العدد 3821 - الخميس 21 فبراير 2013م الموافق 10 ربيع الثاني 1434هـ

المعارضة السورية تريد تشكيل حكومة ل"المناطق المحررة" والابراهيمي يصنف تفجير دمشق "جريمة حرب"

اعلنت المعارضة السورية اليوم الجمعة (22 فبراير / شباط 2013) انها تريد تشكيل حكومة تدير "المناطق المحررة" في شمال وشرق سوريا، فيما صنف الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي التفجير غير المسبوق الذي شهدته دمشق الخميس بانه "جريمة حرب".

ميدانيا، افاد ناشطون عن مقتل 14 شخصا على الاقل بعد سقوط صواريخ ارض ارض على حي في مدينة حلب (شمال)، مؤكدين ان الحصيلة مرشحة للارتفاع.

في القاهرة، قال المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض وليد البني لفرانس برس "اتفقنا على ضرورة تشكيل حكومة لتدبير الامور في المناطق المحررة"، لافتا الى ان الائتلاف سيجتمع في الثاني من اذار/مارس لتحديد هوية رئيس هذه الحكومة واعضائها.

واوضح اعضاء في الائتلاف ان هذا الاجتماع سيعقد في مدينة اسطنبول التركية.

وامل البني في ان تكون "سوريا" مقر هذه الحكومة، اي الاراضي التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون لنظام الرئيس بشار الاسد في شمال البلاد وشرقها.

ويعقد الائتلاف السوري المعارض منذ الخميس اجتماعات في القاهرة يبحث خلالها الطرح الذي تقدم به رئيسه احمد معاذ الخطيب لجهة اجراء حوار مباشر مع ممثلين للنظام السوري "لم تتلطخ ايديهم بالدماء".

وفيما كانت العاصمة السورية تلملم جراحها غداة مقتل اكثر من ثمانين شخصا في سلسلة تفجيرات تعتبر الاكثر دموية في العاصمة منذ بدء النزاع في سوريا قبل 23 شهرا، ندد الابراهيمي في بيان "بشدة بالتفجير الوحشي والرهيب في دمشق امس والذي اسفر عن مقتل نحو مئة شخص واصابة 250 مدنيا".

واضاف "ليس ما يبرر اعمالا رهيبة مماثلة تشكل جرائم حرب وفق القوانين الدولية".

وذكر البيان الصادر في نيويورك بان الموفد الدولي اقترح في تقريره الاخير الى مجلس الامن الدولي في 26 كانون الثاني/يناير "اجراء تحقيق دولي مستقل في جرائم كهذه".

وانفجرت اربع سيارات مفخخة الخميس في دمشق، احداها فجرها انتحاري قرب مقر حزب البعث في حي المزرعة واسفرت عن مقتل 61 شخصا، بينهم 17 عنصرا من قوات النظام. وبين الضحايا اطفال كانوا في المدارس.

كما وقعت ثلاثة تفجيرات اخرى متزامنة تقريبا في منطقة برزة في شمال دمشق استهدفت مقار امنية وقتل فيها 22 شخصا، بينهم 19 عنصرا من قوات النظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وكانت وزارة الخارجية السورية اتهمت "مجموعات ارهابية مسلحة مرتبطة بالقاعدة" بتنفيذ عملية التفجير بالقرب من مقر حزب البعث فيما دان الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية "التفجيرات الارهابية (...) ايا كان مرتكبها وبغض النظر عن مبرراتها".

ولم ينجح اعضاء مجلس الامن الدولي ال15 في الاتفاق على نص بيان حول الاعتداءات التي شهدتها العاصمة السورية بسبب خلاف حول تحديد المسؤوليات عن اعمال العنف المترتبة على كل من النظام والمعارضة في نص الاعلان، بحسب ما قال دبلوماسي في المنظمة الدولية.

واتهمت موسكو الدبلوماسيين الاميركيين بعرقلة صدور ادانة عن المجلس.

وقالت البعثة الروسية في بيان ان الولايات المتحدة "تشجع" الاعتداءات عبر عرقلة بيانات مجلس الامن حول سوريا.

والجمعة، اكدت روسيا والصين تقارب مواقفهما في ما يتصل بمجمل القضايا الدولية، وخصوصا الازمة في سوريا، وذلك تمهيدا لزيارة للعاصمة الروسية سيقوم بها الرئيس الصيني الجديد شي جين بينغ.

