العدد 3795 - السبت 26 يناير 2013م الموافق 14 ربيع الاول 1434هـ

وزيرة الثقافة: عمران القلعة يضع الحقائق في قالبها الملموس ويندمج في الواقع المُعاش

المنامة - وزارة الثقافة 

تحديث: 12 مايو 2017

افتُتحت مساء اليوم الأحد (27 يناير/ كانون الثاني 2013) العروض المتحفية الخاصة بتاريخ الأسرة المالكة في قلعة الشيخ سلمان بن أحمد الفاتح بمنطقة الرفاع، وذلك برعاية كريمة من رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة وأناب عنه وزير الدولة لشؤون الدفاع الشيخ محمد بن عبدالله بن خالد آل خليفة ، وبحضور عدد من الوزراء والشخصيات الدبلوماسية، كبار الشخصيات، المهتمين بالشأن الثقافي والمعماري والإعلاميين. حيث شهدت المنامة عاصمة السياحة العربية للعام 2013م هذا المساء تدشين أول مشاريع البنية السياحية التحتية ضمن فصل "السياحة الثقافية"، والذي يتمثّل في استعادة زمنية ومكانية في آن للمتغيرات التاريخية والمرحلة الانتقالية التي شهدتها مملكة البحرين عبر متحف إلكتروني ومعرض يحفظ مأثورات العائلة المالكة.

وخلال التدشين، أشارت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إلى المشروع السياحي الأول لهذا العام باعتباره مرحلة توثيقية وتأريخًا يقوم على فكرة المعايشة والاحتكاك بالموجود من الذاكرة والمكان، قائلةً: "العمران هو الذاكرة الواقعية التي تضع الحقائق والقصص التاريخية في قالبها الملموس والحسي. نحن نكرّس الآن حياة كاملة بالصوت والصورة والملمس والتجسيد الحقيقي للموجودات، تاركين للحياة بتفاصيلها أن تتحول إلى فيلم يسرد الوقائع ويلخّص الأحداث". وأكّدت في حديثها ضرورة العمران مبينةً أن الثقافة يمكنها أن تترك أثرًا أبديًا تشهد له العمران بذلك، وأردفت: "الحضارات التي تستند على العمارة لا يمكنها أن تنتهي، فكل الحضارات السابقة التي صاغت وجودها بهذه الطريقة لم تُنسَ". وشدّدت على ضرورة استثمار تُركات الحضارات الماضية وتوظيفها لتندمج في الواقع المُعاش ورسم خطط مستقبلية لها، حيث لفتت الانتباه إلى أن جاهزية الأمكنة وقيمتها الوظيفية بالإمكان تجديدها وتوجيهها لتكون مشاريع مستدامة، وذلك استنادًا على تاريخ خصب ومواقع أثرية يمكن استرداد الحياة فيها وتجسيدها كمتوازيات بصرية وزمانية تجعل من العملية التوثيقية متاحة للجميع.

ينتقل مشروع "العروض المتحفية" في قلعة الشيخ سلمان بن أحمد الفاتح بهذا المعمار إلى دور حضاري توثيقي، يعيد توظيف المكان وحفظ مكوناته وتراكيبه إلى جانب إعادة إنتاج المخزون الحضاري والقيمي الذي تختص به هذه الحقبة. كما ينأى عن تحويل القلعة إلى وقف تأمل مكاني، بل يهيئها لتتخذ من طبيعتها الصخرية وذاكرتها الزمنية وظيفة تفاعلية تلامس الزوار وتشرح بأسلوب الحكاية ملامح تاريخ العائلة الحاكمة. ومن أجل استكمال هذا المشروع، فقد صمّمت الشركة الفرنسية "لا ميدوز" ومعماريو "PAD" ركنًا داخليًا بهيكل مرن في قلب الفناء الداخلي لقلعة الرفاع، يمثّل بتصميمه معرضًا مفتوحًا يستدعي ملامح تاريخ العائلة البحرينية الحاكمة "آل خليفة"، كما يتصل بالتكوين العمراني الآخر لكافة مرافق القلعة. ولا يقتصر العرض على استعادة المشاهد وتذكارات الزمن، بل يلامس الحياة ويستدرجها إلى داخله عبر مقهى ملحق بالمكان، يطلّ بشرفته على وادي الحنينية، في تكامل ما بين التاريخ والبيئة.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً