العدد 3832 - الإثنين 04 مارس 2013م الموافق 21 ربيع الثاني 1434هـ

اليسار البحريني والتحركات الشعبية

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

فيما يريد البعض متعمداً تشويه صورة الجمعيات اليسارية والعلمانية في البحرين، يسعى البعض الآخر إلى ضرب التحالف القائم بين الجمعيات السياسية المعارضة، منتقداً تحالف القوى اليسارية مع جمعيات سياسية تحمل الصفة الدينية، فتارةً تتهم القوى الوطنية بالتبعية لجمعية «الوفاق»، فيما تتهم «الوفاق» بالوصولية لتحالفها مع جمعيات تختلف معها أيديولوجياً.

الهدف من ذلك واضحٌ تماماً، وهو فك الارتباط بين هذه الجمعيات الوطنية من أجل صبغ الحراك الشعبي في البحرين بالطائفية، وعزل هذا الحراك عن انتفاضات وثورات الربيع العربي.

الغريب أن من يقود الهجمة على الجمعيات السياسية الديمقراطية، ويدعي الفكر التنويري، الذي لا يقبل هيمنة الفكر السياسي الديني الرجعي، مدللاً على ذلك بانتسابه في السنين الماضية لجمعيات سياسية علمانية، أو تيار ليبرالي، هو من يقف اليوم ضد أي توجه نحو الديمقراطية الحقيقية، ويتخذ المواقف الرجعية المتشددة، ويدافع بكل ما لديه من حججٍ واهيةٍ عن السلطة في أكثر وسائل الإعلام طائفيةً، بشرط أن يقبض مقابل ذلك.

يكفي أن ننظر إلى مواقف من راح يروّج لمقولة اختطاف الجمعيات السياسية العلمانية من قبل أعضاء هذه الجمعيات المنتمين لطائفة معينة، وحرف هذه الجمعيات عن طريقها العلماني والتقدمي، وما يطرحه من آراء لا تنسجم مع التاريخ النضالي لأبناء شعبه فقط، وإنّما تتناقض مع جميع المبادئ الإنسانية المدافعة عن حقوق الإنسان والحرية والعدالة والكرامة والديمقراطية.

لم تكن الجمعيات السياسية العلمانية وحدها من اتخذ موقفاً منحازاً للشعب، وإنّما وقف السواد الأعظم من مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية والحقوقية والنقابات العمالية والمهنية، إلى جانب المطالب الشعبية والحراك الشعبي في البحرين، باستثناء عددٍ قليلٍ جداًَ من جمعيات «الغونغو» التي أنشئت أساساً بجهود حكومية.

وفيما أثبت اليسار البحريني سواءً من جمعيات سياسية أو شخصيات وطنية مستقلة تؤمن بالفكر العلماني، تمسّكها بقضية الشعب البحريني وتاريخه النضالي، وإنها جزءٌ لا يتجزأ من نسيج الحراك الشعبي، سقط البعض الآخر، في شباك الطائفية والانتهازية السياسية والمصالح الشخصية الضيقة.

لم يكن اليسار البحريني حالةًً شاذةً في موقفه من المطالب العادلة لأبناء شعبه، فجميع القوى اليسارية في الدول التي اشتعلت فيها ثورات الربيع العربي كانت تقف دائماً مع حراك شعبها، من تونس إلى مصر واليمن وليبيا، كما أن جميع القوى اليسارية والعلمانية العربية والعالمية وقفت إلى جانب ثورات الربيع العربي بما في ذلك انتفاضة الشعب البحريني.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3832 - الإثنين 04 مارس 2013م الموافق 21 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 1:31 م

      تحية لليسار

      اليسار هو الحل قاد جميع الانتفاضات في البحرين بينما التيار الديني نائم وقد صحي في التسعينات بعد ان قضي الاستعمار علي كل الحركات القومية واليسارية ومنها الناصرينين والشيوعين والبعثين والماوين وتحياتي

    • زائر 14 | 11:16 ص

      أغفل سوريا

      ذكر كل الثورات، لكن دوما هنالك قصد واضح لعدم ذكر سوريا

    • زائر 13 | 9:21 ص

      ابو حسين

      الى الاخي العزيز صاحب اليسار الطيب الذي لايحب ان يكون سادجا وعديم العلمانية الجواب الواقع حقا لا وجد اي تجربة او مشروع اسلامي ناجح استطع ان
      يحقق العدل لجميع ولكن في المقابل انتم ياصحاب الشعارات البراقة اين مشاريعكم
      وتجاربكم الناجحة لقد اكتوة الشعوب منكم ومن شعاراتكم التقدمي ضد التخلف
      الرجعية والظلامي لايمكن ان يقف صاحب المبادئ النبيلة مع الظالم ضد المظلوم
      بهذة الاعذار السقيمة مع الاسف لقد في وقت الاختبار سقط الكثير من اليسار
      واليمن والاسلامي والعلماني المظلوم انسان قبل ان يكون اسلامي او علماني

    • زائر 12 | 9:09 ص

      عقلية الخيانة

      بعض المعلقين على هذا المقال (أو تعليقات القراء) يعتقدون أنهم الوحيدين على هذا الكوكب من الأشراف وأصحاب الأمانة المطلقة ..أما المختلف معهم في الرأي أما يكون عميل حكومي أو قابض أموال وهديا وغير ذلك من الاتهامات التي تعكس السطحية أو التعصب الأعمى ..وبناء على ذلك فليس هناك رأي مخالف أو معارض لتصوراتهما العنترية ..لا نعرف كيف سيكون حال هذا الشعب أو البلد إذا تمكنت هذه العقليات من السيطرة على مراكز القرار ومصير وحياة الناس ...

    • زائر 11 | 5:53 ص

      جميل ياجميل

      تذكرنا المثل الذي يقول تارك الصلاة في النار فهذا ينطبق على الذي كان يكتب ضد سياسه الحكومه وبعد ما قبض تخبى وراح اليوم يدافع عن تلك السياسيه العوجاء الذي ادخلة البلاد في نفق مضلم ومثله كثر وهذا حال الدنيا والاخرى متأخر والمهم اليوم يحصد على دماء الشهداء والمعذبين وقطع ارزاق كل من يطالب بالحريه والعداله في هذا البلد.

    • زائر 10 | 2:41 ص

      فزورة

      هم ثلاثة باعوا مبادئهم الاشتراكية وصار السلف والإخوان من أحبابهم بعد ان كانوا مادة هجومهم اليومية واحد منهم تخرع يوم عطوة لكزس هدية والثاني تخرع يوم شاف البشت يخب علية عند عمة والثالث تخرع خاف لا يعبرونة والشعر انقلب ابيض فا الله السلامة وحمامة نودي نودي !

    • زائر 9 | 2:29 ص

      لا تبخسوا الناس أفعالهم

      لا احد ينكر أن التيارات اليسارية في العصر الحديث هي السباقة للعمل الوطني ، رغم الاحطاء و الجراح و رغم أن فكرها جاء بعيدا عن الدين- ولا الومهم في ذلك لطبيعة المرحلة- لكن التحالف الديني اليساري واقع رغم محاولات التفكيك يستفيذ فيه اليسار مع القاعدة الجماهرية العريضة و يستفيد التيار الديني من الخبرة و الفهم السياسي العميق لليسار، و الهدف من ذلك بناء وطن قوي لكل المواطنيين بعيدا عن التخوين و التكفير و التفكيك، وخير ما يمكن القول فيه أن الافادة من اخطاء الماضي وبناء المستقبل

    • زائر 8 | 1:56 ص

      هم يضربون في حديد بارد والشعب وعاها فلا طائل منها

      هدفهم التخريب والتفريق بين مكونات المجتمع الواحد ليسهل عليهم قيادته وهذا صعب عليهم فلن يستطيعوا ذلك.
      نعم هم يستطيعوا ذلك بخصوص بعض التجمعات التي هم انشأوها لاهداف
      ضرب اي تجمع شعبي يطالب بحقوقه
      اما التجمعات الشعبية فهي تعرف الخطر من اين يأتي وتتفاداه قبل ان يقع

