العدد 3817 - الأحد 17 فبراير 2013م الموافق 06 ربيع الثاني 1434هـ

اناستاسيادس لا يزال المرشح المرجح للفوز برئاسة قبرص

يرجح محللون فوز اليميني نيكوس اناستاسيادس المؤيد لصفقة الانقاذ المالية لحل ازمة بلاده الاقتصادية، بدورة الاعادة في الانتخابات الرئاسية القبرصية التي ستجري الاحد رغم عدم حصوله على نسبة الاصوات المطلوبة في الدورة الاولى من الانتخابات التي جرت امس الاحد.
ويتوقع المعلقون والمحللون السياسيون بدء عمليات التفاوض بين الاحزاب اعتبارا من اليوم الاثنين (18 فبراير/ شباط 2013) بعد اخفاق اناستاسيادس في الحصول على نسبة 50% في الانتخابات اللازمة لحصوله على الرئاسة.
واظهرت النتائج حصول اناستاسيادس (66 عاما) زعيم حزب التجمع الديمقراطي (ديسي) اليميني على 45,46 بالمئة من الاصوات مقابل 26,91 لستافروس مالاس (45 عاما)، وزير الصحة السابق المستقل المدعوم من حزب اكيل الشيوعي بزعامة الرئيس المنتهية ولايته ديمتريس خريستوفياس.
اما وزير الخارجية الاسبق جورج ليليكاس (52 عاما) المدعوم من الاشتراكيين فحصل على 24,93 بالمئة من الاصوات ليخرج بذلك من دائرة المنافسة.
وكانت الاستطلاعات التي اجريت عند مغادرة الناخبين مراكز الاقتراع اظهرت حصول اناستاسياديس على اكثر من 50 بالمئة من الاصوات، وهي النسبة التي كان يمكن ان تجنبه خوض دورة الاعادة، الا ان النتائج الرسمية جاءت مخالفة لذلك.
ورأى المحلل السياسي الكسندروس لوردوس ان الارقام في مصلحة زعيم ديسي.

وقال لفرانس برس "لا توجد علامة استفهام حول من سيفوز. اناستاسياديس سيحقق فوزا واضحا".
وسيعمل كل من اناستاسياديس ومالاس على الحصول على تاييد ليليكاس في جولة الاعادة التي ستجري في 24 شباط/فبراير.
ويحظى مالاس بدعم حزب ايديك الاشتراكي، والناخبون الذين اعطوه اصواتهم امس الاحد اما انهم لن يصوتوا لاحد او سيصوتون لاناستاسياديس في الدورة الثانية، بحسب لوردوس.
واضاف "لا يوجد لمالاس اي اصوات اضافية يمكن ان يحصل عليها واكبر نسبة يمكن ان يحصل عليها هي 40 بالمئة. سيكون نصرا سهلا لاناستاسياديس".
وايدت صحيفة "سيميرني" اليمنية اليومية ذلك الراي.

وقالت "اناستاسياديس هو المرشح المفضل".
وقالت الصحيفة ان معسكر ديسي سيركز الان على الناخبين الذين تخلوا عنهم مثل ناخبي حزب ديكو اليميني، ثالث اكبر حزب في البلاد والذي ايد ترشيح اناستاسياديس.
وذكرت صحيفة "بوليتيس" المستقلة ان اناستاسياديس وملاس مترددان في التفاوض مع ليليكاس لان ذلك يمكن ان يؤدي الى نفور انصارهم الاقوياء.
ورات صحيفة "فيليليفثيروس" الواسعة الانتشار ان التصويت اظهر ان القبارصة لا زالوا غير متاكدين من هو الشخص المناسب ليقودهم للخروج من الازمة الاقتصادية، الا انهم يتفقون على ان اناستاسياديس هو الافضل للقيام بذلك بين المرشحين.
ولم يوضح ليليكاس، الذي انتخب مرة للبرلمان في قائمة اكيل في 1998 قبل ان ينشق عن الحزب، لمن سيمنح تاييده.
الا ان مالاس الذي ايد فرض اجراءات تقشف "اقل تشددا"، اشار الى استعداده الانضمام الى رفيقه الذي يعارض فرض اجراءات التقشف.
وقال مالاس (47 عاما) الذي تلقى تعليمه في بريطانيا "لدينا الكثير من الامور المشتركة مع مؤيدي جورج ليليكاس".
وهذه الانتخابات من بين الاكثر اهمية التي شهدتها الجزيرة المتوسطية منذ استقلالها.

وهي تتوج حملة انتخابية تركزت على خطة انقاذ هذا العضو في الاتحاد الاوروبي من الافلاس.
وحظي اناستاسيادس بدعم حزب ذيكو (وسط-يمين) في السباق الى الرئاسة الذي ركز وخلافا للانتخابات السابقة، على الازمة الاقتصادية وليس على ازمة انقسام الجزيرة.
واناستاسيادس محام وسياسي مخضرم يتزعم حزب ديسي اليميني منذ 1997.

وفي 2004 دعم خطة كوفي انان لتوحيد الجزيرة التي طرحتها الامم المتحدة على استفتاء رفض خلاله القبارصة اليونانيون الوحدة بنسبة 75,8%.

وقد ادى ذلك موقفه هذا الى انسحاب العديد من نواب الحزب.
وهو من المؤيدين لاوروبا ويريد ان يساهم الاتحاد الاوروبي في البحث عن اتفاق سلام في قبرص رغم ان ليس لديه استراتيجية واضحة لتحريك المفاوضات المتعثرة حاليا تحت رعاية الامم المتحدة.
وقد اعرب عن استعداده لاصلاحات كبيرة للنهوض باقتصاد الجزيرة التي تتخبط في ازمة خطيرة ويؤيد خطة تقشف مقابل الحصول على خطة انقاذ دولية يجري وضع اللمسات الاخيرة عليها.
والمهمة الاكثر الحاحا للرئيس المقبل مع بدء ولايته ومدتها خمس سنوات تبدأ في الاول من آذار/مارس المقبل، ستكون الاتفاق على بنود خطة الترويكا الدائنة لانقاذ مصارف الجزيرة وانعاش الاقتصاد.
وتقدر قبرص التي تتفاوض حاليا مع صندوق النقد الدولي والاتحاد الاوروبي والبنك المركزي الاوروبي، انها تحتاج الى 17 مليار يورو منها 10 مليارات لتعويم مصارفها المكشوفة على الديون اليونانية.
وكان الرئيس الشيوعي المنتهية ولايته ديميتريس خريستوفياس الذي لم يترشح لولاية ثانية طلب خطة انقاذ في حزيران/يونيو لكن المفاوضات تتعثر.
وقد وافقت قبرص على خطة تقشف قاسية، لكن الرئيس رفض المطالب التي تدعوه الى الخصخصة، واعاد فتح مفاوضات مع روسيا للحصول على قرض بقيمة 2,5 مليار يورو.
وفي موازاة ذلك، يعاني الاقتصاد من عجز كبير من دون اي افق لانتعاش قبل 2015، وتضاعف معدل البطالة خلال عامين ليصل الى 14,7 بالمئة.
على الصعيد السياسي، تتوقع المجموعة الدولية ايضا من الرئيس القبرصي المقبل ان يستانف مفاوضات السلام المجمدة للتوصل الى حل لانقسام الجزيرة.
وكان اناستاسيادس دعم خطة الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان لاعادة توحيد الجزيرة التي عرضت على استفتاء في العام 2004 ورفضتها غالبية القبارصة اليونانيين، ما ادى الى انضمام قبرص مقسومة الى الاتحاد الاوروبي.
وقبرص مقسومة منذ 1974 حين اجتاحت القوات التركية شطرها الشمالي ردا على انقلاب نفذه قوميون قبارصة يونانيون بايعاز من اثينا هدفه الحاق الجزيرة باليونان.
وتنافس في هذه الانتخابات 11 مرشحا بينهم امرأتان.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً