العدد 3817 - الأحد 17 فبراير 2013م الموافق 06 ربيع الثاني 1434هـ

تظاهرات في باكستان للمطالبة بوقف استهداف الشيعة

تكثفت حركات الاحتجاج والاضرابات اليوم الاثنين (18 فبراير/ شباط 2013) في باكستان لمطالبة السلطات باجراءات اقوى من اجل حماية الاقلية الشيعية التي استهدفت باعتداء دموي جديد اوقع اكثر من 80 قتيلا السبت في كويتا جنوب غرب البلاد.
ونظمت تجمعات تضامنية الاحد في العاصمة الاقتصادية كراتشي (جنوب) والعاصمة الثقافية لاهور (شرق) واكبر مدينة في القسم الذي تسيطر عليه باكستان في كشمير، مظفر اباد (شرق).
واشتدت الاحتجاجات الاثنين في كراتشي التي يبلغ عدد سكانها 18 مليون نسمة وتشهد ايضا اعمال عنف طائفية، ثم تراجعت لدى اغلاق المدارس والمتاجر.
وفي كويتا، عاصمة اقليم بالوشستان غير المستقر، واصل اكثر من اربعة الاف شيعي اعتصاما ورفضوا دفن ضحايا التفجير الدموي. وينطوي هذا الموقف على رمزية كبيرة في العالم الاسلامي حيث يتعين دفن المتوفين في اليوم نفسه او في اليوم التالي.
وحاولت الشرطة المحلية من جهة اخرى اقناع المتظاهرين بدفن ضحايا الاعتداء بالقنبلة الذي وقع في مدينة هزارة تاون في ضاحية كويتا حيث يعيش شيعة من اتنية الهزارة الموجودة ايضا في افغانستان وايران. لكنها لم تفلح.
لكن قيوم شانغيزي المسؤول في حزب شيعي محلي قال "سندفن موتانا فقط عندما يتم اطلاق عملية مطاردة".
وطوق شيعة مزودون بأسلحة اوتوماتيكية وبنادق الاثنين حي هزارة تاون، كما ذكر مراسل لوكالة فرانس برس، فيما كانت التظاهرات تتمدد الى مدن اخرى في البلاد.
وقد تبنت الاعتداء مجموعة عسكر جنقوي المسلحة المناهضة للشيعة التي تاسست في منتصف تسعينات القرن الماضي نسبة الى الملا حق نواز جنقوي، المتوفي والعقل المفكر لمجموعة صباح الصحابة المتطرفة التي تأسست في الثمانينات للتصدي لنفوذ الثورة الايرانية في باكستان.
واعلنت مجموعة عسكر جنقوي التي تدين بالولاء لتنظيم القاعدة مسؤوليتها ايضا عن اعنف اعتداء في تاريخ باكستان ضد الاقلية الشيعية في 10 كانون الثاني/يناير في كويتا ايضا.

وقال امين شهيدي نائب رئيس حزب شيعي صغير ان "السلطات وعدت باتخاذ تدابير بعد اعتداءات 10 كانون الثاني/يناير، لكنها لم تفعل شيئا".
واضاف ان "الارهابيين يتنقلون بحرية ولا احد يحمينا"، في اشارة الى مالك اسحق قائد العمليات المسلحة لعسكر جنقوي الذي افرج عنه السلطات في تموز/يوليو 2011 بعدما امضى في السجن 14 عاما.
وبحسب منظمة هيومن رايتس ووتش، فان اكثر من 400 شيعي قتلوا في باكستان في 2012 "السنة الاكثر دموية" لهذه الطائفة في تاريخ هذا البلد.
لكن تصاعد موجة العنف ضد الشيعة والتي اوقعت اكثر من 200 قتيل منذ مطلع كانون الثاني/يناير، يثير مخاوف من ان تكون سنة 2013 اكثر دموية لهذه الاقلية التي تشكل حوالى 20% من الشعب الباكستاني الذي يزيد عن 180 مليون نسمة.
واتهمت عدة صحف باكستانية الاثنين الحكومة لكن ايضا اجهزة الاستخبارات القوية وقوات الامن التي تتهم في كثير من الاحيان بانها مقربة من حركات متطرفة، بعدم القيام بشيء لحماية الاقلية او مطاردة منفذي الاعتداءات.
من جهة اخرى، اعلنت السلطات الباكستانية مقتل خمسة اشخاص على الاقل الاثنين في هجوم مسلح تلاه هجوم انتحاري على مكتب مسؤول محلي كبير في بيشاور كبرى مدن شمال غرب باكستان.
وذكرت مصادر امنية ان متمردين حاولوا اقتحام مكاتب مطهر ديب اكبر مسؤول سياسي في اقليم خيبر المجاور الذي شهد مواجهات سقط فيها قتلى مؤخرا بين القوات الموالية للحكومة وحركة طالبان باكستان.
وفتح المهاجمون النار على اعضاء وحدة في الشرطة القبلية قبل ان يقوم احدهم بتفجير حزامه الناسف، كما قال المسؤولون الذين اوضحوا ان المسؤول لم يصب باذى.
وقال ناطق باسم مستشفى ليدي ريدينغ المحلي الكبير "تسلمنا جثث خمسة قتلى وادخل سبعة جرحى احدهم في حالة خطرة".
وذكرت مصادر امنية ان بين القتلى شرطيين اثنين على الاقل.
وصرح المسؤول في حزب سياسي معارض محمد اقبال افريدي الذي كان حاضرا خلال الهجوم لوكالة فرانس برس "كنا داخل المكتب عندما سمعنا عيارات نارية وقنابل يدوية. جرى بعد ذلك تبادل كثيف لاطلاق النار بين متمردين وقوات الامن".
واكد صحافي من فرانس برس ان قوات الامن تطوق بعيد ظهر اليوم محيط المبنى اثر هذا الهجوم.
وكان حاكم اقليم خيبر بختنونخوا الواقع على تخوم المنطقة القبلية شمال غرب باكستان خرج سالما من محاولة اغتيال في مردان المدينة التي تبعد حوالى خمسين كيلومترا عن كبرى مدن الاقليم.
وتعد المناطق القبلية ملاذا للمتمردين.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً