العدد 3824 - الأحد 24 فبراير 2013م الموافق 13 ربيع الثاني 1434هـ

كرزاي يحاول فرض سلطته من خلال طرد قوات أميركية من ورداك

كشف طرد قوات اميركية خاصة من ولاية افغانية نهاية الاسبوع بامر من الرئيس الافغاني حميد كرزاي، رغبة هذا الاخير في استعادة السيطرة على ميليشيات محلية وايضا توتر علاقاته مع واشنطن مع اقتراب نهاية المهمة القتالية للحلف الاطلسي.
وامر الرئيس الافغاني الاحد بان تنسحب هذه القوات الخاصة في غضون اسبوعين من ولاية ورداك التي تعتبر معقلا لطالبان على ابواب العاصمة كابول متهما عناصر النخبة في الجيش الاميركي بانها انشأت "مجموعات مسلحة غير شرعية" مسؤولة عن ممارسة التعذيب وجرائم قتل.
وقال المتحدث باسم مهمة الحلف الاطلسي في افغانستان (ايساف) الجنرال غونتر كيتز "لم نعثر على اي شيء يثبت هذه المزاعم وسنتباحث مع زملائنا (في المهمة) وشركائنا الافغان بهدف التوصل الى حل" لهذا الخلاف.
وتشهد العلاقات بين كابول وواشنطن توترا بعد اقل من عامين على انسحاب القسم الاكبر من قوات الحلف الاطلسي التي تقودها الولايات المتحدة في افغانستان.

وشكا كرزاي مرارا من الغارات الاميركية التي تصيب المدنيين الافغان.
وبحسب عطاء الله خوجياني المتحدث باسم والي واردك فان سكان الولاية كثرت تشكياتهم في الاسابيع الاخيرة من مليشيات "غير شرعية" شكلتها القوات الخاصة الاميركية وتعمل بموازاة الجيش الافغاني.
وقال هذا المسؤول لوكالة فرانس برس "نريد ان تستعيد قوات الامن الافغانية السيطرة على الولاية وان تحل محل هذه القوات الاميركية الخاصة. نريد ان يتم طرد هؤلاء".
وشكاوى الافغان بشان حالات "تحرش" و"تعذيب" وحتى "قتل" بايدي عناصر مليشيا محلية تنشط كقوة مساعدة للجيش الاميركي، بدت القطرة التي افاضت الكاس بالنسبة للرئيس الافغاني، بحسب محللين.
وقالت مارتين فان ريجلير من شبكة محللين عن افغانستان "يبدو اننا ازاء قرار مفاجىء وعاطفي يجد تفسيره في الضيق من رؤية قوات (افغانية ودولية) تخرج عن السيطرة".
وقال مسؤولون افغان لصحيفة نيويورك تايمز ان الامر يتعلق بقرار اضطراري وحل اخير وذلك بعد محاولة اقناع قوات التحالف بالتحقيق في هذه المزاعم بسوء السلوك.
وهذا الخلاف الجديد بين كابول وواشنطن ياتي في الوقت الذي يسعى فيه البلدان الى التوصل الى اتفاق حول وضع وعديد القوات الاميركية التي ستبقى في افغانستان بعد المهمة القتالية التي نفذها نحو مئة الف جندي من الحلف الاطلسي وتنتهي بنهاية 2014.
ويمكن ان تبقى قوة قوامها ما بين ثمانية آلاف و12 الف جندي لتعزيز القوات الافغانية التي ستتولى لوحدها حماية اراضي البلاد من متمردي طالبان.

واضافت ريجلير ان الرحيل المتسرع من ورداك "لا يبدو عملا محسوبا في اطار مفاوضات حول معاهدة امنية".
وهدف قرار كرزاي قبل كل شيء اظهار ان الرئيس يمسك بزمام امور البلاد حتى وان ظلت افغانستان رهينة بشكل كبير للمساعدة العسكرية الاميركية، بحسب المحلل الافغاني عمر شريفي.
وقال المحلل لوكالة فرانس برس ان الرئيس "يريد اظهار انه يسيطر على الامور، وانه ليس بيدقا".

لكن في الان نفسه "فان الافغان لا يمكن ان يكسبوا هذه الحرب دون دعم دولي ولا احد في ادارة كرزاي لديه ادنى شك في ذلك".

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً