العدد 3830 - السبت 02 مارس 2013م الموافق 19 ربيع الثاني 1434هـ

الاقتصاد التايلندي يحافظ على مرونته العام 2013 (2-2)

وتساهم الصناعة بالجزء الأكبر من النمو، ويليها قطاع الخدمات. وعند النظر للناتج المحلي الإجمالي من ناحية الإنفاق، يشكل الاستهلاك الخاص دافعاً قوياً للنمو في الاقتصاد الذي يعتمد على القطاع المحلي، لكن تاريخياً، كانت للصادرات مساهمة أقوى للنمو.

وساهم الطلب المحلي والخارجي في الزيادة غير المتوقعة في نمو الناتج المحلي الإجمالي؛ إذ كانت الصادرات مرنة وارتفعت بنسبة فاقت 3 في المئة على أساس ربع سنوي، وذلك على رغم ارتفاع سعر صرف البات التايلندي، الذي خفّض تنافسية تايلند. إلا أن ارتفاع القدرة الشرائية للعملة التايلندية مكّن بدوره القطاع المحلي من الاستيراد؛ ما ساهم في نمو الواردات بمعدل 5.2 ف يالمئة على أساس ربع سنوي، وساعد في التحكّم على التضخم المستورد. وعلى الصعيد المحلي، جاء النمو بشكل أساسي من الاستهلاك الخاص، بينما تقلصت الاستثمارات والإنفاق الحكومي بشكل متعاقب. وقد لعبت عدة أمور دوراً في ارتفاع مستوى الاستهلاك الخاص، من أهمها زيادة الأجور، والدعم الحكومي لمشتري السيارات الجديدة، وخطة تعافي البلاد بعد الفيضانات والتي تتضمن إعادة تعمير العديد من المدن في تايلند.

وفي العام الجاري، سيكون الاقتصاد التايلندي مرناً وإن لم يشهد الاقتصاد العالمي تعافياً. وتتوقع الحكومة أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي ليبلغ ما بين 4.5 في المئة و5.5 في المئة. وسيكون أداء الشركات جيداً لسببين، أولهما أن ارتفاع سعر صرف العملة سيخفّض الكلفة. وثانيهما أن ارتفاع الحد الأدنى للأجور سيزيد من دخل الأفراد بصورة أكبر من نمو التضخم. وسيكون بذلك التحكم على التضخم هو التحدي الرئيسي لتايلند هذا العام؛ إذ تنمو الأسعار الآن بمعدل 3.4 في المئة على أساس سنوي. لكننا متفائلون بأن ارتفاع سعر الصرف وانخفاض الطلب على العالمي على السلع سيدفعان الأسعار إلى الانخفاض، ليلغيا تأثير ارتفاع الأجور والطلب المحلي. إلا أننا لا نتوقع أن يسهل البنك المركزي من سياسته النقدية وبالتالي لا نتوقع أكثر من تخفيضين بـ 25 نقطة أساس لسعر الفائدة هذا العام. وعموماً، نظرتنا لتايلند إيجابية على المديين القصير والمتوسط. تايلند هي من قادة التغيير الذي سيحصل في آسيا، لتتحول من اقتصاد يعتمد على الصادرات إلى اقتصاد يعتمد على الطلب المحلي.

كميل عقاد

محلل في «آسيا للاستثمار»

العدد 3830 - السبت 02 مارس 2013م الموافق 19 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً