العدد 3808 - الجمعة 08 فبراير 2013م الموافق 27 ربيع الاول 1434هـ

مؤتمر فقر الدم العالمي ترجمة حقيقية لاهتمام سمو رئيس الوزراء بمرضى "السكلر"

جسدت رعاية رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للمؤتمر العالمي لفقر الدم المنجلي (السكلر) والذي استضافته مملكة البحرين خلال الفترة 5-7 فبراير الجاري بمشاركة عدد من الخبراء والمستشارين المعروفين عالميًّا في مجال السكلر، مدى اهتمام وحرص سموه على الارتقاء بالخدمات الوقائية والتشخيصية والعلاجية والتأهيلية المقدمة لمرضى السكلر، والاستفادة من الخبرات العالمية في مجال الوقاية والعلاج من هذا المرض.

وإنطلاقا من رؤية رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي بضرورة العمل من أجل الارتقاء بالخدمات الوقائية والتشخيصية والعلاجية بالإستعانة بالخبرات العالمية المتخصصة في هذا المجال ، فقد جاء هذا المؤتمر العالمي كمبادرة نوعية ضمن سلسلة التحركات التي يقودها سموه ، لتعزيز السياسات والخطط الوطنية للوقاية ومكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية ، وترسيخ ونشر أنماط الحياة الصحية بين المواطنين بصفة عامة.

وتتمثل أهمية احتضان مملكة البحرين لهذا المؤتمر ، في كونه الأول من نوعه الذي يعقد في منطقة شرق المتوسط، بالاضافة إلى أنه جاء تنفيذا لتوجيهات سموه السديدة لوزارة الصحة بإقامة مثل هذا المؤتمر المتخصص الذي يعد ملتقى علمي يجمع متحدثين وخبراء متخصصين في هذا المجال من كل دول العالم.

ويعد ملف مرضى فقر الدم المنجلي "السكلر" أحد أهم الملفات التي توليها الحكومة برئاسه سموه اهتماما خاصا، باعتباره قضية إنسانية في المقام الأول تؤرق شريحه من المواطنين ، فضلا عما يحظي به ملف الخدمات الصحية في مملكة البحرين عموما من اهتمام حكومي بوصفه ركيزة أساسية للتنمية البشرية .

ومن هذا المنطلق فقد بذلت الحكومة ولازالت ، جهودا متواصلة من أجل ضمان توفير أفضل سبل الرعاية الصحية والاجتماعية لمرضى "السكلر" ، عبر العديد من الخطوات التنفيذية التي اتخذتها لتعزيز منظومة الرعاية المتكاملة بالمزيد من المرافق الصحية المتخصصة في علاج أمراض الدم الوراثية وتوفير العلاج اللازم والكوادر المؤهلة التي تعمل على مدار الساعة، فضلا عن وضع العديد من الآليات والبرامج التوعوية للحد من انتشار المرض والقضاء عليه، والتي أسهمت في انخفاض نسبة المواليد المصابين بمرض "السكلر" من 21 في الألف في حقبة الثمانينيات إلى 4 في الألف حاليا (2013م).

وترتكز جهود رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي في التصدي لمرض "السكلر" على قاعدة راسخة تُعلي من قيمة الإنسان البحريني بوصفه الثروة الحقيقية للوطن ، وهو ما يتجسد في حرص سموه على ملامسة آلام المرضى ومعاناتهم بصفة شخصية ، عبر لقاءات سموه المستمرة مع أعضاء جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر، والتي كانت محل إشادة وتقدير من جانبهم، بما كانت تحمله من توجيهات وأوامر للتخفيف عنهم فيما يعانونه من آلام المرض ومضاعفاته من خلال توفير سبل العلاج الضرورية.

ويأتي مؤتمر "السكلر" العالمي مواكبا لمكتسبات ومنجزات جديدة تضاف لصالح تعزيز الخدمات الصحية للمصابين بهاذ المرض ، " لعل أبرزها تنفيذ مشروع مركز أمراض الدم الوراثية الجديد الذي يعد الأول من نوعه في البحرين والمنطقة ، بكُلفة تصل الى 5 مليون دينار وميزانية تشغيلية سنوية بحدود المليونين، ويقع ضمن محيط مجمع السلمانية الطبي ويضم أكثر من 90 سريرا مجهزا لاستقبال مرضى فقر الدم المنجلي.
وسيسهم هذا المركز الجديد ، والذي من المقرر أن يتم افتتاحه خلال النصف الأول من العام الجاري ، في تطوير الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية ، كما أنه سيكون بمثابة النواة لمركز بحثي وعلاجي متكامل للعناية الشاملة بالمرضى من النواحي المعرفية والنفسية والجسدية والاجتماعية كافة.

ولعل أهم ما ميزّ مؤتمر السكلر العالمي هي تلك الأجواء التي نجح المنظمون في توفيرها وأتاحوا الفرصة من خلالها لكي يلتقى المرضى وذويهم في البحرين بالخبراء العالميين المشاركين في المؤتمر ، من أجل التعرف على آخر مستجدات هذا المرض وعلاجه.
وقد حرص المنظمون على أن يحقق هذا اللقاء ، الذي عقد بمقر "جمعية الأطباء البحرينية" ، القدر الكبر من الاستفادة من خبرة المعنيين بالمرض والتقليل من معاناة المرضى والمضاعفات التي تصيبهم ، وتجسد هذه الخطوة الإيجابية الهدف الأساسي من المؤتمر المتمثل في دعم المرضى والارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة لهم من خلال التعرف عن قرب على أوضاعهم واحتياجاتهم.

ويضاف ذلك إلى ما دأبت عليه وزارة الصحة من استضافة الخبراء العالميين في علاج مرض "السكلر" حيث استضافت في شهر ديسمبر2012 الخبير العالمي في مجال (السكلر) جراهام سرجنت، بهدف مراجعة الخطط العلاجية المتبعة لمرضى السكلر، والتعرف على الخدمات المقدمة لهم وتقييمها والمساعدة في إعداد الخطة المستقبلية لتطوير الخدمات المقدمة.

ويشكل دعم صاحب السمو الملكي ورعايته لهذا المؤتمر العالمي الهام استكمالا لمجموعة من الخطوات التي اتخذتها الحكومة برئاسة سموه من أجل التصدي لمرض السكلر، ومنها على سبيل المثال:

أولا: تطوير الخدمات الصحية المقدمة لمريض السكلر وفق أحدث أساليب العلاج في هذا المجال ، وحماية مريض السكلر ورعايته لكي يصبح فردا منتجا يفيد المجتمع والوطن ، من خلال الارتقاء بعمليات الأبحاث التشخيصية والجينية، والاستفادة من الخبرات الطبية العالمية في علاج مرض السكلر، وتطوير أقسام علاج المرض بالمستشفيات الحكومية والخاصة ، ورفدها بالكوادر الطبية والتمريضية ذات الكفاءة والمتميزة.

ثانيا: التوسع في تطوير أقسام علاج مرض "السكلر" الحالية في المراكز الصحية والمستشفات، وكذلك إقامة عيادات متخصصة في علاج هذا المرض ، أجل القضاء على ظاهرة تكدس المرضى وقلة عدد الاسرة لاسيما في مجمع السلمانية الطبي.

ثالثا: إصدار مجلس الوزراء مجموعة من القرارات التي تهدف لرعاية مرضى السكلر، حيث قرر المجلس احتساب الإجازات المرضية لمرضى السكلر والفشل الكلوي ضمن رصيد الإجازات السنوية بعد استنفاد رصيد إجازاتهم المرضية، على أن لا يزيد عدد الأيام المستنفدة عن 30 يوماً، وفي حال تجاوزها يتم احتسابها إجازة بدون راتب.
كما قرر مجلس الوزراء أنه في حال التقاعد المبكر لمرضى "السكلر" بناء على قرار اللجنة الطبية ، فإنه يحتسب لمريض السكلر أو الفشل الكلوي 40 في المئة من الراتب الأخير لذوي الحالات الشديدة أياً كانت مدة خدمته المحسوبة في التقاعد أو منحه المعاش المنصوص عليه في المادة (20) من القانون رقم (13) لعام 1975 أيهما أكبر.
ولتشجيع توظيف مرضى السكلر والفشل الكلوي في القطاع الخاص فقد قرر مجلس الوزراء أيضا اعتبار توظيف كل حالة بمثابة حالتين للاستفادة من رفع نسبة البحرنة لدى الشركات أو المؤسسات التي تقوم بتوظفيهم .

رابعا: التوجيه إلى سرعة الانتهاء من مركز علاج أمراض الدم الوراثية وتجهيزه ليقدم خدمات طبية متكاملة ذات جودة عالية لمرضى السكلر ، وإنشاء عيادات خاصة لهم بمجمع السلمانية الطبي والمراكز الصحية ، بما فيها عيادات مسائية وليلية تحت إشراف مختصين بأمراض الدم الوراثية ، وزيادة الأطباء الاستشاريين في هذا المجال.

وتنفيذا لهذه التوجيهات فقد قامت وزارة الصحة بافتتاح عيادتين بقسم أمراض الدم والأورام في مجمع السلمانية الطبي ، تعملان تحت إشراف استشاريي وأخصائيي أمراض الدم ، لمتابعة حالات مرضى السكلر عبر إجراء الفحوصات اللازمة مما سيساهم في التقليل من عدد النوبات وللنصح بالعلاج اللازم ، وذلك بالإضافة إلى عيادات مرضى السكلر التي تتوافر في 5 مراكز صحية وهي (مركز سترة ومركز الكويت ومركز جدحفص ومركز البديع ومركز علي أحمد كانو بالنويدرات) كي يحصل المريض على الخدمات القريبة من سكنه.

إن ملف مرضى "السكلر " كان وسيظل حاضرا في قائمة اهتمامات الحكومة برئاسة رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ، وما استضافة مملكة البحرين للمؤتمر العالمي لفقر الدم المنجلي (السكلر) ، إلا تأكيد جديد على هذا الاهتمام الحكومي ، وهي خطوة من المأمول أن تكون لها نتائجها الايجابية في الاستفادة من توصيات واقتراحات المشاركين في تدعيم الرؤى الحكومية الهادفة إلى التصدي لمرض السكلر بكل قوة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 3:38 م

      انا فئة دمي نادرة ولا احد مهتم

      فئة دمي نادرة في العالم وولا احد في البحرين مهتم، وأخاف اذا احتجت دم يعطوني دم من الفئات المعروفة ABO, اتصلت في بنك الدم من يومين والموظفه ما اهتمت....

اقرأ ايضاً