العدد 3824 - الأحد 24 فبراير 2013م الموافق 13 ربيع الثاني 1434هـ

تباين آراء اقتصاديين بشأن فرض ضرائب على أنشطة تجارية

بعضهم اعتبر طرح الفكرة خطأ... وآخر يراها صحيحة

أحمد اليوشع - تقي الزيرة
أحمد اليوشع - تقي الزيرة

تباينت آراء اقتصاديين بشأن فكرة وتوقيت وآلية فرض ضرائب على الأنشطة، بعد أن وافق مجلس النواب على مقترح برغبة بشأن قيام الحكومة بإعداد دراسة بشأن إمكانية فرض الضريبة.

وقال الاقتصادي أحمد اليوشع: «إن البحرين ليست بمعزل عن المحيط الإقليمي، فهناك تنافس بين الدول على استقطاب الاستثمارات ورؤوس الأموال لتحريك عجلة التنمية الاقتصادية وتوفير فرص العمل، وإن أي سياسة تتخذها البحرين يجب أن تأخذ بالاعتبار المحيط الإقليمي».

وأضاف «إن طرح فرض الضرائب كفكرة في الوقت الحالي خطأ، لأن الظروف الإقليمية والمحلية لا تسمح لمثل هذه الأفكار، فالوضع الحالي يتطلب تقديم المزيد من الدعم، لزيادة جاذبية البحرين للمستثمرين الأجانب لضخ رؤوس أموالهم في تحريك عجلة الاقتصاد وتوفير فرص عمل جديدة للشباب».

وتابع «يجب ألاّ نفكر في أمور قد تضرّ الاقتصاد إذ ما أخذنا بالاعتبار التوقيت والظروف المحيطة، فالمرحلة الحالية تستدعي طرح أفكار لتنشيط الاقتصاد وتوفير الوظائف، فالعالم اليوم يفكّر بتقديم التسهيلات للمستثمرين وتشجيع الشباب على إنشاء المشروعات».

وقال: «إذا كانت هناك نية لزيادة الإيرادات العامة، فهناك مجالات أخرى، البلد بخير والحكومة بخير، ولها تجارب ناجحة ومتقدّمة في الاستثمار مثل شركة ألمنيوم البحرين (ألبا)، وشركة نفط البحرين (بابكو)، وشركة الخليج لصناعة البتروكيماويات (جيبك) وشركة بنا غاز، وغيرها من الشركات الناجحة، فلماذا لا نقيم مشاريع مشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص، لزيادة إيرادات الدولة، وهذا سيشجّع الحكومات الخليجية والمستثمرين الخليجيين على الاستثمار في مثل هذه المشاريع، كما أن إقامة مثل هذه المشاريع سيشجّع الاقتصاد ويرفع معنويات المستثمرين».

من جهته، قال الاقتصادي تقي الزيرة:» أنا مع فكرة فرض الضرائب على أن يكون لمن دفع الضريبة الحق في محاسبة الحكومة، ومساءلتها عن الأموال التي تنفقها».

وأضاف «توقيت الحديث عن الضريبة ربما فيه إشكال، لكن يمكن عمل جدول زمني لفرض ضرائب على الشركات الكبرى، والتي تحقق أرباحاً والشركات التي تستفيد من الإنفاق الحكومي على البنية التحتية».

وتابع «هذه الضرائب ستوفر مدخولاً آخر للموازنة العامة، ويجب أن يستثمر في الاقتصاد الاجتماعي الذي يتوجّه لتنمية المجتمع من أفراد ومؤسسات، وبلورة هذا إلى فكرة وزارة الاقتصاد الاجتماعي، بحيث تكون تحت مظلتها مؤسسة مثل (تمكين) لمساعدة الأفراد على الارتقاء بمهاراتهم ومؤهلاتهم وتوفير الفرص لهم، ومساعدتهم على إنشاء مشروعات صغيرة ومتوسطة».

واستطرد «أموال الضرائب يجب أن تنفق على البنى التحتية والتعليم والصحة، وتقوية الاقتصاد الاجتماعي، وتنويع مصادر الدخل، وعدم الاعتماد على مصدر واحد». وقال: «يجب أن تكون هناك رؤية وبرامج ومخطط مثل رؤية البحرين الاقتصادية 2030، هي رؤية جيدة لكنها تحتاج إلى بلورة وبرامج وخطط لترجمتها».

وأكد «أنا مع الضرائب، ونحن لسنا بلد مصدّر للمنتجات، حتى نتخوّف من أن ترتفع الأسعار، ويقل الطلب على منتجاتنا المعدّة للتصدير».

وأشار إلى «أن الضرائب من الثوابت في فقه الاقتصاد الإسلامي؛ إذ تدفع الأموال إلى بيت مال المسلمين، وهذه الأفكار تم تطويرها في بعض النماذج الاقتصادية مثل ماليزيا، وطوروها إلى برامج وسياسات حكومية، ولهذا قفزت ماليزيا قفزة كبيرة (...) وهذا ينطبق كذلك على الغرب المتقدّم».

وقال: «ثروات النفط منذ أكثر من 6 عقود من الزمن، لم تنقلنا إلى بناء اقتصاد مستقل، قادر على توفير الاكتفاء الذاتي، والتنمية المستدامة، فمازلنا اقتصاداً تابعاً يعتمد على خدمات ومنتجات مستوردة لتغطيته احتياجاته».

وأكد أهمية تأسيس ثقافة الضرائب، وقال: «أنا تاجر كبير، ولا أساهم في تنمية المجتمع والاقتصاد! لابد أن أي تاجر يستفيد من اقتصاد البلد أن يساهم في تنمية المجتمع (...) بلورت المجتمعات المتقدّمة فكرة المسئولية الاجتماعية للقطاع الخاص، بينما هذه غير موجودة لدينا».

وأضاف «أؤيد فكرة الضريبة ولكن على مبدأ أن من يدفع الضريبة يحق له أن يسأل الحكومة ويحاسبها، ويسألها أين أنفق المال؟».

العدد 3824 - الأحد 24 فبراير 2013م الموافق 13 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 11:25 ص

      كفو يا اليوشع

      صح كلامك يا اليوشع ، اي ضرائب . هي الناس ناقصه
      البلد حالتها حاله وانت تفكر في الضرائب يا سعادة رئيس مجلس النواب

اقرأ ايضاً