    • زائر 7 | 1:18 ص

      دقة القراءة

      أخي الكريم ..تاريخ التحالفات في إطار العمل الوطني مع الإسلام السياسي (يشكل عام)مليء بالمرارة والألم والإخفاقات التي لا يمكن غفرانها (نموذج التجربة الإيرانية) لذا فأن صنف حركات الإسلام السياسي لا يتغير جوهره ومضمونه ، فاليسار الطيب لا يجب أن يكون ساذجاً وعديم العلمانية ، لذا فالتضحية من أجل الوطن وقضية الشعب الحيوية لا يجب أن تكون ضحية لمظاهر الجذب الخداعة والمؤقتة والغير قابلة للترميم أو التراجع ولا أن يكون اليسار خشبة عبور نحوى الظلام الدامس..س.دلمن مع التحية

    • زائر 6 | 12:53 ص

      السلطة وراء اللعبة

      ايدي رخيصة هي التي تثير هذا النعيق لتفريق الصف الوطني وابحثو عن المستفيد من شق الصف الوطني

    • زائر 5 | 12:50 ص

      ابو حسين

      ردا على صاحب الرد الواضح ياخي بدون الف او دوران انا مواطن بحريني ابحث عن
      العدالية الاجماعية والحرية والكرامة في وطني لا اعرف اليسار او اليمن او اسلامي
      او علماني واكون مواطن لي حقوق وعلي واجبات نحو وطني وجميع افراده الكرام
      بدون فلسفة فارغة والانسان صاحب المبدا يقف مع الحق ولكن سقوط اصحاب
      المبدا كان واضح وانا غير ماذا تتوقع من انسان معارض في المساء ومستشار حكومي في الصباح فيبرر خطاء طرف ويهاجم الاخر ولا يرى انه له حق في المطالب

    • زائر 4 | 12:16 ص

      لو قاد الفكر اليساري حراكنا

      لانتصرنا منذ زمن

    • زائر 3 | 11:26 م

      وطن حر وشعب سعيد

      الجمعيات اليسارية في البحرين تعتبر الأقدم والأكثر تاريخا, بداية بجبهة التحرير البحراني ... فقد قدموا الغالي والنفيس لأعلاء كلمة الحق وتحقيق العدالة الأجتماعية. وقد تأسست هذه الجمعيات قبل جمعية الوفاق ولذلك لا يمكن أعتبارها أمتداد للوفاق لا فكريا ولا تاريخيا ولكن يجمعهم الهدف الأسمى وهو وطن حر وشعب سعيد.

    • زائر 2 | 10:56 م

      عزيزي الكاتب بدل ان اكرم بصمتي تلاحقني حتى الن وانا ادخل العقد السابع

      عندما استذكر تفاصيل تلك المرحلة في مقاومة الاستعمار والاستبداد افتخر واقول الايستوجب تكريم سجناء وشهداء ومنتهكي حقوقهم في تاك الفترة ابان عهد الانجليز واقول لك عزيزي الكاتب بدل ان اكرم فبصمتي تلاحقني وحتى وانا بهذا العمر المتقدم واتمنى قبل ان تغمض عيني ان ارى ذلك التغيير الذي ضحى من اجله شعب البحربن يارب حقق امنيتي.

    • زائر 1 | 10:44 م

      الرد واضح

      يا أستاذ ، السواد الأعظم من الجمعيات المهنية والأهلية والحقوقية هي في الحقيقة تابعة وتشكل رافد من روافد جمعية الوفاق... ما يعني أنها لا تمثل جميع الشعب وان انضوى تحت عضويتها نسبة كبيرة منةالأعضاء إلا أنها تشكل طائفة واحدة تحمل اتجاه إسلامي ... لا نريد إسلاميين من الطرفين .. لذا عتبنا على اليسار بسبب عدم وضوح رؤيته الخاصة و خطه الأيدلوجي ...

اقرأ ايضاً