على الارض، قال المرصد السوري لحقوق الانسان "ارتفع الى 14 بينهم اطفال عدد الشهداء اثر القصف الذي تعرضت له منطقة ارض الحمرا في حي طريق الباب" في شرق حلب.

وقال ان "العدد مرشح للارتفاع بشكل كبير بسبب وجود عشرات الجرحى ومواطنين تحت انقاض المباني التي تهدمت".

وكان المرصد اشار الى سقوط ثلاثة صواريخ ارض ارض في المنطقة.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد الكتروني ان الصواريخ من طراز "سكود وتم اطلاقها في اقل من نصف ساعة من اللواء 155 في ريف دمشق باتجاه الشمال السوري".

ولا يمكن لوكالة فرانس برس التأكد من هذه المعلومات.

واوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ان "هناك اكثر من خمسين جريحا".

وبث ناشطون اشرطة فيديو على الانترنت تظهر حالة من الهلع ودمارا كبيرا في المكان الذي سقطت فيه الصواريخ. ورغم الظلمة، امكن تبين ابنية او منازل مدمرة بكاملها.

وقتل 33 شخصا في قصف صاروخي على حي جبل بدرو في شرق حلب ايضا ليلة الاثنين بينهم حوالى 15 طفلا. كما تعرض ريف حلب قبل ذلك لقصف من صواريخ يقول ناشطون انها من طراز "سكود".

الى ذلك، افاد المرصد ان القوى الامنية السورية اطلقت النار على تظاهرة مناهضة للنظام في مدينة الرقة في شمال سوريا، وقتل رجل في التظاهرة برصاص قناص.

وخرج المعارضون السوريون في تظاهرات في المناطق الهادئة نسبيا تحت شعار "الرقة الابية على طريق الحرية"، في اشارة الى التقدم الذي احرزه مقاتلو المعارضة خلال الاسابيع الماضية في عدد من النقاط في محافظة الرقة التي باتوا يسيطرون على الجزء الاكبر من ريفها، فيما مدينة الرقة لا تزال تحت سيطرة القوات النظامية.

وفي هذه المدينة، حاولت القوى الامنية تفريق تظاهرة عبر اطلاق النار، ما تسبب باصابة عدد من الاشخاص بجروح. في الوقت نفسه، اطلق قناص النار على احد المتظاهرين، فارداه، بحسب المرصد.

واشار المرصد الى اشتباك اعقب الحادث، ثم مقتل ثلاثة اشخاص آخرين في المدينة برصاص قناصة.

وحمل المتظاهرون الجمعة على حزب الله بعد التقارير الجديدة عن مشاركته في المعارك الى جانب قوات النظامية في منطقة القصير في محافظة حمص (وسط)، وعلى المجتمع الدولي الذي يحمله المعارضون مسؤولية "استمرار سفك الدم في سوريا بسبب صمته".

واعلن الجيش الحر خلال الايام الماضية ان حزب الله اللبناني يقصف مواقع للمقاتلين المعارضين من مواقع له في اراض لبنانية حدودية، وانه يقاتل الى جانب قوات النظام في منطقة القصير.

وفي بلدة الكاشف في درعا (جنوب)، هتف المتظاهرون "جايينك والله حسن نصرالله".

وحمل متظاهرون في حي الوعر في مدينة حمص (وسط) علما كبيرة "للثورة" واكدوا ثقتهم بسقوط نظام الرئيس بشار الاسد.

وقتل حوالى مئة شخص في اعمال عنف في سوريا اليوم، بحسب المرصد السوري الذي يقول انه يعتمد، للحصول على معلوماته، على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سوريا.

سياسيا، جددت دمشق الجمعة انتقادها الاخضر الابراهيمي بعد دعوته الدول المتحالفة مع النظام السوري الى الضغط عليه من اجل بدء الحل السياسي، مؤكدة ان الرئيس بشار الاسد لا يناقش شكل النظام السياسي والمسائل الداخلية "مع اي احد غير سوري".

في باريس، افادت منظمة مراسلون بلا حدود ان مصورا صحافيا مستقلا هو اوليفييه فوازان اصيب بجروح بالغة في سوريا مع نهاية كانون الثاني/يناير وهو يرقد في احد مستشفيات تركيا في وضع حرج.

وتظاهر نحو 300 لاجىء بمخيم الزعتري للاجئين السوريين (شمال الاردن) مطالبين العالم بتسليح الجيش الحر، ومؤكدين ان "النصر قادم".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً