العدد 3824 - الأحد 24 فبراير 2013م الموافق 13 ربيع الثاني 1434هـ

سوق التجزئة العالمية

هناك استقرار في السوق العالمية للتجزئة، مع خفض تجار التجزئة من عدوانية خططهم التوسعية واتخاذهم لنهج أكثر حذراً وتمعناً في افتتاح المتاجر. ومن المتوقع على المدى القريب تحقيق مواقع التأجير المهمة لنمو أكثر استقراراً في كل من هونغ كونغ وملبورن وسيدني، وأن تقوى بشكل طفيف في طوكيو، باريس، لندن وبكين.

وقد أدت الرياح الاقتصادية المعاكسة، مثل تخفيض الديون الاستهلاكية المتفشية، وبهتان نمو العمالة فى الولايات المتحدة، وعدم يقين الاستجابات لسياسة الديون السيادية في كل من الولايات المتحدة وأوروبا، إلى معدلات بناء منخفضة في معظم الأسواق، ما أدى إلى تفاقم أزمة نقص المساحات وبقاء أسعار التأجير في المواقع المهمة عالية.

وتمكنت نيويورك، وهي المدينة الوحيدة من الأميركيتين في التصنيف، من تحقيق أداء جيدجدًا خلال العام الماضي، مدفوعة بالتوجه السياحي والطلب القوي من تجار التجزئة الدولية. وعلى نقيض المناطق التي تعاني من نقص مساحات التجزئة الرئيسية مثل هونغ كونغ وباريس ولندن وسيدني، فإن هناك تدفقاً متسارع الوتيرة للإمدادات الجديدة في نيويورك على طول الجادة الخامسة، ويجري تسويقها حايا بأسعار قياسية تعد الأعلى على الإطلاق في تاريخ المدينة. ونتيجة لذلك، فإن قيمة الإيجار الإجمالي في الجادة الخامسة ارتفع بمعدل 16.5 في المئة على أساس سنوي، ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 2970 دولاراً لكل قدم مربع سنوياً.

وفي حين كانت معظم الإيجارات الرئيسية العالمية مستقرة خلال الربع الأخير من عام 2012، شهدت لندن وباريس نمواً في معدلات التأجير في المواقع الرئيسية، بنسب نمو فصلية بلغت 10 في المئة و27 في المئة على التوالي، وذلك بسبب الطلب المستمر من تجار التجزئة الدولية. فباريس على وجه الخصوص، صعدت أربع درجات على سلم التصنيف العالمي مقارنة بما كانت عليه في الربع الثالث من العام. وحتى مع نمو ربع سنوي قدره 27 في المئة من المتوقع أن نرى مزيداً من الارتفاع في إيجارات المواقع الرئيسية في باريس بسبب الطلب المتزايد على المساحات الفاخرة في أفضل مواقع المدينة. ومن الواضح في جميع مواقع البيع بالتجزئة في أوروبا - وعلى وجه الخصوص باريس وموسكو ولندن - وجود اختلاف في الأداء بين المواقع الرئيسية والثانوية، وهذه الأخيرة لاتزال تعاني من انخفاض معدلات الإيجار وارتفاع الشواغر. أما في منطقة آسيا المحيط الأطلسي، فقد كان المعروض من مساحات التجزئة الرئيسية ضيقاً، الأمر الذي ساعد في الحفاظ على مستويات الإيجار في كل من سيدني وملبورن وبكين وطوكيو. ففي سيدني، لايزال الطلب من تجار التجزئة الدولية عالياً (وخاصة من الولايات المتحدة) مع دخول العديد من العلامات التجارية الجديدة إلى السوق في عام 2013.

راي تورتو

كبير الاقتصاديين الدوليين في «سي بي آر إي»

العدد 3824 - الأحد 24 فبراير 2013م الموافق 13 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً