العدد 3825 - الإثنين 25 فبراير 2013م الموافق 14 ربيع الثاني 1434هـ

من غزو المحلات التجارية إلى دهس المتظاهرين

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لم يكن من المفترض أن تصل حالة العنف والعنف المضاد إلى هذه الدرجة من الخطورة لو تم احتواء المشكلة السياسية في البلد منذ البداية، من خلال طرح حلول مقبولة ومتفق عليها والسير في مسار الإصلاح والمزيد من الديمقراطية الحقيقية بدل تحويل الصراع السياسي إلى صراع طائفي من طرف واحد، ما ينبئ بانتقال عدوى الطائفية إلى الطرف الآخر وخصوصاً مع وجود عدة أطراف من تجار الحرب الذين يزدادون ثراءً بتصاعد الأزمة وسقوط المزيد من الضحايا، فيما تبور بضاعتهم الفاسدة في ظل التآلف الوطني.

ما حدث من إرهاصات تبدو للوهلة الأولى حوادث معزولة، تنبئ بشرر متطاير قد يحرق الأخضر واليابس في هذا الوطن الذي طالما وصف بأنه أرض الخير والسلام، وأن أهله عائلة واحدة، فـ «ما معظم النار إلا من مستصغر الشرر».

لم يعد من المقبول السكوت عن من ينفخ في نار الفتنة ليل نهار لمجرد أن يحصل على فيللٍ في إحدى المدن المرفهة على أطراف البحرين، أو سيارة فاخرة أو رصيد معتبر في أحد البنوك. كلنا يعرف ذلك حتى في الطرف الممانع من أبناء الشعب المضحوك عليه بعطايا شحيحة تمنح للمتسولين أو امتياز كان من حقه لو لم يصنف الناس في هذا الوطن إلى مواطنين من الدرجة الأولى والثانية والثالثة والرابعة... وربما تكون هناك درجات أكثر مع توسع كل طبقة عن طريق الإنجاب الطبيعي والاصطناعي.

نعم ومن دون مواربة؛ ما يحدث الآن من إرهاصات بدأت منذ غزوات البعض للمحلات التجارية لفئةٍ معينةٍ وتطوّرت إلى إطلاق النار من سيارات مدنية على المواطنين والدهس المتعمّد لمجموعةٍ من المحتجين على الأوضاع السائدة؛ ما أسفر عن إصابة أحدهم بإصابات لا يعلم مداها حتى الآن، وقتل شابين من عائلة واحدة خلال أقل من يومين، لا يمكن إلا أن يزيد النار اشتعالاً ليفقد الجميع ما تبقى لديهم من إصرار على ألا يتحوّل العنف بين الشارع وقوات مكافحة الشغب إلى عنفٍ بين مكوّنات الشعب الواحد، وذلك ما لا يريده أو يتمناه أحد سوى من ينفخ في نار الفتنة.

لقد وصلنا إلى هذه المرحلة الخطرة من العنف بسبب مراهنة السلطة على الحل الأمني، وعدم تقديم أية مبادرة سياسية للخروج من عنق الزجاجة، وحتى الآن لم نرَ أي توجه جدي نحو حل سياسي مع مواصلة تقديم المزيد من العطايا للأصوات المنادية بالفتنة، كان يجب أن يتم إخراس مثل هذه الأصوات النشاز قبل الحديث عن أي حوار وطني أو مصالحة وطنية، من أجل تهيئة الأجواء أولاً، والآن وقد وصلت الأمور إلى تعمد قتل المحتجين عن طريق دهسهم بالسيارات؛ فإننا نكون قد دخلنا في مرحلةٍ خطيرةٍ جدّاً من الفتنة الطائفية نسأل الله ألا تتطور.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3825 - الإثنين 25 فبراير 2013م الموافق 14 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 53 | 12:56 م

      الاغلبية الصامته

      اعتقد ان الاغلبية الصامته ضاقت ذرعا من العبث في الشوارع والظاهر انها ستبدأ الدفاع عن حقوقها في شوارع آمنة. وقد نرى الكثير من هذه الحوادث. نرجوا من عقلاء الوطن التدخل للحد من استغلال الاطفال حيث مكانهم الطبيعي مقاعد الدراسة وترك السياسة لاهلها.

    • زائر 54 زائر 53 | 2:07 م

      true

      I fully agree

    • زائر 50 | 7:40 ص

      من هدم دوار اللؤلو الى هدم المساجد الى حرق القران الى احتلال ومعسكرة السلمانية الى فصل كل الموظفين في جميع وزارات الدولة الى فصل الاطباء وسجنهم الى قتل و تعذيب الناس

      من هدم دوار اللؤلو الى هدم المساجد

    • زائر 43 | 3:50 ص

      التغيير قادم شاء من شاء وابى من ابى

      هذه الافعال تزيدنا ايمانا بضرورة التغيير

    • زائر 38 | 3:05 ص

      الوضع خطير

      الوضع في البلد اصبح خطير ويزداد خطورة يوم بعد يوم والايام القادمة غامضة ولاتوجد مبادرة حسن النية من جميع الاطراف المشاركة في ما يسمى باا لحوار مما يزيد من خطورة الموقف . الله يستر

    • زائر 31 | 2:26 ص

      وماذا عن التخريب

      ولماذ لم تتطرق في مقالك الى ما يقوم به المخربون من اعتدأت على المارة وتعريض حياتهم للخطر بالمولتوف والاحجار وسد الطرقات واشعال الاطارات وتعطيل مصالح الناس بالأضافة الى تعرض بيوت اهالي البديع للحرق بالمولتوف اكثر من مرة وكل ذلك موثق بكاميراتهم ام انكم تكيلون بمكيالين

    • زائر 35 زائر 31 | 2:52 ص

      صح لسانك

      كل الي يسوون هم صح.

    • زائر 37 زائر 31 | 3:00 ص

      اصبح المطالبون بحقوقهم مخرّبون هذا ما تريدون الوصول له

      خرج الشعب بكل سلمية واريحية ويشهد لنا كل العالم اننا اسلم ثورة الى الآن ولكن بماذا قوبلت هذه الثورة السلمية؟
      انت تعرف ذلك وربما انت من شارك في الفبركات والمسرحيات

    • زائر 39 زائر 31 | 3:07 ص

      Panadol

      اذا الداخلية اعترفت بقتل الأبرياء و اغراق البلدات ليلا بالغازات السامة و استخدام الرصاص المحرم دوليا الشوزن و اذا اعترفت ايضا بمن دهس المتظاهرين و من سرق برادات جواد و من اطلق الرصاص الحي على ابناء بلدة بوري وقتها بس أسأله ليش ما تكلم و تطرف عن ابطال الميادين ..

    • زائر 41 زائر 31 | 3:25 ص

      إن الله سائلك يا صاحب التعليق فبماذا ترد عليه

      هناك شعب ظلم واعتصبت حقوقه ولما خرج مطالبا بها هجمت عليه جيوش المنطقة ثم وصف باوصاف لا تليق ببشر
      وبعد العذاب والسجون والفصل والطرد والقتل والتعذيب والتنكيل
      يأتي شخص مثلك ليقف موقفا سوف يندم عليه عند الحكم العدل

    • زائر 27 | 1:38 ص

      Panadol

      شكرا لكم و سحقا لهم
      و منصورين و الناصر الله
      اللي يطلق النار و اللي يدهس المتظاهرين و اللي سرق المحلات هو نفسه من يغرق البلدات بالغازات السامة ليلا ....
      حسبنا الله و نعم الوكيل

    • زائر 24 | 1:24 ص

      لماذا

      إذا كان عملهم صحيح لماذا الخوف من المستشفي وتقديم بلاغ للشرطة

    • زائر 20 | 12:35 ص

      مثل تايواني

      مقالك عزيزي ذكرني بالمثل التايواني (ينفخ في قربه مقضوضه) وسلامتكم

    • زائر 15 | 12:07 ص

      أحسنت

      شكرا لك

    • زائر 14 | 11:51 م

      فعلا الوضع خطير

      أترى ما السبب الذي جعل سائق السيارة يتعمد بدهس الشاب وهو يرى الشباب يرتبون الاطارات بالشارع 1- انه يرى حكمه الموت وهو ينفد القانون والاعجب هو الذي اشتكى 2-انه مأمور ان يقتلهم ولابد انه اقدم على الفعل لانه من امن العقوبة اساء .....3-او لانه يرى الاحكام الصادرة ببراءة القاتلين او حمكهم المخفف فأقدم على صدم الشباب

    • زائر 13 | 11:43 م

      ستبدي لك الأيام القادمة أكبر من مما يحدث الآن

      نسأل الله ألا تتطور الفتنة الطائفية ، ولكن هناك رجل دين وأكاديمي في جامعة وطنية ونائب تجمع مصطنع أفتى مؤخرا بقتل ودهس وهدر دم المتظاهرين وأباح قتلهم فهل أوقفته السلطة أو استدعوه للتحقيق معه في هذه الفتوى ؟ كلا لم يحدث ذلك ولن يحدث ،ولكن تذكر فتوى اسحقوهم لمن يعتدى على النساء ؟ قامت الدنيا ولم تقعد ، سترى في الأيام القادمة بلاوي أكبر خاصة إذا ما فشل حوار الطرشان الحاصل الآن ، بعدها لن تنفعهم أموالهم ولا أولادهم في شيئ.

    • زائر 10 | 11:23 م

      جاني ولا مجني عليه

      لا يمكن باي حال من الاحوال معاقبه الداهس ولا يوجد مدهوس على الساحه ،،، اين هو الضحية المزعومه من المشهد وكيف تعاقب الداخليه الجاني ولا يوجد مجني عليه في المشهد

    • زائر 25 زائر 10 | 1:25 ص

      تتكلم عن شي ماتدري عنه

      حبيبي بس حاول تبحث شوي عن المشهد شكلك تنفي شي ماشفته اصلا.

    • زائر 28 زائر 10 | 1:45 ص

      هذا مايسمونه العقول الفاضيه

      اذا كانت وزارة الداخليه نفسها اعترفت بهذا الحادث كيف للمستحمرين انكاره
      وجميعنا شاهد الفيديو لكن ماذا تقول في قضيه لسان لا دليل عليها سوى كلام متناقض لمده عامين وحبس متهمين يزيد عددهم عن درزن اكثر من 15 عام

    • زائر 34 زائر 10 | 2:48 ص

      مسكين

      والله اني اشفق عليك

    • زائر 9 | 11:11 م

      شكرا للك ياستاذ

      لقد وضعت الداء على الجرح املنا ان يصل صوتك واصوات امثالك المخلصين المحبين لهذا البلد الى من بيدهم القرار فالوطن ينزف دما ولا يحتمل اكثر من هذا النزيف الدامى يجب ان يتوقف .
      شكرا ولك ولامثالك ودمتم موفقين .

    • زائر 8 | 11:11 م

      اطلاق نار ودهس وقتل

      من يطلق النار ومن يقتل ومن يدهس ؟! المجرم واحد

    • زائر 7 | 10:53 م

      واضح

      ان من حاول القتل العمد في الفيديو لديه غطاء من متنفذين والا لما قام بهذا الفعل الشنيع ولما صدمنا ببيان يظهر برائته الكامله ويجرم المعتدى عليه

    • جعفر الخابوري | 10:41 م

      اين العداله

      لماد لم يتم القاء القبض غلى نت دهس الشاب للمحكمه
      كان الدهس بطريقه متعمده

    • زائر 3 | 10:22 م

      هل لديك قلب وضمير

      ايها الداهس ماذا جنيت عندما اردت ان تقتل طفل مع سبق الاصرار والترصد، اين ضميرك، هل تستطيع النوم ، هل لديك ابناء
      وعجبي فيكم ايها الموالون تدهسون طفلا حاول حرق اطار بينما تصفقون الى الطفل السوري حينما يحمل سلاح بل تمدونه بالمال والسلاح
      مواطنة اصلية

    • زائر 32 زائر 3 | 2:37 ص

      اكثر من 5000 طفل سوري قتل حتى الآن

      نعم اكثر من 5000 طفل سوري قتل حتى الآن على يد قوات المجرم قاتل الأطفال بشار الاسد وبمشاركة طائفية قذرة من حزب الله في لبنان ونظام ولاية الفقيه في إيران. نعم سندعم أطفال سوريا وسنقف إلى جانبهم رغم انف الطائفيين.

    • زائر 44 زائر 3 | 4:07 ص

      احى فيك روح المواطنة بالرغم من اعطائك الجنسية البحرينية الا انك سوري الاصل والقلب يحن

      لا استغرب ابدا ان تتغافل ما يجري في البحرين لانه البحرين لا تمت لك بأي صلة سوى جمع المال وانما احى فيك روح المواطنة بالرغم من اعطائك الجنسية البحرينية الا انك سوري الاصل والقلب يحن الي اصله ولذلك تعمى عيونك عن ما يجري في البحرين دائما

اقرأ ايضاً