العدد 3819 - الثلثاء 19 فبراير 2013م الموافق 08 ربيع الثاني 1434هـ

استقالة حكومة بلغاريا بعد احتجاجات عامة

قدمت الحكومة البلغارية استقالتها اليوم الأربعاء (20 فبراير/ شباط 2013) بعد احتجاجات عنيفة في انحاء البلاد على ارتفاع أسعار الكهرباء وانخفاض مستوى المعيشة منضمة إلى قائمة طويلة من الحكومات الأوروبية التي سقطت بسبب إجراءات التقشف خلال ازمة الديون الاوروبية المستمرة منذ اربع سنوات.

ويواجه رئيس الوزراء بويكو بوريسوف الذي تولى السلطة في 2009 متعهدا باقتلاع الفساد وزيادة الدخول مهمة صعبة لتعزيز شعبيته المتآكلة قبل انتخابات مبكرة متوقعة.

وكان لتجميد الاجور ومعاشات التقاعد إلى جانب زيادة الضرائب تأثير شديد على مواطني بلغاريا وهي أفقر دول الاتحاد الاوروبي وتقل فيها مستويات الدخول عن نصف المتوسط في دول الاتحاد الاخرى.

وتظاهر عشرات الالاف في احتجاجات تحولت إلى العنف مردين "مافيا" و"استقيلوا".

ولم تفلح مساعي بوريسوف أمس الثلثاء لتحميل شركات المرافق الاجنبية المسؤولية عن ارتفاع تكاليف تدفئة المنازل وجرح في ذلك اليوم وهو اليوم الحادي عشر للاحتجاجات 15 شخصا وقبض على 25 في اشتباكات مع الشرطة.

وقال بوريسوف الذي بدأ حياته العملية حارسا شخصيا لدكتاتور بلغاريا الشيوعي تودور جيفكوف "قراري الاستقالة لن يتغير تحت اي ظرف. انا لا ابني الطرق كي يراق الدم عليها."

ورسم بوريسوف الحاصل على الحزام الاسود في الكاراتيه لنفسه - منذ اقتحامه عالم السياسة كرئيس لبلدية صوفيا عام 2005 - صورة القادر على الانجاز على غرار صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكان يتواصل مع الناخبين ويخرج الى شوارع العاصمة للاشراف على اصلاح الحفر.

لكن منتقديه يقولون انه كثيرا ما يتجاهل اتباع الاجراءات السليمة وأحيانا ما يكون ذلك لمصلحة مقربين منه وهزت تحولاته السياسية الحادة من النقيض الى النقيض ثقة الرأي العام فيه.

واندلعت الاحتجاجات بسبب زيادة تكلفة الكهرباء بعد ان رفعت الحكومة الاسعار بنسبة 13 في المئة في يوليو/ تموز الماضي.

لكنها سرعان ما تحولت إلى تعبير أوسع عن الشعور بالاحباط من بوريسوف وبعض افراد النخبة الذين يعتقد ان لهم صلات بأنشطة مثيرة للشبهات.

وقدم رئيس الوزراء تنازلات في محاولة لتهدئة المحتجين فأقال وزير المالية وتعهد بخفض اسعار الكهرباء وخاطر بنشوب نزاع دبلوماسي مع جمهورية التشيك بمعاقبة شركات اجنبية من بينها شركة الكهرباء التشيكية في خطوة تتعارض مع معايير الاتحاد الاوروبي الخاصة بحماية المستثمرين والاجراءات الواجبة.

ويهيمن حزب مواطنون من أجل التنمية الأوروبية اليميني الذي يتزعمه بوريسوف على البرلمان لكن وزير الداخلية تسفيتن تسفيتانو قال ان الحزب لن يشارك في محادثات تشكيل حكومة جديدة في اشارة إلى ان الانتخابات المقررة في يوليو/ تموز ستجرى قبل موعدها على الارجح.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً