت من اجل تحقيق هذه الرسالة .

وأوضح أنه يرغب من خلال هذه الجامعة بتغيير سلوكيات الناس نحو تبني التعليم الرقمي- لنبين لهم أنه طريق المستقبل فالتعليم الرقمي المنبثق عن المؤسسات الدولية يفرض على الأفراد فهم استقلاليتهم وفهم الطبيعة المتشابكة للعالم الحديث كما أنه يسمح بإتاحة وصول التعليم رفيع المستوى لمختلف الثقافات ومختلف المتعلمين الذين لا يمكنهم تحمّل نفقات السفر ، وأنه يؤمن بأن التعليم رفيع المستوى هو حق من حقوق الإنسان وإنني أرغب بوضع القدرة على الاختيار والمساهمة بين أيدي الطلاب. حيث تعمل جامعة طلال أبو غزاله على تمكين المجتمعات التحويلية من تبني مفاهيم جديدة من البداية. إننا نشجع تعليما مميزا ومنخفض التكلفة للجميع وليس تعليما للجميع فقط .

وذكر أبو غزالة ان الأمم المتحدة أعلنت العام الماضي، عام 2011، بأن الوصول إلى الإنترنت هو حق أساسي من حقوق الإنسان. وبصفته رئيسا للائتلاف العالمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتنمية ، فقد ناضل كثيرا ليرى هذا الإعلان الذي ساهم في صياغته النور. وإنه يؤمن أنه من خلال استخدام هذا المعيار يمكننا إنجاز الأمر ذاته فيما يخص التعليم العالي. فالقدرة على إتاحة التعليم لكل شخص في هذا العالم قائمة فعلاً، كما تتوفر التكنولوجيا اللازمة لذلك، ويجب على الإنسان أن يحقق هذه الإمكانات. فنحن بحاجة كذلك إلى إعلان حقوق إنسان بعنوان "التعليم المميز حق للجميع".

واختتم طلال أبو غزالة محاضرته بالقول إنَّ إصلاح قطاع التعليم قد غدا موضوعاً مثيرا للنقاش خاصة عند استشراف مستقبل الأعمال والتجارة ونحن بصفتنا- تربويين ومبتكرين ورواد في مجال الأعمال- يتعين علينا التحرك فوراً وتقديم إسهامات إيجابية لعالمنا .





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً