العدد 3812 - الثلثاء 12 فبراير 2013م الموافق 01 ربيع الثاني 1434هـ

جهاد مقدسي: تركت سوريا لأنها لم تعد تتسع "للوسطية والاعتدال"

خرج المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي اليوم الاربعاء (13 فبراير/ شباط 2013) عن صمته للمرة الاولى منذ مغادرته البلاد في كانون الاول/ديسبمر الماضي، قائلا انه ترك سوريا بعدما لم يعد ثمة مكان فيها "للوسطية والاعتدال"، مقدما نفسه على انه "مستقل".
وقال مقدسي في بيان حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه "لقد غادرت ساحة حرب ولم أغادر بلدا طبيعيا، واعتذر من الناس الذين وثقوا بمصداقيتي، على المغادرة بدون اعلان مسبق. فقد تمنيت لو كان بامكاني البقاء على تراب الشام، لكن لم يعد للوسطية والاعتدال مكان في هذه الفوضى وخرجت الامور عن السيطرة".
وقال مقدسي ردا على سؤال لفرانس برس عبر البريد الالكتروني انه "مستقل" ولم "ينضم الى صفوف احد".
وجاء في بيان مقدسي "خرجت من المشهد مستقلا لكي لا أزيد ألم بلدي (...) ولكي لا اكون خنجرا بيد أحد ضد مصلحة سوريا".
وشدد مقدسي على انه لا يملك اسرارا "يطمع فيها أحد"، وانه ليس "ممن يفرط بالأمانة اصلا".
واضاف ان "الحراك الشعبي المتمثل بالمطالب المشروعة قد كسب - بمبادئه وجوهره- معركة القلوب لان المجتمع بجميع اطيافه يقف دوما مع الاضعف ومع المطالب المشروعة للناس" لكنه "لم يحسم بعد معركة العقول لدى السوريين لاسباب كثيرة".
وكان مقدسي غادر دمشق في الثالث من كانون الاول/ديسمبر الماضي من دون ان تعرف وجهته.

وتردد ان سبب ابتعاده ضغوط تعرض لها من محيطين بالرئيس السوري، في حين ذكرت مصادر قريبة من السلطات انه في "اجازة لمدة ثلاثة اشهر".
وقال في بيانه الاربعاء ان مغادرته كانت كفيلة بان "افهم الناس انني وددت مخاطبة العقلاء فقط لان الاطراف على الارض لم تعد تستطيع بسبب الدماء ان تسمع اي صوت".
واوضح انه غادر بهدوء "لكي اكون بشكل مستقل ووطني -كسائر السوريين- مع عملية التغيير السلمي المنشودة في سوريا، المبنية على الشراكة الوطنية والحوار الوطني بين ابناء الوطن الواحد".
وشدد على ضرورة ان يتم هذا التغيير "بعيدا عن الكراهية والتطرف والتدخل العسكري الخارجي، فهذا هو المخرج السياسي الانسب وقد يكون الوحيد للازمة السورية".
ولم يحدد مقدسي مكان اقامته الحالي، مكتفيا بالقول انه استقر منذ مغادرته "لدى اخوان لنا من الشرفاء ممن يساعدون الشعب السوري على تجاوز محنته الانسانية بدون تمييز".
ونفى ان يكون قد زار الولايات المتحدة او اي دولة اوروبية "رغم ان جواز سفري يحمل كل السمات اللازمة".
ومقدسي هو مسيحي من دمشق.

وكان في لندن حيث اعد اطروحة الدكتوراه عن الاعلام خلال عمله في السفارة السورية، عندما استدعي الى دمشق بعد اندلاع الاحتجاجات المطالبة باسقاط نظام الرئيس الاسد منتصف آذار/مارس 2011.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً