العدد 3821 - الخميس 21 فبراير 2013م الموافق 10 ربيع الثاني 1434هـ

الرئيس الإندونيسي يحاول إنقاذ حزبه المترنح

تسببت سلسلة فضائح الفساد التي حلت بالحزب الحاكم في إندونيسيا في إصابته بحالة تمزق يرثى لها، ما أجبر الرئيس سوسيلو بامبانج يودويونو على تولي دفة القيادة ولكن المحللين يستبعدون أن تساعد هذه الخطوة في تعزيز مكانة الحزب الضعيفة.

وقد تولى يودويونو قيادة الحزب الديمقراطي بعد أن كشفت وسائل إعلام محلية هذا الشهر عن ان هيئة مكافحة الفساد ستعلن قريبا اتهام رئيس الحزب أنس أوربانينجروم في قضية تتعلق ببناء مجمع رياضي بالقرب من جاكرتا.

وقد تورط في الفضيحة عدد آخر من كبار مسؤولي الحزب، بينهم اندى مالارانجينج، الذي استقال من منصب وزير الشباب والرياضة في كانون الثاني/ يناير بعد أن وجهت وكالة مكافحة الفساد تهما إليه. وفي الوقت الذي لم توجه فيه أي تهمة بارتكاب جرائم لأوربانينجروم الذي بزغ نجمه في عالم السياسة ذات مرة ، جاء تحرك يودويونو تحت وطأة دعوات من صناديد حزبه وبينهم وزراء في الحكومة للتدخل لإنقاذ الحزب.

وكان ادي باسكورو الابن الثاني لـ "يودويونو" قد تقدم باستقالته من البرلمان يوم الجمعة الماضي قائلا انه في حاجة إلى التركيز على دوره كأمين عام للحزب لـ"مواجهة التحديات الصعبة".

وقد اتخذ قراره بعد انتقادات وجهت إليه في وسائل الإعلام لندرة حضوره لجلسات البرلمان.

وقال يانارتو ويجايا وهو محلل سياسي يعمل لدى مؤسسة شارتا بوليتيكا البحثية ومقرها جاكرتا :"لم يحول الحزب الديمقراطي نفسه من كونه مجرد ناد لمحبي يودويونو إلى حزب حديث ".

وأضاف:" تعتمد وحدة الحزب على يودويونو لعدم وجود آلية لحل النزاعات الداخلية ".

وأظهر استطلاع رأي أجراه مؤخرا مركز سيف المجاني للأبحاث والاستشارات أنه من غير المتوقع أن يفوز الحزب بأكثر من 8 في المائة من الأصوات إذا أجريت الانتخابات الآن.

وكان الحزب قد فاز بنسبة 21 في المائة في انتخابات عام 2009، ما جعله الحزب الأكبر في الائتلاف الحاكم ليودويونو.

وتأسس الحزب الديمقراطي في عام 2001 ليكون وسيلة رئيسية ليودويونو في مساعيه للفوز بالانتخابات الرئاسية.

وتم انتخابه في أول انتخابات رئاسية مباشرة شهدتها البلاد في عام 2004.

ويرجع الفضل للرئيس يودويونو في قيادة وتوجيه دفة البلاد نحو الاستقرار الاقتصادي والسياسي بعد سنوات من الاضطراب، بيد انه أصبح محل انتقاد مؤخرا لفشله الملحوظ في الوفاء بوعده باجتثاث جذور الفساد.

وكانت انجيلينا سونداك نائب الأمين العام للحزب الديمقراطي (35 عاما) وهي ملكة جمال سابقة لإندونيسيا وقد سجنت لمدة أربع سنوات ونصف السنة لتلقيها رشى تصل إلى 5ر12 بليون روبية ( 3ر1 مليون دولار)باعتبارها عضوة في البرلمان.

ويقضي أمين صندوق الحزب السابق محمد نصر الدين عقوبة بالسجن لمدة أربع سنوات و عشرة أشهر في قضية منفصلة بارتكاب فساد.

وتحتل إندونيسيا المرتبة رقم 100 من بين 183 دولة في أحدث إصدار لمؤشر الفساد السنوي لمنظمة الشفافية الدولية مسجلة 3 درجات من 10 درجات على مقياس الفساد الذي تعد درجة 10 فيه الدرجة الأنظف.

و الدولة التي تحتل المرتبة رقم 1 على قائمة المؤشر هي الدولة الأقل فسادا.

ولا يمكن ليودويونو الترشح لولاية جديدة بعد ولايته الثانية ومدتها خمس سنوات تنتهي في عام 2014، بيد انه لا يزال من غير الواضح وجود خليفة له داخل الحزب.

وقال المحلل السياسي ويجايا: " إن يودويونو هو سبب وجود الحزب وفوزه في الانتخابات ولأنه لن يتمكن من الترشح مرة أخرى فإن حزبه سيقع في الهاوية".

مضيفاً: " ولذا فإن فضائح الفساد ليست هي العامل الوحيد في ضعف فرص الحزب الديمقراطي".

ويتفق مع هذا الرأي سالم سعيد أستاذ السياسية في جامعة الدفاع في جاكرتا.

وقال سعيد: "الوقت عدو لـ ( اس بي واي)" مستخدما الأحرف الأولى من الاسم الكامل للرئيس سوسيلو بامبانج يودويونو."هل يمكنه انعاش شعبية الحزب في مثل هذا الوقت القصير، بينما لم يعد بمقدوره الترشح للرئاسة؟ "

"كما أنه يجدر بنا التساؤل عما إذا كان تراجع شعبية الحزب يعد مرآة تعكس شعبية الرئيس نفسه. "

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً