العدد 3834 - الأربعاء 06 مارس 2013م الموافق 23 ربيع الثاني 1434هـ

الاف الفنزويليين يلقون النظرة الاخيرة على تشافيز قبل دفنه الجمعة

تقاطر الاف الفنزويليين الخميس (7 مارس/ آذار 2013) الى الاكاديمية العسكرية في كراكاس حيث سجي جثمان هوغو تشافيز الذي توفي الثلاثاء، لالقاء نظرة الوداع على الرئيس الراحل عشية تشييعه في مراسم وطنية.

وبدفن تشافيز الجمعة تطوي فنزويلا صفحة من تاريخها وتفتح صفحة جديدة مع رئيس جديد سينتخب في غضون 30 يوما ليقود هذه الدولة النفطية التي تشهد انقساما حادا بين بين مؤيد للرئيس الراحل ومعارض له.
وحتى بعد ظهر الخميس لم تكن السلطات الانتقالية قد ادلت باي معلومات حول مراسم الجنازة التي ستبدأ في الساعة 10 (14,30 تغ) وسيحضرها العديد من رؤساء دول اميركا الجنوبية اضافة الى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد والبيلاروسي الكسندر لوكاتشنكو.
كما لم ترشح اي معلومات عن المكان الذي سيدفن فيه الرئيس الراحل الذي حمل راية اليسار "المناهض للامبريالية" الاميركية في بلده اولا وفي العديد من بلدان القارة اللاتينية ثانيا، واشتهر بخطابه الشعبوي، وبنى شعبيته في صفوف الفلاحين والفقراء من خلال تخصيصهم ببرامج اجتماعية مولها من صادرات البلاد النفطية.
ومنذ اعلان وفاته اكتفت السلطات بدعوة المواطنين الى الهدوء والانضباط.
والخميس تقاطر عشرات الالاف لالقاء النظرة الاخيرة على جثمان الرئيس الذي سجي في الاكاديمية العسكرية، المكان الشديد الرمزية الذي انطلق منه تشافيز وهو عقيد سابق في قوات المظليين ليخوض المعترك السياسي.
ومن خلف الغطاء الزجاجي للتابوت بدا تشافيز غارقا في سكون الموت وقد البس زيه العسكري الزيتي والقبعة العسكرية الحمراء، كما افادت مراسلة وكالة فرانس برس.
ومنذ مساء الاربعاء تشكل صف انتظار طويل امتد عدة كليومترات امام الكلية، واضطر بعض الوافدين للانتظار اكثر من تسع ساعات لالقاء نظرة الوداع على "القائد". وقرب النعش وقف المقربون من الرئيس الراحل، نائبه نيكولاس مادورو الذي اختاره تشافيز لخلافته ورئيس الجمعية الوطنية ديوسدادو كابيو وايلينا فرياس والدة الرئيس مع اشقائه الاربعة.
وكان سول مونتانو (49 عاما) من اوائل المواطنين الذين تمكنوا من القاء نظرة الوداع على النعش المسجى في صالون الشرف الذي يحمل اسم سيمون بوليفار في الاكاديمية العسكرية، وقال هذا البائع وقد اعتمر قبعة طبعت عليها صورة تشافيز وعلم فنزويلا "جثمانه هنا، لكن قائدي خالد".
وتابع بتأثر شديد "لم أشأ ان اراه ميتا، لكن هذا هو الواقع".
وعرض التلفزيون العام في بث مباشر صور النعش نصف مكشوف، يغطي علم فنزويلا قسما منه، بدون ان يصور مباشرة وجه الرئيس الذي توفي عن 58 عاما بعد صراع مع السرطان.
وقالت يليتزي سانتايلا حاكمة ولاية موناغاس (شمال شرق) "وجدت وجهه جميلا. سنذكره كما كان، مثلما كان على قيد الحياة".
وتعاقب الفنزويليون امام النعش في سيل متواصل، بعضهم بالكاد توقف، والبعض الاخر رسم اشارة صليب سريعة او لامس النعش بيده. وادى الكثيرون التحية العسكرية فيما كانت مكبرات الصوت تتمنى عليهم عدم التقاط صور.
وتمكن مئات من الموظفين الرسميين واعضاء الحزب الاشتراكي الحاكم من القاء النظرة الاخيرة على قائدهم مساء الاربعاء قبل ان تفتح الكنيسة امام الجمهور الى حين موعد الجنازة الرسمية.
وامام مبنى الكلية العسكرية توقفت حركة السير بالكامل في حين اكتظت الطريق بعشرات الحافلات التي توقفت كيفما اتفق بعدما اتت بانصار الرئيس الراحل من مختلف مناطق البلاد، وقد هتف العديد من هؤلاء اثناء انتظارهم "نريد ان نرى تشافيز".
ونقل جثمان تشافيز الاربعاء من المستشفى العسكري حيث توفي الى الاكاديمية العسكرية، بمواكبة جنود من حرس الشرف الرئاسي، بعدما جال الموكب سبع ساعات في شوارع العاصمة.
وعلى وقع هتافات "يحيا تشافيز" وتصفيق الحشود، اخرج جنود النعش المغطى بالعلم الوطني من الموكب الجنائزي وحمله عدد من معاوني الرئيس الراحل على اكتافهم ودخلوا به مبنى الاكاديمية العسكرية.
وفتح النعش في الاكاديمية، واحاط به مد بشري من مئات الاف الاشخاص، العديدون منهم في ملابس حمراء بلون "التشافيين"، جالوا مع الموكب تحت شمس حارقة.
ومساء الاربعاء احتشد الالاف من انصار الزعيم البوليفاري بعضهم جاؤوا مع عائلاتهم امام الاكاديمية ينتظرون دورهم لالقاء النظرة الاخيرة على جثمان الرئيس، وهم يعانون من العطش والجوع بعدما واكبوا النعش طوال النهار في حر خانق وكان بعضهم يصيح "نريد رؤية تشافيز".
وكان تشافيز يصارع السرطان منذ حزيران/يونيو 2011 وبعدما ادخل المستشفى شهرين في كوبا عاد بشكل مفاجئ الى كراكاس في 18 شباط/فبراير لكنه لم يظهر او يتكلم علنا منذ ذلك التاريخ.
وتبدأ الجنازة الجمعة اعتبارا من الساعة 10,00 (15,30 تغ) في حضور العديد من قادة اميركا اللاتينية وقد وصل بعضهم منذ الان الى العاصمة الفنزويلية.
ومن الرؤساء الذين تأكدت مشاركتهم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ورئيستا البرازيل ديلما روسيف والارجنتين كريستينا كيرشنر ونظراؤهما رؤساء البيرو اولانتا هومالا والاكوادور رافايل كوريا ونيكاراغوا دانيال اورتيغا والاوروغواي خوسيه موخيكا والمكسيك انريكي بينيا نييتو وتشيلي سيباستيان بينييرا وبيلاروسيا الكسندر لوكاتشنكو.
وبالفعل فقد القت كيرشنر وموخيكا وموراليس نظرة الوداع على الجثمان.
واعلن الحداد الوطني في عدد من بلدان هؤلاء الرؤساء ومنها البيرو والاكوادور ونيكاراغوا وكوبا وتشيلي والبرازيل وايران.
وفي كوبا ادى الرئيس راوول كاسترو الخميس تحية الوداع لتشافيز وذلك في اطار يوم وطني احياء لذكرى الحليف السياسي الاول لكوبا وداعمها الرئيسي اقتصاديا.
وفي احتفال اقيم في سانتياغو، ثاني كبرى مدن كوبا، وضع كاسترو وقد ارتدى الزي العسكري "باقة من الزهر امام صورة الرئيس الراحل"، كما افادت وكالة الانباء الكوبية الرسمية.
واعلنت الحكومة الفنزويلية ان مادورو سيتولى الرئاسة بالوكالة وان انتخابات رئاسية ستنظم في خلال 30 يوما بموجب التعليمات التي تركها هوغو تشافيز. وقد حضر الرئيس الراحل لخلافته عبر تكليفه نائبه لتولي الفترة الانتقالية وكذلك عبر تقديمه كمرشح الحزب الاشتراكي الحاكم في حال اجراء انتخابات.
واثار اعلان رحيل زعيم اليسار في اميركا اللاتينة صدمة فعلية في فنزويلا وفتح مرحلة جديدة في بلد منقسم بقوة بين مناصري ومعارضي تشافيز الذي هيمن على الحياة السياسية منذ وصوله الى السلطة في 1999.
وفي ردود الفعل الدولية التي لا تزال تتوالى، اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس وفاة تشافيز خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني.
كما ساد شعور بالحزن في الضفة الغربية وقطاع غزة عقب وفاة الرئيس الفنزويلي حيث سارع المسؤولون والمواطنون الفلسطينيون الى تكريم ذكرى الرجل الذي كان مناصرا كبيرا للقضية الفلسطينية.
اما الرئيس السوري بشار الاسد فكتب الاربعاء في رسالة تعزية الى مادورو ان "رحيل هذا القائد الفذ خسارة كبرى لي شخصيا ولشعب سوريا بمقدار ما هي خسارة كبرى لشعب فنزويلا الشقيقة ولشرفاء شعوب العالم واحراره".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:56 م

      آآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا قلبيييييييييييييييي .

      مع فقد الرئيس الفنزويلي شافيز القضية الفلسطينية خسرت الكثير .
      كان يحب الفلسطينيين

اقرأ ايضاً