العدد 3833 - الثلثاء 05 مارس 2013م الموافق 22 ربيع الثاني 1434هـ

«الريموت كنترول» بدّل «الحكم» إلى الحكومة

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كل التكهنات والتوقعات تشير إلى أن جلسة الحوار السادسة اليوم الأربعاء (6 مارس/ آذار 2013) ستكون «عاصفة»، في ظل ما شهدناه من سجالات سياسية وتطورات ميدانية خلال الأسبوع الماضي، كان أبرزها بيان وزير الديوان الملكي، الذي اعتبرته «جمعيات الفاتح» حاسماً ووضع النقاط على الحروف، فيما سجلت المعارضة اعتراضها بخطاب رسمي للديوان الملكي.

من الواضح أن التوجيهات الصادرة «من فوق» تتلخص في أمرين: الأول أن الحكم لا يمثل على طاولة الحوار، وبدلاً عن ذلك تمثيل ثلاثة وزراء من بينهم وزيرا التربية والتعليم والأشغال عن الحكومة في الحوار، والثاني هو لا تنازل عن دور المؤسسات الدستورية، في إشارة واضحة لرفض مطلب المعارضة بالاستفتاء الشعبي على مخرجات الحوار (إن أحيانا الله إلى ذلك اليوم!) والذي يمكن أن نرى فيه مخرجات لحوار «هش» وأفق استمراريته ضيقة.

تحدثنا من قبل عن اعتراف «جمعيات الفاتح» بشرف أن يكونوا «ريموت كنترول» بيد الحكومة، وذلك على لسان المتحدث الرسمي لهذه الجمعيات أحمد جمعة، وهو ما يؤكد لنا حقيقة واحدة لم ينتبه لها الجميع، وجواباً لسؤالنا عن أسباب تراجع «جمعيات الفاتح» عن شرطها «تمثيل الحكم في الحوار» من أجل الجلوس على الطاولة مع المعارضة «التأزيمية والفئوية» على حد وصفهم.

في 27 يناير/ كانون الثاني 2013 صدر بيان لجمعيات الفاتح بعنوان «بيان من ائتلاف الجمعيات السياسية الوطنية عن الدعوة لاستكمال الحوار لإنهاء الأزمة في البحرين» والذي أكدت فيه جمعيات عشر وهي: «الوحدة الوطنية»، «المنبر الإسلامي»، «الأصالة»، «الشورى الإسلامية»، «الوسط العربي الإسلامي»، «الحوار الوطني»، «حركة العدالة الوطنية»، «الصف الإسلامي»، «الميثاق»، وأخيراً «التجمع الدستوري»، على أن أي جهد سيبذل في هذا السبيل (الخروج من الأزمة) لابد أن توفر له أسباب النجاح التي تتمثل فيما «أن يكون الحكم طرفاً رئيسياً ممثلاً في هذا الحوار».

في يناير وقبل الجلوس على طاولة الحوار كانت «جمعيات الفاتح» ترى أن الخروج من الأزمة لن ينجح إلا من خلال الحوار، وأن يكون «الحكم طرفاً رئيسياً فيه»، والآن بعد الجلوس على طاولة الحوار، والحديث عن هيمنة السلطة على تلك الجمعيات، وتسميتها لممثليها على الطاولة، وقراراتهم ومواقفهم، وصولاً للتصريح «الفضيحة» للمتحدث باسم الجمعيات عن شرف أن يكونوا «ريموت كنترول» بيد الحكومة، فجأةً تبدّل الأمر وأصبح وجود «الحكم» على طاولة الحوار ليس مهماً، بل غير جائز، إلا أن وجود الحكومة هو «الأهم»!

هذا التحوّل في الخطاب ليس جديداً، والتراجع عن المبادئ ليس أمراً مستغرباً في ظل اعتقاد القائمين على «جمعيات الفاتح» أن الناس تنسى ما قيل من قبل، وأن رأي قواعدها بات شيئاً هامشياً، لذلك ترفض الاستفتاء الشعبي رغم قناعتها بأن الشعب بأسره يسير خلفها، وما المعارضة إلا «شرذمة» قليلة «مغرّر» بها من الخارج!

