دشنّت جمعية التوعية الإسلامية "مشروع الخير للجميع" التنموي للجمعيات والجهات المجتمعية، بمشاركة أكثر من 40 جمعية ومشروع "تمكين"، ويهدف "الخير للجميع" الى تحسين أداء الجمعيات و الصناديق الخيريه عن طريق توفير بيئه و مناخ للتعاون و المشاركه و الاطلاع على المشاريع و التجارب الناجحه بين هذه المؤسسات.

وتضمنت فعالية التدشين التي أقيمت بمقر الجمعية صباح السبت (23 فبراير/ شباط 2013) كلمة إفتتاحية لرئيس الجمعية الشيخ باقر الحواج، وعدداً من العروض لمبادرات وتجارب ميدانية للجميعات الاجتماعية والخيرية.

وفي جلسة الافتتاح قال رئيس الجمعية الشيخ باقر الحواج: "الخير للجميع " يعبر عن نبل وانسانية وعن افق رحب ... عنوان يريد لنا ان نكون كبارا في وعينا وفي مشاعرنا وفي حركتنا وفي مشاريعنا .

وتساءل الحواج : كم من مشروع ولد ليموت وكم من تجربة بدأت لتجمد وتنتهي وتكون نسيا منسيا والسبب حصارها من قبل القائمين عليها اذ حرمت من ان تتنفس وتنطلق في فضاء واسع لتنمو وتكبر وتتجذر فأريد لها أن تكون حالة خاصة محتكرة لمؤسسة ووقفا خاصا في مساحة محددة . بينما لو عممت لتطورت وتحولت لمشروع مؤثر ومنتج ومستمر وكانت مصداقا من مصاديق الصدقة الجارية لكن الافق حين يضيق ينهي الخير من الاستمرار .

وتابع الحواج : يحتاج قادة المؤسسات وكوادرها الى مبدأ " أحب لغيرك ما تحب لنفسك " وعملا بذلك أن أحب لمؤسسات الأخرين ما تحب لمؤسستك من نجاح وعطاء بأن تنقل وتعمم التجارب الناجحة الى المؤسسات الاخرى ذات نفس المجال والاختصاص فالتجارب الانسانية ملك عام لا يحتكر .

وخاطب الحواج الحضور بالقول : أيها الاخوة المجتمعون ... ينتظر من هذه اللقاءات الطيبة ان تساهم في تعزيز هذه الروح وهذه الثقافة أي ان المؤسسات وحدة واحدة لا تتجزأ تتكامل بأدوارها ومشاريعها فمؤسستك هي مؤسستي ومؤسستي هي مؤسستك ونجاح هذه المؤسسة نجاح لتلك واخفاقها اخفاق لتلك .

ويتوقع ايضا من هذه اللقاءات أن تستمر جادة ليولد من رحمها مشاريع مؤثرة ومفيدة ولا تكون كذلك الا اذا لبّت حاجات المجتمع ولا حظت متطلباته ولا مست معاناته .

واستعرض منسق المشروع خالد الشهابي فكرة وأهداف المشروع والخطة المعدة له،موضحاً بأن المشروع يحمل شعار " الدال على الخير كفاعلة"،و يهدف إلى توطيد و تشجيع العلاقات بين المؤسسات الخيريه و تيسير طرق التعاون و التكامل بينها،ورفع و تعزيز القدرات لدى الجمعيات و الصناديق الخيريه لتحقيق اهدافها،وتطوير برامج الخدمات الاجتماعيه و تحسين التخطيط و التنفيذ و المراقبه بناءا على التجارب الناجحه،وخلق البيئه لعرض الخدمات المتاحه لأنشطة و مشاريع هذه المؤسسات،وبناء مناخ لاستخلاص و نقل التجارب الناجحه بين المؤسسات الخيريه.

واوضح الشهابي بأن المشروع الذي من المقرر يبدأ في دورته الأولى على سنتين،ويشتمل على ثلاث مراحل هي التخطيط والتنفيذ والمتابعة، وتتركز آليات العمل فيه على عرض التجارب الميدانية الناجحة والمتميزة للجمعيات والجهات التنموية، وتنفيذ ورش عمل تطبيقية وتدريبة فيما يتم الاتفاق عليه من مشروعات ولجان متابعة وتنفيذ لتلك المشروعات،ويعتمد المشروع لى تبادل الخبرات،ويشتمل المشروع على 7 لقاءات ربع سنوية، يتم الانطلاق من كل لقاء إلى لجان متابعة وتنفيذ.

وأوضح الشهابي أن الدعوة وجهت إلى أكثر من 70 جمعية اجتماعية وخيرية، وهنالك موافقة على الانضمام من كل المدعويين،ومن المتوقع أن تزيد رقعة المشاركة في هذا المشروع مستقبلاً.

وخلال اللقاء عرضت ثلاث مشاريع تنموية، كان الأول لنضال البناء وحمل عنوان "أثر الدور التنموي في العمل التطوعي"،فيما كان العرض الثاني ليوسف المحميد حول "تجارب واستثمارات ناجحة"،والعرض الثالث لحسين منصور حول "آلية صرف المساعدات الشهرية"،وشهد اللقاء عدداً من المداخلات الإثرائية والمشيدة بالمشروع والهادفة للدفع به.

وقدم عرض مشروع تمكين رائد عبد الله وشرح خلاله "مبادرة التواصل المجتمعي"،والتي تهدف إلى ”خلق قنوات تواصل متنوعة وفعالة ومباشرة مع مختلف فئات المجتمع"،من خلال زيادة الوعي ببرامج الدعم المقدمة للأفراد والمؤسسات، والوقوف على الإحتياجات الخاصة في المحافظات والمدن والقرى والمناطق لتصميم برامج خاصة لسد هذه الإحتياجات،وكسب وتعزيز ثقة المجتمعات المحلية في برامج تمكين.

ويعقب اللقاء الأول لمشروع الخير للجميع،متابعة من قبل اللجنة التي ستتكون من عدد من المشاركين لمتابعة مخرجات اللقاء والعمل على تنفيذها عبر المشروع الذي تديره جمعية التوعية الإسلامية،ومن المتوقع أن يحضى المشروع باقبال من قبل الجمعيات والمؤسسات المجتمعية،وينوي فريق المشروع للدخول به في مسابقة مركز المنظمات الأهلية للمشاريع التنموية.