العدد 3812 - الثلثاء 12 فبراير 2013م الموافق 01 ربيع الثاني 1434هـ

اللجنة الدولية للصليب الاحمر تحتفل بالذكرى الخمسين بعد المئة لتاسيسها

خلال 150 سنة من الانشطة الانسانية، استجابت اللجنة الدولية للصليب الاحمر لاوضاع مأساوية جمة واخفقت احيانا في مهمتها، لكنها تأقلمت وتطورت لتلبية حاجات اكبر واكثر الحاحا.

وتحتفل اللجنة الدولية للصليب الاحمر اعتبارا من 17 شباط/فبراير بالذكرى الخمسين بعد المئة لتأسيسها ما يجعل منها اقدم منظمة انسانية لا تزال ناشطة الى هذا اليوم.
ويرى المؤرخون ان اسباب هذا النجاح تعود اولا للنموذج المثالي الذي وضعه سويسريون في 1863، هم الانساني انري دونان والحقوقي غوستاف موانييه والطبيبان لوي ابيا وتيودور مونوار والجنرال غيوم انري دوفور.
ويقول دانيال بالمييري المكلف الابحاث التاريخية في محفوظات اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان جمعية "اللجنة الدولية لاغاثة الجرحى" التي شكلوها تتمتع ب"بعد عالمي" ما يميزها عن المنظمات الانسانية الاخرى التي كانت موجودة في حينها. وسرعان ما برزت المبادىء الاخرى للجنة مثل "الحياد" الذي اطلقه ضابط في المجال الصحي في الجيش الهولندي يوهان هندريك كريستشان باستينغ كما يقول المؤرخ بيار بواسييه واضع كتاب مرجعي عن هذه الحقبة.
ومعاهدة جنيف الاولى التي تبنتها 12 دولة في 22 اب/اغسطس 1864 اصبحت اول قانون للحق الانساني الدولي. وستليها عدة تعديلات غالبا ما كانت اللجنة الدولية للصليب الاحمر وراءها.
هذه ميزة اخرى للمنظمة التي حاولت دائما تعديل القانون ليتماشى مع تطور النزاعات مدافعة بذلك عن استقلالية كانت اكثر من مرة موضع تساؤلات.
وسجلت الحرب العالمية الاولى منعطفا من ناحية التنظيم. وقال بالمييري "بعد شهرين على اندلاع الحرب ارتفع عدد العاملين في اللجنة الدولية للصليب الاحمر من حوالى 12 الى 120".
وفي نهاية 1914، ضمت "الهيئة الدولية لاسرى الحرب" 1200 شخص، وشكلت اول "الوفود" خارج سويسرا لاول مرة مع توظيف غير سويسريين.
والتطور الاخر هو انضمام رينيه مارغريت كريمر، اول امرأة الى اللجنة في 1918. واللجنة التي تضم فقط سويسريين هي الهيئة القيادية. واليوم باتت تضم 25 عضوا.
واضاف بالمييري ان "النزاع يرغم اللجنة الدولية للصليب الاحمر على اخذ اساليب القتال الجديدة في الاعتبار (استخدام الغاز) وكذلك اساليب العنف الجديدة (حروب اهلية وثورات وحركات تمرد) وفئات جديدة من الضحايا (سجناء سياسيون ومدنيون في الاراضي المحتلة والرهائن والمفقودون واللاجئون)".
وحقبة ما بعد الحرب كادت تقضي على اللجنة الدولية للصليب الاحمر، التي هددت من قبل رابطة جمعيات الصليب الاحمر التي تأسست في 1919 بمبادرة الصليب الاحمر الاميركي وانضمت الى صفوفها هيئات الصليب الاحمر من الدول المنتصرة الرئيسية (بريطانيا وفرنسا واليابان وايطاليا).
وتابع بالمييري "شاهدنا حربا لهيئات الصليب الاحمر".
وروى ايضا لفرانس برس ما حصل فورا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عندما حاول الصليب الاحمر السويدي تدويل اللجنة. وستفضي الحرب الباردة الى ابقاء الوضع على ما هو عليه.
وسجلت الحرب العالمية الثانية خطوة الى الامام في حجم المنظمة ووسائلها واساليبها. وكتبت ايضا صفحة قاتمة في تاريخ اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي لم تحرك ساكنا حيال جرائم النازية ومعسكرات الاعتقال.
وعمل التحليل التاريخي سيكون طويلا وسيؤدي لاحقا الى اصلاحات رئيسية.
وفي 1991 وقعت اللجنة الدولية للصليب الاحمر اتفاقا مع سويسرا يمنحها حصانة وحقوقا دبلوماسية بحسب بالمييري فملأ فراغا قانونيا وقدم ضمانات للمنظمة.
والصليب الاحمر الذي كان على شفير الافلاس بعد الحرب، بات يوظف اليوم اكثر من 12 الف شخص بموازنة قيمتها 1,2 مليار دولار ويضم غالبية من المندوبين غير السويسريين وعاملين "على الارض" يؤثرون على قراراتها اليومية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً