كم هو قاسٍ الوضع عندما تتحدث مع أي لاعب بهذه الوضعية غير الملائمة من الناحية النفسية، مثل الحديث مع قائد منتخبنا الوطني المدافع محمد حسين بعد الخروج المرير بخفي حنين من بطولة خليجي21 على يد المنتخب العراقي في الدور قبل النهائي الليلة قبل الماضية عبر الركلات الترجيحية، إذ إن الظروف ربما غير ملائمة بالذات كون الكل هنا في البحرين كان يحلم بملامسة كأس البطولة للمرة الأولى منذ انطلاقتها على أرض البحرين قبل 43 عاماً وبالتحديد العام 1970، فالحزن كان يلف جميع البحرينيين، فما بالكم بلاعبٍ كان متواجدا مع الفريق في هذا المحفل الخليجي، وكان يُمني النفس بأن يكون أول قائد للمنتخب يرفع كأس الخليج الغالية بعد أن حلم به عدة (قادة) للمنتخب في وقت سابق، ولكن من خلال واجبنا في «الوسط الرياضي» بإطلاع القارئ الكريم على كل مايتعلق ببطولة خليجي21 وبالذات أمور منتخبنا الوطني، فإننا آثرنا التحدث مع قائد المنتخب محمد حسين عن الخروج من البطولة، وبما أنه لاعب خبرة فلم يرفض طلبنا رغم الظروف القاسية والغصة التي يُعاني منها، وإليكم هذا الحوار كاملاً مع التنبيه بأنه كان يتحدث إلينا أمس وآثار الخروج كانت واضحة على حديثه معنا:

تأثرنا بنقص التركيز

في البداية محمد حسين نُريد وجهة نظرك بشكل عام عن المباراة كاملةً؟

- أولاً وفي الشوط الأول عندما دخلنا المباراة كان هنالك نقص في التركيز لدى بعض اللاعبين وليس جميعهم، وهذا الأمر أثر على الأداء بشكل عام ولذلك لم نكن في مستوانا الحقيقي، وبالإضافة إلى أن نقص التركيز فإن بعض التخوف أيضاً كان موجودٌ لدى البعض بسبب حساسية المباراة ودورها في حسم مصير منتخبنا في ظل الحضور الجماهيري الكبير والمُطالبة من الكل بالتأهل للمباراة النهائية أولاً ثم المنافسة على تحقيق البطولة لأول مرة، وبما أن التركيز لم يكن بالشكل المطلوب والتخوف كان حاضراً فإن المنتخب العراقي كان هو الطرف الأفضل في البداية كما شاهد الكُل، ونجح مهاجمه يونس محمود في إحراز هدف التقدم عند الدقيقة 17، وبما أننا نُمثل لاعبي الخبرة بالذات أنا ومحمد سالمين فقد قمنا بالتحدث مع اللاعبين وتحفيزهم ومطالبتهم بالتركيز بشكل أكبر والابتعاد عن التخوف وتطبيق تعليمات الجهاز الفني فقط ولذلك تمكنا من تشكيل خطورة في الشوط الأول بالذات بعد هدف التقدم العراقي.

كنا الأفضل

...وماذا عن الشوط الثاني؟

- كانت هنالك تعليمات بين الشوطين بضرورة المواصلة على نفس الأداء القوي الذي ظهرنا به مع نهاية الشوط الأول والضغط بشكل أكبر على المرمى العراقي بالذات في ظل دخول عبدالوهاب المالود في المنتصف للقيام بأدوارٍ هجومية في المقام الأول، وأيضاً الكل شعر بأننا سنواجه خطر الخروج في حالة عدم العودة للمباراة وتسجيل هدف التعادل، ولذلك فإن الأداء أصبح أفضل من ذي قبل بكثير والضغط المتواصل بدأ منذ الدقيقة الأولى على المرمى العراقي إلى أن أثمر عن هدف التعادل عبر كرة ثابتة من حسين بابا، وبعدها كنا الأفضل أيضاً في كل شيء ووصلنا لمرمى العراق كثيراً لكن لم نتمكن من التسجيل بسبب عدم استغلال الفرص السهلة التي أتيحت لنا.

هل تعتقد أن إضاعة الفرص هو السبب الوحيد وراء التمديد؟

- بكل تأكيد، فنحن كنا الأفضل والعراقيون تراجعوا كثيراً ولعبوا على التعادل لتمديد الوقت، ونحن لو استغلينا فرصة واحدة فقط من التي أتيحت لنا وبالذات بعد هدف التعادل مباشرةً لتمكنا من الخروج فائزين، وما احتجنا للتمديد للوقت الإضافي ثم الركلات الترجيحية.

نتيجة غير عادلة

هنالك إيحاء من كلامك بأننا كنا يجب أن نخرج فائزين في الوقت الأصلي، وبشكل عام فالنتيجة غير عادلة؟

- نعم كان يجب أن نخرج فائزين منذ الوقت الأصلي وهذا واقع ربما يتفق عليه جميع المتابعين والمحللين، فالسيطرة كانت واضحة لمنتخبنا وفريقنا كان الأفضل في الشوط الثاني، ولكن هذه كرة قدم، إن لم تستغل الفرص فإنك تُعطي المساحة للفريق الآخر بتحسين وضعيته والعودة للمباراة من جديد، وبالنسبة للنتيجة فأنا أعتقد أنها غير عادلة، ففريقنا كان الأفضل والأحق بالفوز في الوقت الأصلي، وهذا الأمر ليس فيه تنقيص من حق الفريق العراقي إطلاقاً، بل أنا أتكلم عن واقع وهو أننا ظهرنا بصورة أفضل واستحقينا الفوز، ولكن كرة القدم الفائز ليس دائماً هو الأفضل في المباراة.

تأثير الضغط النفسي

ذكرت في بداية حديثك أن هنالك تخوفاً ونقص في التركيز بالشوط الأول بسبب الضغط النفسي ربما، فإلى متى سنظل نُعاني في المباريات التي نلعبها، أليس من المفترض أن نستغل عاملي الأرض والجمهور خير استغلال؟

- لا أعتقد أن ماحصل بالأمس هو تواصلاً لأمور سابقة، ونحن أمام الإمارات وقطر قدمنا أداءً كبيراً بغض النظر عن النتيجة ونحن نلعب على أرضنا وجمهورنا ولم يكن هنالك تخوف أو ماشابه بالرغم من امتلاء الملعب بشكل كامل بالجماهير، ولكن بعض المباريات أحياناً تخضع لظروفٍ معينة ونحن فريقنا يمتلك بعض اللاعبين الصاعدين الذين يحتاجون للمزيد من الخبرة، وفوق كل هذا فنحن ظهرنا بصورتنا المعهودة منذ منتصف الشوط الأول، أي نحن كنا الأفضل أغلب الوقت فلا أعتقد أن هنالك تأثيراً كبيراً لمثل هذه الأمور، ولو كنا متأثرين بشكل كامل لما تمكنا من العودة والسيطرة على مجريات اللعب، ونحن فعلنا كل شيء في المباراة ماعدا استغلال الفرص وهو الأهم، إذ إن حتى هدفنا جاء من كرة ثابتة لحسين بابا.

بعد المباراة

صف لنا الوضع بعد المباراة وماحصل، بالذات مع حالة الحزن الكبيرة التي لفت أروقة المنتخب؟

- كان المنظر لايوصف بصراحة في ظل الأحزان الكبيرة لجميع اللاعبين، فالكل كان يبكي لذلك وهذا أمر طبيعي بالذات أن المباراة على أرضنا وبين جماهيرنا واللاعبون أحسوا كثيراً بضياع الحلم الخليجي الذي طال انتظاره، لكن الجهازين الفني والإداري وبعض أعضاء الاتحاد واللاعبين الكبار عملوا على تهدئة الوضع والتقليل من حالة الحزن التي حصلت، بالذات كون الخسارة جاءت عن طريق ركلات الحظ الترجيحية وليست بأفضلية الخصم، وحتى المدرب كالديرون اجتمع بنا وتحدث معنا وشكر جميع اللاعبين على ماقدموه في هذه المباراة وقال لهم إنه سعيد بأدائهم وبتطبيقهم لكل التعليمات الفنية، لكنها بالفعل كانت ليلة حزينة ولم يكن أي بحريني يتمنى أن تئول الأمور إلى ما آلت إليه، وفي النهاية لا نستطيع أن نقول إلا الحمد لله على كل حال وهذا حال كرة القدم.

عذراً للجماهير

كقائد للمنتخب هل من كلمة لك للجماهير البحرينية التي وقت معكم بكل قوة؟

- مايحز في أنفسنا أكثر من أي شيء آخر هو خروج هذه الجماهير حزينة من الملعب وحتى الجماهير التي كانت تُشاهد المباراة عبر شاشات التلفاز، فنحن نلعب من أجلهم ومن أجل إسعادهم لكن للأسف لم نتمكن من ذلك رغم أننا بذلنا أقصى مابوسعنا من أجل تحقيق ذلك، فلهم كل الشكر والتقدير على الدعم الكبير الذي قاموا به ونقول لهم أننا كلاعبي خبرة لم نستطع إسعادهم بتحقيق لقب هذه البطولة لكن اللاعبين الصاعدين والشباب لديهم الرغبة والإمكانية في تحقيق ذلك خلال السنوات المقبلة.

الاعتزال الدولي

هل معنى كلامك أنك مُصرٌ على ماقلته عبر «الوسط الرياضي» قبل البطولة بأنها آخر كأس للخليج بالنسبة لك؟ وماذا عن الاعتزال الدولي؟

- نعم هذه البطولة هي الأخيرة بالنسبة لي في كأس الخليج ولن أخوض أي بطولة أخرى، وسبق لي أن ذكرت هذا الكلام واللاعبون الباقون سيحملون الراية من بعدي وهم قادرون على ذلك، وعن الاعتزال الدولي فهذا لم يتحدد، وإلى الآن فإن ما استطيع قوله أنني مستمر مع المنتخب ولدينا في الفترة المقبلة تصفيات كأس آسيا يجب أن نستعد لها بالصورة الصحيحة، إذ ستكون أول مباراة لنا يوم السادس من الشهر المقبل أمام اليمن.

الثالث والرابع

أخيراً، تبقت لنا مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، كيف سيؤديها الأحمر وهل أنت مع قرار عودتها؟

- لا أعلم السبب وراء إعادة إقامة مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، وربما هي أمور خاصة باللجنة المنظمة، ونحن طموحنا كان إحراز اللقب، ولكن بما أن هذه المباراة مُدرجة ضمن الجدول فلابد أن نؤديها بالصورة المعهودة ونلعب من أجل الفوز.