اختتم معرض التوظيف العاشر الذي نظمته وزارة العمل في الفترة من 5-7 فبراير/ شباط الجاري، وافتتحه وزير العمل جميل بن محمد علي حميدان، وسط إقبال لافت من قبل الباحثين عن عمل، وقد تعرفوا على المزايا والحوافز التي قدمتها (28) منشأة من القطاع الخاص المشاركة بالمعرض والتي تلقت طلبات التوظيف والسير الذاتية للباحثين عن عمل، بغية استقطاب الكفاءات الوطنية، في حين تستكمل خلال الأيام المقبلة إجراءات التوظيف للمقبولين منهم وذلك تحت إشراف وزارة العمل.

وقد حقق المعرض أهدافه التي تسعى إليها وزارة العمل من خلال إقامة سلسلة من معارض التوظيف الجماعي منذ سنوات، في إطار تعزيز مبادرات الحكومة في توفير فرص العمل اللائق للمواطنين بما يكفل لهم العيش الكريم.

فقد أتاحت هذه الفعاليات فرصاً وظيفية أمام آلاف من الباحثين عن عمل، وإن توظيف هؤلاء إنما هو مكسب لهم عندما تتوفر لهم الوظائف والتطور فيها، إلى جانب أصحاب العمل، إذ ان الكوادر البحرينية تؤمن لهم سبل الحصول على مقومات مستقرة وثابتة وزيادة الإنتاجية بمنشآتهم، وهو ما أكده حميدان خلال حفل افتتاح المعرض.

تشجيع التوظيف وتحسين الأجور:

وقد ساهم المعرض بالفعل في تشجيع الإقبال على فرص العمل التي يعرضها القطاع الخاص والاستفادة منها، وكذلك عرض فرص التدريب الاحترافي بما يضمن الحصول على وظيفة مناسبة وبيان كيفية الاستفادة من الخدمات التي يقدمها مركز خدمات التوظيف بوزارة العمل، فضلاً عن تشجيع القطاع الخاص على احتضان الكفاءات البحرينية وإعطاءها الفرصة لاكتساب الخبرة اللازمة واعتبارهم استثماراً للمستقبل، إلى جانب دعم الشركات لتكون جاذبة للعمالة الوطنية في ظل إيجاد جو من المنافسة بهدف رفع سقف الأجور، وزيادة نوعية الوظائف.

الحضور والترشيحات:

وكان من اللافت ذلك الإقبال على المعرض، طوال أيامه الثلاثة، فقد أكد القائم بأعمال مدير إدارة التوظيف بوزارة العمل علي عبد الله مكي أن عدد زوار المعرض في نسخته العاشرة بلغ (2734) زائراً باحثاً عن عمل من الجنسين، فيما وصل عدد الترشيحات لشغل الوظائف المتوفرة (6122) ترشيحاً، حيث تم ترشيح الشخص الواحد لعدد من الشواغر حسب ما يتناسب مع مؤهلاته، علماً بأن مجموع عدد الشواغر التي عرضتها المنشآت المشاركة، إضافة إلى (195) شركة ومؤسسة من خلال جناح مكتب خدمات التوظيف بالوزارة تجاوز (2400) فرصة توظيف، فضلاً عن (1211) فرصة تدريب في مختلف التخصصات.

وأضاف مكي، بهذه المناسبة "ان وزارة العمل اتفقت مع المنشآت المشاركة في المعرض تسليم نتائج الترشيحات خلال أسبوع من تاريخه، مشيراً إلى أن بعض الترشيحات تمت الموافقة على توظيف أصحابها مباشرة، وسيتم استكمال إجراءات التوظيف والتثبيت من قبل الوزارة، فيما تتطلب الترشيحات الأخرى إجراء مقابلات نهائية بالشركات للوقوف على مدى ملائمة صاحب الترشيح للوظيفة، مؤكداً أن الوزارة سوف تتابع أولاً بأول نتائج تلك الترشيحات لضمان إتمام إدماج المقبولين".

وفي إطار السعي لتوسيع أعمال وفعاليات المعرض، وفي خطوة هي الأولى، تم على هامش المعرض عقد لقاءات تشاورية مع عدد من مندوبي الموارد البشرية في الشركات، وكذلك مع معاهد التدريب الخاصة، وذلك لمناقشة آليات التعاون المشترك في بحث توظيف الكوادر المؤهلة وإدماجها في المنشآت.

وفي هذا السياق أكد مكي بأن تلك اللقاءات كانت مثمرة وقد تم فيها رصد العديد من الأفكار ومناقشتها مع الشركاء الاجتماعيين لتحقيق أهداف الوزارة الإستراتيجية والمساهمة في تطوير القوى العاملة وحصولهم على المهارات اللازمة بما يضمن توظيفهم بأجور مجزية والمساهمة في استقرارهم الوظيفي.

بينما أكدت مديرة المشاريع بمعهد بيرد دينا خنجي ان اللقاء التشاوري يعطي لمثل هذه المعارض زخماً إضافياً مما يساهم في تحقيق النتائج المرجوة من إقامتها، لافتة إلى أن المعرض يعد فرصة لأصحاب العمل وخصوصاً المعاهد التدريبية في الالتقاء بالكوادر البحرينية الراغبة في العمل.

استبيان:

وللمرة الأولى كذلك تم على هامش معرض التوظيف العاشر توزيع استبيان شارك فيه 288 من زوار المعرض، وذلك في إطار سعي وزارة العمل لقياس مدى فعالية هذه النوعية من المعارض وتأثيرها على الباحثين عن عمل، حيث سيتم أخذ جميع الملاحظات الواردة في هذا الاستبيان بعين الاعتبار والأخذ المناسب منها في شأن تطوير آليات التوظيف بشكل عام بغية تحقيق النتائج المرجوة من تنفيذ مشاريع ومبادرات إدماج القوى العاملة الوطنية في مختلف التخصصات بمنشآت القطاع الأهلي، ما يدعم الجهود المبذولة للإسهام في تعزيز واقع الأمن الاجتماعي واستقراره في مملكة البحرين.

انطباعات الزوار:

وفي استطلاع حول أهمية معارض التوظيف ومدى نجاحها في استقطاب الموارد البشرية البحرينية الجادة، والشواغر المتاحة ومدى ملائمتها لهم، وغير ذلك، تحدثت نورة عبد الله عن تجربتها الشخصية حول معارض التوظيف قائلة "تم توظيفي منذ أول زيارة لي إلى معرض نظمته وزارة العمل قبل سبع سنوات، في أحد البنوك المشاركة بالمعرض، وقد أتيت مجدداً اليوم للمعرض العاشر لعرض السيرة الذاتية لأختي عسى ان توفق في إيجاد وظيفة لها كما وفقت أنا".

وحول مستوى الشركات المشاركة قالت بأنها جيدة جداً، ولديها سمعة جيدة، وحتى البنوك المشاركة، كالإبداع والأسرة يعتبران بنوك ثقة لتمويل مشاريع الشباب حديثي التخرج وهي تحظى بقبول في أوساطهم، منوهة بمبادرات وزارة العمل لتحسين أجور العمالة الوطنية والتعاون الذي تبديه المنشآت لرفع الرواتب حالياً، وهي أعلى مما كانت عليه في معرض عام 2006، على سبيل المثال، وقت توظيفي آنذاك، حيث بدأت بأجر 120 ديناراً فقط، فالمهم أن يبدأ الشباب حياته المهنية بعزيمة وإقدام.

وتقترح نورة أن تقام مثل هذه المعارض في أماكن أوسع وان تشارك فيها شركات أكثر، معتبرة ان الكثير من القطاعات لم تشارك في هذا المعرض، ومنها قطاع المال والبنوك، كما اقترحت على الوزارة أن تطلب من الشركات توفير فرص التدريب والتأهيل للخريجين الجدد الذين يفتقدون للخبرة لتهيئتهم لدخول سوق العمل.

من جانبه قال جميل عباس (بكالوريوس تربية إسلامية) أنه يبحث عن وظيفة في مجال عمله بالتدريس بمدرسة خاصة أو وظيفة تكون مناسبة لمؤهله، مؤكداً أنه ليس لديه مانع بأن يعمل خلاف دراسته وأن يعاد تأهيله وتدريبيه لوظيفة أخرى، مشيراً إلى أن الأجور التي تقدمها بعض الشركات المشاركة ليست مغرية وسقفها 350 ديناراً، آملاً ان تقوم وزارة العمل بإعادة تأهيله وتدريبه لشغل وظيفة جيدة تناسبه.

أما حسن خالد العرادي خريج المرحلة الثانوية (المسار التجاري) يقول انه لم يوفق في الحصول على وظيفة تناسبه بالمعرض، مستدركاً بأنه يرغب في الانتساب إلى إحدى دورات التدريب والتأهيل التي تقدمها الوزارة لتطوير مهاراته والالتحاق بسوق العمل، داعياً إلى إعادة النظر في الأجور التي تقل عن 300 دينار لحملة الثانوية العامة، معتبراً ان الأجر الذي يقل عن ذلك لا يتناسب وارتفاع تكاليف الحياة هذه الأيام.

كما أيد هذا الطلب أحمد عدنان، وهو حاصل على الشهادة الثانوية العامة، هذه الرغبة في تحسين أجور العاملين من هم اقل من الجامعيين، فلم تعد أجور بعض الشركات المشاركة محفزة بالقدر الكافي لتشجيع اندماج حملة الشهادة الثانوية في سوق العمل، وإن كانت تبدو جيدة لحملة الشهادة الجامعية.

وقد أبدى أحمد رضاه عن تنظيم المعرض وأهدافه، "اقترح على وزارة العمل أن تفتح باباً للموهوبين، فهناك العديد ممن يملكون موهبة لا يجدون الطريق لتنميتها ونحن اليوم في عصر يعتمد على المواهب لأداء العمل بإتقان".

كما طالب الوزارة بأن تقوم بتدريب أصحاب الهوايات الحرفية وتنمية قدراتهم الذاتية والمهنية، مشيراً إلى أنه يحب فن التصوير الفوتوغرافي والفيديو، آملاً ان يحصل على دورة تدريبية احترافية ليمتهن بعدها مجال التصوير.

من جهتها تقول زهراء مكي علي، وهي خريجة في معهد البحرين للتدريب (أعمال مكتبية) انها تقوم دائماً بزيارة معارض التوظيف الجماعي التي تنظمها وزارة العمل، ولكنها لم تنل وظيفة ترضاها حتى الآن، وهي لم تفقد الأمل بعد، وتقول انها لاحظت مدى اهتمام وجدية المنشآت المشاركة التي قدمت لها سيرتها الذاتية.

وتضيف زهراء، وهي أم لطفلين، فأبدت ملاحظتها الخاصة، تقول "زرت المعرض بغية الحصول على فرصة عمل تتماشى وظروفي الخاصة كوني أم وزوجة فلا استطيع مزاولة العمل لثمان ساعات متواصلة، وهو ما فوت علي الكثير من الشواغر المتوفرة في منشآت القطاع الخاص، وأنا مستمرة في البحث عن وظيفة تتناسب وحياتي الاجتماعية والعملية في آن واحد، وسأسعى جاهدة للحصول على الوظيفة التي تناسبني وظروفي كربة بيت".

وتمنت زهراء توفير خدمة التعرف على فرص التوظيف وتسجيل رغبات الحصول عليها الكترونياً.

من جهته لفت علي محمد الفرساني، خريج جامعي (متخصص في المصارف والمالية) ان هذا المعرض هو الثاني الذي يزوره، وأنه استفاد من المعرض الفائت، مشيراً إلى انه لم يوفق في الحصول بعد على وظيفة مناسبة، لافتاً ان ما ميز المعرض السابق عن الحالي، في نظره، إقامة المحاضرات وتقديم الإرشاد المهني للباحثين عن عمل، وهو شخصياً قد استفاد كثيراً منها.

ويضيف "ان الفرص المتاحة في المعرض جيدة لحملة الشهادة الجامعية، ولكن كثرة الطلبات تجعل من المنافسة كبيرة في الحصول على وظيفة. وهناك شواغر جيدة، وحتى الأجور ما بين 400 إلى 1300 دينار شهرياً، إلا ان هناك بعض الشروط الصعبة خصوصاً ما يتعلق منها بتوفر الخبرة العملية الطويلة في بعض التخصصات".

رأي مندوبي الشركات:

وبالنسبة لآراء مندوبي الشركات المشاركة، قالت مسئولة الموارد البشرية بشركة أوال الخليج للصناعات عفاف يوسف بوجيري، أن إدارة الشركة حريصة على دعم برامج ومبادرات وزارة العمل في مجال توظيف المواطنين، ومنها المشاركة في معارض التوظيف التي تقيمها الوزارة، حيث يمكن استقطاب طاقات وعناصر بشرية بحرينية مؤهلة للعمل بالشركة، مشيرة إلى انها المرة الخامسة التي تشارك الشركة فيها بالمعرض.

وأكدت ان فائدة هذه المعارض تتجاوز الباحثين عن عمل، فأصحاب العمل يدركون جيداً أهمية الاستثمار في الموارد الوطنية، فهي مكسب لهم كذلك خاصة وانها تؤمن لهم زيادة الإنتاجية واستمرارها، لافتة إلى ان الشركة عرضت شواغر في ثلاث تخصصات مهنية لتوظيف نحو 45 شخصاً.

من جهتها أكدت مديرة التدريب في مجموعة شركة اللولو هايبر ماركت شيخة زويد، ان الشركة عرضت نحو 167 فرصة توظيف، لافتة إلى ان عمليات التوظيف بالشركة تتم عن طريق وزارة العمل وتعتبر ان إقامة معارض التوظيف الجماعي من قبل الوزارة تساعد المجموعة تحديداً في البحث عن كفاءات وطنية لاستقطابها للعمل، خاصة في ظل التوسع وفتح فروع للمجموعة في مختلف مناطق البلاد.

وتؤكد شيخة ان شركتها ملتزمة بنسب البحرنة المقررة، بل تجاوزتها بكثير، فمبادراتنا واضحة في شأن تدريب وتأهيل الملتحقين بها، فهي تقوم بتأهيل البحرينيين لشغل وظائف شاغرة لديها ومنهم من حملة مؤهل البكالوريوس.