العدد 3835 - الخميس 07 مارس 2013م الموافق 24 ربيع الثاني 1434هـ

اليسار البحريني والحراك الشعبي... بين انتفاضتين

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من يقرأ التاريخ البحريني جيداً، يدرك أن القوى اليسارية والقومية كانت تشكّل العصب الأساسي للانتفاضات الشعبية والنضال الوطني في البحرين سواءً أيام الاستعمار البريطاني أو بعد ذلك.

ولم يتراجع هذا الدور إلا بعد المد الثوري الإسلامي نتيجة نجاح الثورة الإسلامية في إيران في العام 1979، ولكن حتى بعد ذلك لم تغب القوى اليسارية عن الشارع تماماً، فقد شاركت بقوةٍ في بداية أحداث التسعينيات عبر العريضة الشعبية والعريضة النخبوية اللتين مثلتا مطالب الشعب البحريني في المزيد من الحرية والديمقراطية وإنهاء حالة القمع وإرهاب الدولة بتسليط سيف «قانون أمن الدولة» سيئ الصيت، والذي يتيح لقوات الأمن اعتقال وسجن أي شخص لمدة ثلاث سنوات دون محاكمة، حيث حظيت العريضة الشعبية بتوقيع أكثر من 23 ألف مواطن، في حين تم توقيع العريضة النخبوية من قبل الشخصيات السياسية الفاعلة في المجتمع آنذاك، ومن بينها العديد من الشخصيات اليسارية والوطنية والدينية. كما كان من بين الموقّعين على هذه العريضة رئيس تجمع الوحدة الوطنية حالياً عبداللطيف المحمود والذي سحب توقيعه لاحقاً بعد اعتقاله لمدة أسبوعين.

لقد عانى اليساريون مثل غيرهم من القوى السياسية المعارضة، من هذا القانون الذي فُرض على الشعب البحريني بعد حلّ المجلس الوطني في العام 1975، ولذلك اضطرت قياداتهم للهجرة واللجوء السياسي خارج البحرين. كما تم اعتقال العديد من كوادرهم وتعذيبهم في داخل السجون، ما أدى إلى استشهاد عددٍ منهم كسعيد العويناتي، ومحمد غلوم، والدكتور هاشم العلوي، ومحمد بونفور، أحد قياديي الانتفاضة الشعبية التي حدثت في مارس/ اذار من العام 1965، وعمّت جميع أرجاء البحرين أجواء تشبه كثيراً ما حدث في فبراير/ شباط 2011.

فكما اندلعت انتفاضة العام 1965 بشكل عفوي، بعد أن أقدمت شركة نفط البحرين «بابكو» على طرد ما يقرب من 500 عامل بحريني من عملهم في الشركة، وأرادت طرد 1000 عامل آخر، ما أدى إلى تضامن جميع العمال والطلبة في البحرين مع المفصولين، كذلك اندلعت انتفاضة 2011 بشكل عفوي عندما اعتصمت الجماهير في دوار اللؤلؤة للمطالبة بالمزيد من الإصلاحات السياسية والمعيشية.

وكما قمعت القوات البريطانية انتفاضة 65 حيث سقط خمسة شهداء وعشرات الجرحى أثناء فض التظاهرات من قبل قوات الأمن التي كانت بقيادة الضباط الانجليز، كذلك تم قمع انتفاضة 2011.

ومع ذلك، فإن هناك اختلافاً جوهرياً بين الحركتين، وهو مشاركة جميع أبناء الشعب البحريني بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم السياسية وشرائحهم الاجتماعية في الانتفاضة الأولى، في حين فضّل البعضُ أن يقف بشكلٍ معادٍ لتطلعات أبناء وطنه في الانتفاضة الثانية، ولكن التيار الديمقراطي والجمعيات السياسية اليسارية والعلمانية يحق لها أن تفخر بوقوفها إلى جانب الجماهير المطالبة بالإصلاح في كلا الانتفاضتين.

وكما كتبنا بفخرٍ عن موقف آبائنا في الستينيات من القرن الماضي، سيكتب أبناؤنا التاريخ الذي نعيشه اليوم، ولكن بكثيرٍ من الأسف على من رقص على جراح أبناء شعبه.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3835 - الخميس 07 مارس 2013م الموافق 24 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 6:23 ص

      المثقف و التاريخ

      لو صلح المثقف لاستقام المجتمع
      لكن المثقف المؤدلج مصيبة يغير المسميات للوقائع فيحولها لواقع جديد فبصنع تاريخا مشوها و بالتالي لواقع غير مفهوم
      مقالك مثال صارخ لأطلاق تسميات على واقع مخالف للواقع

    • زائر 7 | 4:21 ص

      سبحان الله بس الدكتور عبد اللطيف الذي سحب توقيعه ؟

      يا عزيزي الذين سحبوا توقيعاتهم كثيرون واشمعني انك بس تذكر الدكتور عبد اللطيف هل هو الطوفه الهبيطه وكثير منهم انكروا وقالوا حاشا لله هذا ليس تويقعنا هذه مكيده منهم من توفاه الله ومنهم من جازوه من النساء والرجال اللي عينوه في المجلس الاعلي للمرأة واللي واللي ولا اريد ذكر أسمائهم وهم وهن يعرفون روحهم طال عمرك مالقي من الصحابة قال صلوا علي عنتر علي العموم العريضه في الحفظ والصون وذلك التاريخ ليس ببعيد

    • زائر 6 | 1:57 ص

      من العشرينيات إلى الآن والتضحيات مستمرة من الشرفاء طلاب الحرية ولا عزاء ل....

    • زائر 5 | 1:14 ص

      نحن نفتخر بشرف النضال وهم يفتخرون بجني الاموال

      نحن نقدم الدماء والنضال والمعذبين في السجون وهم يركضون وراء الاموال والمناصب يلهثون وراءها كالعبيد ثم يلقون الصفات الذميمة على الآخرين.
      ان الأزمات اخرجت للبحرين رجال شرفاء من اليسار الى اليمين من العلمانيين الى الاسلاميين كلهم ناضلوا بشرف واخلاص للوطن.
      والباقي ارتضوا لأنفسهم الخنوع والمذلّة ولأنهم يدركون شرف النضال فأخذوا يسرقون كلمة الشرف والشرفاء

    • زائر 4 | 1:09 ص

      اخبروهم بالتاريخ

      علموا أولادكم تاريخ البحرين السياسي والنضال من اجل الوطن منذ الخمسينيات فمن العجب العجاب أنهم لا يعرفون إلا تاريخ التسعينيات ... اخبروهم بان النضال لا يكون طائفي ولا تنجح الثورات والشعب منقسم يسير برجلٍ واحدة فهذه تسمى ثورة عرجاء لا يفوز فيها احد ... النضال من اجل الحرية لا يكون بالحرق ورمي المولوتوف يا سياسيين !!!!!!

    • زائر 3 | 11:59 م

      سيذكر التاريخ

      بانهم طالبوا برفع المشانق وبفصل الموظفين وسجن كل من يطالب بحقه كما رقصوا فرحا مع سقوط كل شهيد بل ويطالبون بمزيد من التحقير والتهميش والتمييز لأبناء وطنهم فقط لأنهم طالبوا برفع الظلم عنهم أليس لهم أبناء يخافون عليهم من حوبة المظلوم ؟ سيذكر التاريخ سوئاتهم ويسجل في صحائف أعمالهم فلا تستعجل عليهم

    • زائر 2 | 10:28 م

      هؤلاء المتخاذلين سيحاسبهم التاريخ

      والا كيف تجرأتم لتخونوا الشعب وتصفوه بابشع الاوصاف وترقصوا على جراحه .. تشمتون بمن؟! باخوتكم وشركائكم في الوطن ومن اجل من؟!!
      من اجل ...كلنا نشهد بفسادها ..الويل لكم في الدنيا والاخرة

    • زائر 1 | 9:53 م

      يستوجب كتابة تاريخ البحرين في انتفاضاته السابقة بدون مجاملات

اقرأ ايضاً