تراجع «جمعيات الفاتح» عن شرط «الحكم» واكبه أيضاً تراجع آخر في تصريحات وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، ففي يوم الأحد (24 فبراير/ شباط 2013) نشرت صحيفة «العرب» القطرية مقابلةً مطوّلةً مع الوزير قال فيها بشأن الحوار: «نحن نتطلع أن نصل إلى تفاهم، وهذه ليست المرة الأولى، لقد مررنا بمشاكل سابقاً، وكانت دائماً الأمور تحل بالحوار والتفاهم، لم يكن في تاريخنا الحل من جانب واحد... دائماً يأتي الحل بتفاهم حواري ما بين الحاكم والمحكوم، وتاريخنا شاهد على ذلك، ما نريده الآن هو أن نصل إلى تفاهم طويل المدى، تفاهم واضح يأخذ في الاعتبار ظروف البلد والمنطقة».

كان حديث الوزير عن حوار بين «الحاكم والمحكوم»، وتحدثت في مقالة سابقة وبنصوص دستورية من هو الحاكم، ومن هو المحكوم، وأشرت إلى تناقض الفقرة السابقة مع رؤية وزير العدل بـ «عدم جواز تمثيل الحكم في الحوار»!

الوزير في مقابلة مع قناة «الجزيرة» (بحسب بيان لوزارة الخارجية في 2 مارس/ آذار 2013) لم يتحدث عن حوار بين «حاكم ومحكوم»، بل سار على منهج مرسوم وفي إطار محدد ركز عليه خلال الأيام الماضية، ولم يخرج عن إطاره ليتناقض مع ما قاله في صحيفة «العرب» القطرية، عندما قال: «إن الحوار في البحرين لن يكون آخر حوار فمملكة البحرين مرت على مر السنين بمراحل حوار بين ممثلي الشعب والحكومة»، ولنقارن فقط بين جملتي «الحوار بين الحاكم والمحكوم» و «الحوار بين ممثلي الشعب والحكومة»، سنفهم المتغيرات، وما حدث من مستجدات على الوضع السياسي، مع الربط ببيان وزير الديوان الملكي الذي وصفته «جمعيات الفاتح» بـ «الحاسم».

الحديث عن «الريموت كنترول» قبل جلسة الأربعاء الماضي ليس صدفة، بل كان تمهيداً لما سنشهده من متغيرات، وتهيئة الأجواء لها، حتى وإن شكّل صدمةً لجماهير الفاتح التي كانت ترى في نفسها «معارضة» ولها مطالب أيضاً لتكتشف أن قادتها يعترفون بأنهم مسيّرون وبـ «الريموت كنترول».

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3833 - الثلثاء 05 مارس 2013م الموافق 22 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 30 | 9:42 ص

      كلهم ريموت

      القيادة وجمهور ريموت كنترول

    • زائر 29 | 8:48 ص

      في حر يقول أنا ريموت كنترول؟؟؟؟؟

      في حر يقول أنا ريموت كنترول؟؟؟؟؟

    • زائر 28 | 8:46 ص

      أحد من الموالاة يفسر لنا شنو الريموت كنترول

      يعني في معارض يقول أن ريموت كنترول في يد الحكومة؟ أي عاقل يقول هذا الكلام

    • زائر 27 | 8:45 ص

      كاهم الجماعة تتهرب من تصريحة جمعة ؟

      كاهم الجماعة تتهرب من تصريحة جمعة؟ ليش مو قدها أو تصريح خنبقه وبس

    • زائر 26 | 8:44 ص

      كونوا أحرار في دنياكم

      الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان ليكون حراً فكيف يقبل هذا الإنسان أن يكون عبداً !!! ، هناك أسباب إما أن يكون هذا الإنسان:
      1. ينظر لمصلحته الشخصيه والفئويه.
      2. يطمح لمنصب ما "أعلى" أو يخاف على مكتسباته ومنصبه الحالي.
      3. يخاف من سطوة الحاكم وإجراءته العقابيه.
      4. الدين "الشريعه" تحث على ذالك.
      الأسباب الثلاثه الأولى غير مقبوله في الأعراف الإنسانيه ، أما السبب الرابع فالله سبحانه وتعالى أمرنا بالعدل والمساواة فكيف نقبل أن يحكمنا مخلوق "عبداً" ليس بمنصف وعادل .

    • زائر 24 | 5:27 ص

      من البحرين

      الريموت كنترول اهون من ان يكون خادمكم المطيع .

    • زائر 23 | 3:46 ص

      فضيحة

      لاول مرة اسمع ان هذه الجمعيات كانت تطالب بالحوار مع الحكم من قبل ثم بدلت رايها ... وبرموت بعد امر مضحك شأن معارضة المعارضة

    • زائر 22 | 2:47 ص

      هاأنتم

      هاأنتم ترون أيها الناس إذا كان الحكم أصلا لا يريد أن يعترف بالمعارضةويجلس على طاولة الحوار مع المعارضة الحقيقية الشعبية...
      فكيف سيتنازل ويعطي الشعب حقوقه الدستورية على حد زعمه الملكيات العريقة

    • زائر 21 | 2:41 ص

      من الواضح هلبلد مكتوب عليه العذاب

      ولله تعري ومابعده تعري,وأنظر الى ماصرح به احد منتسبي الجمعيات العشر فهم وحسب تصريحاتهم بأنهم سوف يرفعون عليه دعوى,لان ماصرح به غير مثبت في محاضرهم,ومانقول الأ على البحرين السلام وعلى الشعب أذا اراد الحياة فعليه ان يقدم المزيد من القرابين وفي النهايه لابد وأن ينتصر وهذه سنت الحياة

    • زائر 20 | 1:56 ص

      الحياء نقطة

      الحياء نقطة ان سقطت سقط كل شيء
      لم نسمع في حياتنا قط ان معارضة كما تدعي انها مسيرة بالريموت كنترول من قبل الحكومة وتفتخر بذلك غير تجمع العباقره إئتلاف الفاتح
      اقول ونعم المعارضة خووووووووووووش معارضة

    • زائر 19 | 1:32 ص

      الحكم هم الفاتح والفاتح هم الحكم!!!

      لا أحد ينكر ولا يختلف مع هذه الحقيقة بأن الحكم هم الفاتح والفاتح هم الحكم فلم وجع الرأس إذاً???!!!!

    • زائر 17 | 1:17 ص

      استغفال واستحمار اتباعهم هو الأسوأ

      عندما تقبل زعامات الفاتح ان تكون ريموت كونترول هذا شأنها هي اذا كانت لا تمثل شعبا معينا ولا طيفا معينا ولكن عندما تكون تمثل طيفا او طائفة معينة ثم تقول عن نفسها انها ريموت كونترول ذلك يعني انهم يستغفلون اتباعهم ويستحمرونهم ويستغلونهم لتحقيق مآرب ما ثم يرمونهم وتلك هي سياسة الاستحمار والاستغلال. لذلك اتمنى على الاخوة من اتباع هذه الجمعيات ان تقف موقفا يحفظ للناس كرامتهم كبشر ولا يكونوا سلعة في سوق النخاسين تباع
      بابخس الاثمان فمن لا يحفظ لك كرامة اليوم لا يمكن ان يحافظ على حقوقك غدا

    • زائر 16 | 1:15 ص

      سيأتي

      سيأتي اليوم الذي تتمنى فيه الحكومة ولو معارضا واحدا من هذه المعارضة الموجوده الان،هي الان تلعب وتسوف فى الوقت وتسخر من الشعب ،وغدا اذا وضعت تحت الضغط ستبكي وتتأوه ،ولكن قد فات الاوآن(وغدا لناظره لقريب)

    • زائر 15 | 1:10 ص

      بدايه النهايه لهذا الحوار العقيم

      الحوار الان في مرحله الاحتضار ،، بعد كل هذه التصاريح الغير مسؤوله ،، والتأزيميه ،، جمعيات ما تسمى بالفاتح لاتريد تغييرات في هذا البلد ،، لانها تنتفع وتتمصلح من الوضع القائم ،، وسوف يستمر شعب البحرين في النضال

    • زائر 13 | 12:33 ص

      نكته

      يسمون روحهم معارضه بعد هههههههههه معارضه ميييييييين رووووووووح مناااااااااااك.

    • زائر 12 | 12:24 ص

      المعارضة «التأزيمية والفئوية» على حد وصفهم.

      والله مسخرة يعني اهم اللي لهم ممثل في كل قرية وكل مدينة ( شلة متجمعة ) في احدى زوايا البحرين يريدون ان يتحكموا في رقابنا.

    • زائر 10 | 12:02 ص

      مصيبة

      في شي إلى الحين محيرني !! الرموت فيه من واحد الى تسعه فيعني جمعية طالعة من الباب الشرقي !

    • زائر 14 زائر 10 | 12:42 ص

      بلى في رقم 0

      في بالريموت رقم 0 يعني كملوا العشرة مبروك عليهم الريموت

    • زائر 9 | 11:37 م

      اهدف الحفاظ على الغنائم

      هم يريدون افشال الحوار بأي شكل كان ( قطيع من النعاج )

    • زائر 8 | 11:31 م

      جمعيات

      10 جمعيات كلهم على اثنين اثنين وكلهم نفس نفس ... واقول على سالفة الريموت كنترول ... شنو نوعية البطارية اللي يستخدمونا .. اكيد ابو نمر ... اللي يخلصون ابسرعة
      يقولون وزير المالية قال ما يقدرون يزيدون المعاشات خمس دينار على الرواتب و من هذا المنطلق لازم نجمع مرة ثانية ونقول الحكومة ولبها على عمرها في التجمع الياي

    • زائر 7 | 11:09 م

      الاعتراف سيد الادلة

      أي دليل أقوى من الاعتراف ويصر على ما أعترف به بل ويرى فيه شرف له
      وأي شرف لمن يساق دون قناعته ويصادر رأيه ؟
      لكن هكذا البعض تنازلوا عن كل شئ حتى عقولهم ووضعوها في مجمدات
      درجة حرارتها أقل من درجة حرارة الثلج المهدرج

    • زائر 6 | 10:27 م

      حتى وزير الخارجية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

      يقولون وزير الخارجية اكثر واحد ذكاء فيهم، هو بعد يغير كلامة!!!!!!!

    • زائر 5 | 10:26 م

      الريموت كنترول

      فضيحةاعتراف انه ريموت كنترول، شلون يقول سياسي اذاً

    • جعفر الخابوري | 10:16 م

      تقرير

      لتقت القوى الوطنية الديمقراطية المعارضة في البحرين بوفد منظمة "هيومن رايتس واتش" المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، والذي يزور البحرين هذه الأيام، وذلك بمقر جمعية الوفاق الوطني الإسلامية بالبلاد القديم يوم أمس الأثنين 25 فبراير 2013. وتضمن الوفد نائب مدير منظمة هيومن رايتس واتش جان ايجلاند، ومديرة قسم هيومن رايتس ووتش للشرق الاوسط وشمال أفريقيا ساره ليه ويتسون، والباحث في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمنظمة

    • زائر 11 جعفر الخابوري | 12:10 ص

      حلوه

      حلوه قوى المعارضة "الديموقراطية" في كتاب جميل يصف كيف بعض الحركات الدينية المتطرفة في الشرق الاوسط بداءة تنادي بالديمقراطية لتتودد للغرب وتكسب تأييدهم.

    • زائر 3 | 9:55 م

      الجماهيرها لا تثق الا بالحكم

      الجماهيرها لم ترفع شعارا واحدا في تجمعاتها تنادي باسم الفاتح او مساندتها بل تنادي برموز الحكم ليقينها ان خير من يدافع عن مصالحها هوالحكم وليس اتلاف الفاتح وحتى الفاتح لا يرى انه سيد قراره لذا اصر ان يكون في الحكم حاضرا في المفاوضات حتى لا تزل قدماه فيلام اذا ما وافق المعارضة في امر يزعج السلطة

    • زائر 2 | 9:55 م

      اهم شي

      اهم شي في الريموت البطاريه . .لان اذا كملت مصيبه

    • زائر 18 زائر 2 | 1:30 ص

      مهزلة .. ما بعدها مهزلة

      ههههههه .... و يجب أن لا ننسى أيضا بأن الريموت كونترول هو الشيئ الوحيد اللي يضيع أو يخترب و كل مرة نشوف لنا ريموت ثاني ....

    • زائر 1 | 9:39 م

      خل طبالتهم تنفعهم!!!!

      مصيبة ان يمشي اخوتنا خلف قيادات طبالة تسمي نفسها المعارضة وهي لا تعارض شيئا من فساد الحكومة بل وتتفاهر بكونها امعة .. والله عار ان تتبعوا وتؤيدوا قيادات كذابة ومصلحچية اثبتت الايام السابقة والحالية مساوئهم

اقرأ ايضاً