العدد 3802 - السبت 02 فبراير 2013م الموافق 21 ربيع الاول 1434هـ

العدالة الانتقالية

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

نشرت «الوسط» في عددها أمس السبت (2 فبراير/ شباط 2013) ملفاً خاصاً عن حالات الوفاة التي وثقها تقرير اللجنة البحرينية لتقصي الحقائق برئاسة البروفيسور محمود شريف بسيوني، والتي بلغت حتى وقت فترة التحقيق 30 حالة وفاة غير طبيعية منها 28 حالة لمواطنين بحرينيين.

الملف الذي نشرته «الوسط» أوضح أن «20 حالة وفاة غير طبيعية لم تحل إلى المحاكم بعد» والحديث هنا فقط عن حالات الوفاة التي حدثت قبل إصدار تقرير بسيوني الذي صدر في 23 نوفمبر 2011 علماً بأن هناك حالات وفاة عديدة حصلت بعد إصدار التقرير بينها حالات طلق ناري.

من الحالات التي وثقها بسيوني في تقريره والتي لم تتم إحالتها إلى المحاكم حالات وفاة في السجون، مثل حسن مكي الذي أرجع بسيوني سبب وفاته إلى التعذيب في سجن الحوض الجاف.

وكذلك من بين حالات الوفاة التي لم تحل إلى المحاكم حالات وفاة بطلق ناري بعضها في الرأس مثل عبدالرضا بوحميد، وبهية العرادي، وبعضها في الصدر والظهر مثل جعفر معيوف، ومحمود أبوتاكي، وعلي خضير، وآخرين، ومن بين من لم تحل قضاياهم للمحاكم أيضاً حالات تم العثور على جثث أصحابها مرمية بحالة بشعة، مثل عبدالرسول الحجيري، وكذلك السيدحميد محفوظ الذي وثق بسيوني العثور على جثته في كيس بلاستيكي مع وجود أدلة على اختناقه بعملية قتل غير مشروعة، وغيرها من الحالات الأخرى.

كل تلك الحالات وأكثر مازالت تنتظر دخول أروقة المحاكم بعد قرابة العامين من بدء الأزمة أحداث 14 فبراير 2011.

من دون شك فإن عدم إحالة أكثر من عشرين حالة وفاة إلى القضاء لا يتناسب مع توصية بسيوني في الفقرة (1716) من تقريره والتي نصت على «وضع آلية مستقلة ومحايدة لمساءلة المسئولين الحكوميين الذين ارتكبوا أعمالاً مخالفة للقانون أو تسببوا بإهمالهم في حالات القتل والتعذيب وسوء معاملة المدنيين، وذلك بقصد اتخاذ إجراءات قانونية وتأديبية ضد هؤلاء الأشخاص بمن فيهم ذوو المناصب القيادية، مدنيين كانوا أم عسكريين، الذين يثبت انطباق مبدأ «مسئولية القيادة» عليهم وفقاً للمعايير الدولية».

كما لا يتناسب هذا التأخير مع توصيته أيضاً في الفقرة (1722) والتي نصت على «القيام بتحقيقات فاعلة وفقاً لمبادئ الردع الفعال والتحقيق في جميع حالات القتل المنسوبة لقوات الأمن الذي يقع خارج إطار القانون أو بشكل تعسفي أو دون محاكمة. وكذلك، التحقيق في جميع دعاوى التعذيب والمعاملة المشابهة من قبل هيئة مستقلة ومحايدة وفقاً لمبادئ اسطنبول. ويجب أن يفضي التحقيق في الانتهاكات المزعومة إلى محاكمة الأشخاص المتورطين، بطريقة مباشرة وعلى كل مستويات المسئولية، مع ضرورة ضمان اتساق العقوبة مع خطورة الجرم».

إن ملف مساءلة المسئولين عن انتهاكات الأحداث، جزء أساسي من حل الأزمة العالقة في البحرين، ولم تفلح أية مساعٍ في دولة مرت بما مرت به البحرين من دون تفعيل العدالة الانتقالية، لذلك أولى تقرير بسيوني اهتماماً كبيراً بهذا الجانب من خلال توصيات عدة.

ومع الحديث عن حوار مقبل فإن ما يجب التأكيد عليه أن توصيات بسيوني لا تحتاج أن تكون على طاولة الحوار، وإن تنفيذها لا يحتاج إلى مفاوضات لأنها تتعلق باتفاقيات وعهود دولية منبثقة عن القانون الدولي، وإذا كنا نحتاج إلى حوار لتطبيق القانون فإننا سنحتاج وقتاً طويلاً للخروج من هذا النفق.

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 3802 - السبت 02 فبراير 2013م الموافق 21 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 2:32 ص

      شكرا لجريدة الوسط

      ها هي الوسط دوما وأبدا صريحة ، واضحة ، تبدي للجميع الحقائق وهي واضحة كالشمس في رابعة النهار ومع ذلك فالذكرى تفيد . إن شاء ااااه قريبا ينتقم اااا من الظالم . وهنيئا لكل من قدم شيئا لتراب هذا الوطن . فكيف بمن قدم نفسه الزكية . والجود بالنفس اقصى غاية الجود . (( م . الــــــــــبــــلادي ))

    • زائر 4 | 1:18 ص

      لم يأتوا ببسيوني لكي يحقّوا حقا ويبطلوا باطلا وإنما أتو به لتخليص انفسهم

      هم يعلمون علم اليقين بما قاموا به من انتهاكات وفظاعتها وهي ترقى في القانون العالمي الى جرائم حرب لذلك اتوا ببسيوني خداعا للمظمات الحقوقية وبمساندة امريكية بريطانية ولولا هاتان الدولتا لكان الكلام كله مختلف ولما كانت لجنة بسوني بل كانت لجان اخرى مهماتها مختلفة

    • زائر 3 | 12:49 ص

      20 حالة +عشرات الحالات التي بعد بسيوني وكأن الشعب قطاوة وسنانير

      والله لو ان هذه الحالة للسنانير وللقطاوة في الدول الغربية لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها
      ولكن هي من الشعب البحراني الذي كتب عليه ان يبتلى بهكذا امة لا تعرف قيمة
      هذا الشعب ولكن لله الأسرار بأن يبتلى اكثر الناس ايمانا بأشدهم ظلما

    • زائر 2 | 11:48 م

      عجبي!!!

      في بلدي المجرمين وقتلة يسرحون ويمرحون ومدافعي عن الديموقراطية وحقوق الإنسان خلف القبضان. عجبي!!

    • زائر 1 | 8:50 م

      وللحق دوله

      سيأتي اليوم الذي نقف فيه جميعا أمام الله وينكشف المصير لكل أنسان أن كان على حق او باطل اللهم اجعلنا نن أهل الحق المظلومين في الدنيا الطيبين الضاحكون في الاخره شكرا عقيل على هذا التنبيه لسلطه وهذا تنبيه لها لعل وعسى تستيقظ من نةمها العميق المظلم افيقو ياعرب وتركو حلاة الدنيا المحدوده وعملو لأخرتكم حيث الراحه الابديه أمرو بالمعروف وأنهو عن المنكر أسئل نفسك كن ستعيش 60 سنه اكثر في نهايه بالحلال حساب وبالحرام عقاب لامفر لذلك كل شخص يعمل بحسب مكانه شكرا

اقرأ ايضاً