العدد 3820 - الأربعاء 20 فبراير 2013م الموافق 09 ربيع الثاني 1434هـ

وهكذا بدأت تجارته

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

لم يكن يحلم يوماً بأن يفتتح له مشروعاً خاصاً على الرغم من مواهبه المتعددة والتي يقدم بسببها خدماته بشكل مجاني ومتميز لكل من يطلبها ممن هم في محيطه الاجتماعي. لكن ما حدث في مارس/ آذار 2011 جعله يقدم على هذا مضطراً وهو الذي بقي 6 أشهر من غير عمل بعد فصله من عمله الذي كان يتقاضى منه راتباً كان يفي حاجته ويكفيه شر السؤال.

ولأنه كان مفصولاً وزوجته لا تعمل وأطفاله في مدرسة خاصة، اضطر للاقتراض من أصحابه حتى وصل دينه مبلغاً يصعب عليه رده من غير عمل، فبدأ بالتفكير جدياً في الاستفادة من العروض التي تقدّمها بعض البنوك والمؤسسات واستخرج سجلاً باسم أحد أفراد عائلته، وبدأ في الترويج لبضاعته عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، والإعلانات التي ينشرها في هذه المجلة وتلك وفي هذا الحائط وذاك.

وبعد قرابة السنة والنصف من افتتاح عمله الخاص، أصبح هذا الشخص مالكاً لشركة استطاعت أن تحقق أرباحاً خلال ثلاثة أشهر فقط من افتتاحها رسمياً، وقد أرسل لي عبر «الإيميل» قبل أيام معلومات الشركة بالأرقام والأوراق الرسمية لأكتب قصته كي يستفيد منها غيره، وتكون دافعاً لمن لديه القدرة على فعل ما فعل، ولكن الخوف من الفشل يمنعه كما ذكر في رسالته.

ما فعله هذا الشخص يعد دافعاً قوياً للكثير من أبناء هذه الأرض من المتميزين الذين لم يخوضوا تجربة العمل الخاص خوفاً من الخسارة تارةً، واستصعاباً لإيجاد رأس المال تارةً أخرى، على الرغم من وجود الكثير من الحلول التمويلية اليوم في البحرين أولها «تمكين»، والنجاح الباهر الذي حققته في هذا الجانب والذي تشكر عليه في واقع الأمر لاعتبارها استطاعت بفضل وجودها وحلولها التشجيعية والتمويلية التي شملت الكثير من المجالات، أن تشجع الكثيرين على إنشاء أعمالهم الخاصة في مجالات تميّزوا فيها لسنوات قبل البدء في العمل بها لحسابهم الخاص.

وليست «تمكين» هي الجهة الوحيدة الداعمة كما ذكرت، بل إن هنالك بعض البنوك التي بدأت بتمويل المؤسسات الصغيرة والمشاريع المتناهية الصغر عن طريق حلول وأقساط مريحة تتيح لمن يرغب في البدء بعمله الخاص ولا يتمكن من توفير رأس المال أن يبدأه بثقة بعيداً عن القلق.

اليوم ومع وجود مواقع التواصل الاجتماعي وسهولة الترويج لأي بضاعة وخصوصاً بعد اشتهار «الانستغرام» في البحرين، بدأت كثيراتٌ من ربات البيوت والموظفات أيضاً في الترويج لبضائعهن عن طريق نشر صور إبداعاتهن إن كان العمل يختص بالأمور الإبداعية كالتغليف والملابس والإكسسوارات منزلية الصنع، أو عن طريق الترويج لما يتم استيراده بضاعة من الخارج على اختلاف نوعيتها. والأمثلة في هذا كثيرة وواضحة يمكن لأي شخص أن يتعرف عليها ما إن يتابع حساباً واحداً على الموقع. بل بدأت المنافسة تشتد بين بعض الحسابات من خلال التنافس عبر الأسعار أو الجودة أو الألوان أو التنوع في البضائع، ما حقّق نجاحاً للتاجر، وربحاً للزبون الذي استطاع الحصول على تشكيلة أوسع من أي سلعة يرغب في اقتنائها.

ما تشهده السوق المحلية اليوم يثبت أن المواطن البحريني قادرٌ على الدخول في مجالات كثيرة متى توفّرت له الفرص وبحث عنها وحارب من أجل الحصول عليها، وقد أثبت نجاحه فيها جميعها والأيام خير شاهد.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3820 - الأربعاء 20 فبراير 2013م الموافق 09 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 2:48 ص

      موضوع مفيد

      شكرا لك على هذا المقال وان شاء الله اصحاب المواهب يتشجعون على العمل الحر

    • زائر 7 | 2:02 ص

      أريد أن أخوض التجربة ولا أملك الخبرة

      اقترضت من البنك مبلغا وأريد أن أخوض التجربة ولكن لا أملك الخبرة
      هل يمكنكم مساعدتي؟

    • زائر 10 زائر 7 | 3:43 ص

      اذهب الى موقع تمكين على الانترنيت وستستفيد كثيرا

      انا ذهبت الى الموقع واستفدت من خدمة الترويج لعملي بامكانك فعل نفس الشئ

    • زائر 6 | 1:59 ص

      مقال يرفع الهمم

      الي كل مفصول ومحارب في رزقه عليك بالثقه بالله ومن ثم الحركه في طلب الرزق. فما أغلق باب إلا و فتح الله مليون باب. والله يرزق من يشاء بغير حساب.

    • زائر 5 | 1:00 ص

      شكرا سوسن

      مثال رائع لكل شخص محبط مثلي وغيري من هذا الشعب المسحوق والمفصول ، ولكن عندما نأتي الى الواقع المعاش ننصدم لعدم توافر ابسط الحلول للبدأ في اي مشروع صغيرة حتى لو كان نسبيا !

    • زائر 4 | 11:34 م

      ومنكم نستفيد

      اولا شكرا اختي سوسن ،،، ربما تكون الخسارة في البداية باعثا على النجاح من خلال الاطلاع على الاسباب . أنا صرفت مستحقات التقاعد طمعا في الحصول على مدخول آخر ولكن بعض الاحيان تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن . الطموووح جميل ومرغوب فيه ولكن لا ننسى ان القناعة كنز لا يفنى . وسلامتكم .

    • زائر 3 | 11:02 م

      وانا بدات مشروعي هكذا ايضا

      شكرا للاستاذة سوسن على هالمقال انا ايضا فتحت مشروعي الخاص بعد فصلي ولا اريد العودة لعملي لاني الان اطلع خمسة اضعاف راتبي السابق وسسأرسل لكي المعلومات للتاكدين ايضا

    • زائر 1 | 10:44 م

      أم محمدين

      للأسف أنني أمتلك موهبه متميزه بشهادة الجميع ومن خلال تطبيقي لها عن طريق الأسواق المتنقله ونجاحها مضمون وخاطري أطورها بس مافي تشجيع ولا رأس مال وأخاف أغامر وأخسر وخاصة بأن مدخولي الأسري ضعيف أحيانا أفكر وأتحسر ع الوقت الذي يمر دون اأن أستغله

    • زائر 9 زائر 1 | 3:29 ص

      وكلي الله :)

      اتوكلي على الله وبالتوفيق إن شاء الله.. والله إني فخورة بكم يا أبناء وطني الغالي :)

اقرأ ايضاً