العدد 3799 - الأربعاء 30 يناير 2013م الموافق 18 ربيع الاول 1434هـ

إيران تعتزم تسريع أنشطة تخصيب اليورانيوم

أعلنت إيران خططا لتركيب أجهزة طرد مركزي أكثر تطورا في خطوة ستمثل قفزة تكنولوجية تتيح لها أن تسرع بصورة كبيرة إنتاج مواد يخشى الغرب امكانية استخدامها في صنع أسلحة نووية.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إخطار إلى أعضائها إن إيران أبلغتها في رسالة بأنها ستركب أجهزة طرد مركزي جديدة في محطة التخصيب الرئيسية قرب نطنز. وستزيد هذا الخطوة مخاوف الغرب واسرائيل بشأن الطموح النووي الإيراني الذي تقول طهران إنه سلمي تمام وربما تزيد من تعقد جهود القوى الكبرى للتفاوض بشأن كبح برنامجها النووي. ويمكن استخدام اليورانيوم المخصب كوقود لمحطات الطاقة النووية وهو الهدف المعلن لإيران أو أن يستخدم في صنع قنابل في حالة تخصيبه إلى درجة نقاء أعلى وهو ما يشتبه الغرب في أنه الهدف المستتر لإيران. وقال دبلوماسي غربي رفيع "زيادة أي قدرة على التخصيب استفزاز بالتأكيد." ولم يتضح عدد أجهزة الطرد المركزي الجديدة التي تعتزم إيران تركيبها في محطة نطنز المصممة لاستيعاب عشرات الآلاف من الأجهزة لكن النص الذي صدر به إخطار وكالة الطاقة الذرية يشير ضمنا إلى أن العدد ربما يصل إلى نحو ثلاثة آلاف. ويقول محللون إن عقوبات الأمم المتحدة حدت من قدرة إيران على الحصول على صلب من نوع خاص ومكونات أخرى لازمة لإنتاج أجهزة طرد مركزي أكثر تطورا بأعداد أكبر. ويقول خبراء ودبلوماسيون إن إيران تحاول منذ سنوات تطوير أجهزة طرد مركزي أكثر كفاءة من أجهزة من طراز آي.آر-1 كثيرة الأعطال التي تعود للسبعينات لكن تركيبها من أجل الإنتاج على نطاق واسع لازمته تعطيلات وعقبات فنية. ويتزامن إعلان إيران مع جدل بين طهران والقوى العالمية الست حول موعد ومكان الاجتماع المقبل مما يؤخر استئناف المحادثات التي تهدف إلى التوصل لاتفاق عبر التفاوض وتجنب حرب جديدة في الشرق الأوسط.

وقالت كاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي التي تتولى الاتصالات مع إيران نيابة عن القوى العالمية في تصريحات في بروكسل اليوم الخميس إنها "واثقة من أنه سيكون هناك اجتماع قريبا" دون أن تذكر تفاصيل. وتطالب القوى الست وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين إلى جانب المانيا إيران بكبح نشاط التخصيب لضمان بقائه في إطار الأبعاد السلمية وإخضاع النشاط لعمليات تفتيش أكثر صرامة من الأمم المتحدة. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء اليوم الخميس عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله "ندعو مع الأعضاء الآخرين في مجلس الامن التابع للأمم المتحدة الإيرانيين إلى تجميد انشطة التخصيب خلال المفاوضات." وشددت دول غربية العقوبات لزيادة الضغط على إيران على مدى العام الماضي مشتهدفة قطاع النفط الحيوي في البلاد.

ويسبب هذا خسائر متزايدة لاقتصاد إيران لكن قيادة البلاد لا تظهر أي مؤشر على التراجع. ولمحت اسرائيل القوة الوحيدة في الشرق الاوسط التي يعتقد انها تملك أسلحة نووية إلى احتمال قيامها بعمل عسكري ضد إيران إذا فشلت العقوبات والدبلوماسية في حل الأزمة النووية. وتؤكد إيران حقها في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية ورفضت مرارا وقف هذا العمل وهو موقف أكدته مجددا خططها بخصوص اجهزة الطرد المركزي الجديدة.

وقالت إيران إنها ستستخدم الطراز الجديد من أجهزة الطرد المركزي في وحدة في نطنز حيث تخصب اليورانيوم حاليا لدرجة تركيز تبلغ خمسة في المئة طبقا لاخطار وكالة الطاقة الذرية للدول الأعضاء. وقالت الوكالة إنها "تلقت خطابا من هيئة الطاقة الذرية الإيرانية بتاريخ 23 يناير 2013 يبلغ الوكالة بأن وحدات طرد مركزي من طراز آي.آر.2ام ستستخدم في الوحدة إيه-22 بمحطة تخصيب الوقود في نطنز." وأضافت أنها طلبت من إيران في رسالة في وقت سابق هذا الأسبوع تقديم معلومات فنية ومعلومات أخرى بشأن الخطط. ويمكن أن تضم الوحدة الواحدة أكثر من ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي. وتقوم الوكالة التي تتخذ من فيينا مقرا ومهمتها منع انتشار الأسلحة النووية في العالم بعمليات تفتيش منتظمة في نطنز وغيره من المواقع النووية الإيرانية المعلنة. وقال مارك فيتزباتريك الخبير النووي بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن تركيب أجهزة الطرد المركزي الجديدة في نطنز يمكن أن يكون "أكثر الأحداث المؤسفة التي ستغير اللعبة" اعتمادا على عددها. وأضاف "سيمكن استخدام وحدات آي.ار-2ام باعداد كبيرة إيران من تخصيب اليورانيوم بسرعة أكبر."

وتقول إيران إنها تخصب اليورانيوم لتوفير الوقود لشبكة مزمعة من محطات الطاقة النووية. لكن بناء محطة واحدة فقط من تلك المحطات يستغرق سنوات طويلة وهو ما يثير الكثير من التساؤلات في الخارج بشأن دوافع تسريع إيران وهي منتج رئيسي للنفط والغاز لتكديس اليورانيوم المخصب و-منذ اوائل عام 2010 - لتخصيب اليورانيوم لمستوى أكثر من خمسة في المئة وهي النسبة الملائمة للاستخدام المدني.

والجزء الأكثر إثارة لقلق الغرب في أنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية هو التخصيب لدرجة نقاء 20 في المئة ويجري في منشأة فوردو تحت الأرض قرب بلدة قم. ويمثل هذا المستوى الأعلى من التخصيب خطوة مهمة نحو اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة. وتقول إيران إنها تحتاج اليورانيوم المخصب لدرجة نقاء 20 في المئة لتشغيل مفاعل للأبحاث الطبية في طهران. وقال مارك هيبز الخبير النووي في مؤسسة كارنيجي للأبحاث إن موقع فوردو "أصبح بشكل متزايد محور القلق بشأن قدرات إيران لكن أي تطور تكنولوجي في محطة نطنز الأكبر بكثير ربما يكون أيضا أكثر استفزازا." 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً