العدد 3843 - الجمعة 15 مارس 2013م الموافق 03 جمادى الأولى 1434هـ

مساحة حرة - هكذا هي الحرب

السيدعلي أمير المشعل
السيدعلي أمير المشعل

أخيراً... لفّ الهدوء أرجاء القرية وعم السكوت ضواحي البساتين والحقول، ولوهلة بدأت زغاريد العصافير تصدح وحفيف أجنحتها يردح من جديد بعد أن أطبقتها ضوضاء أشبه بهزيم الرعد.

بهذه اللحظات نخرج من سراديب المنازل لنجتمع من جديد لنحادث بعضاً بأجفاننا المقرّحة من البكاء والحزن، ونبدأ السير لنشهد على ما بقي من قريتنا المدمرة ونطل على حقولنا لنسمع صوت حسيس النار فيها ونرفع رؤوسنا لنبصر أعمدة الدخان الأسود قد طالت عنق السماء، بعدها نعرّج على بقايا البيوت لنرصد الجرحى والمصابين وقبلها نكون قد عُلنا في القرية لحصد الأرواح التي أفضت الأجساد أثناء صراع آلات الحرب، وندعو الله ألا يفجعنا في قريب أو صديق! ولكن لا مفر من ذلك!

تلك هي «الحالة الطبيعية» لمن هم في وسط ملعب المعركة! فدائماً ما نكون نحن ضحايا خلافات الجبابرة وندفع ثمنها من أرواح وأموال وأمان... نعيش إحساس الاستهداف وترقب الموت في أية لحظة!... كم افتقدنا أيام السلام وكم افتقدنا السير بين حقول الأقحوان والعوسج حيث تبيح السكينة للنفس ما تسرّه، بل افتقدنا حقول التبغ ورائحتها!... ضوء الشمس، زرقة السماء، نهر القرية وتربتها فقدوا ألوان الطبيعة التي صاغتهم بها.

ما الذي يدفعهم للزجّ بنا في هذه الحالة؟ أجلب النفع أو دفع الضرر؟! ولمن؟ فإننا لا نراهما، إلا مسوغان لبدأ نزع الأمان وبدأ حرب لا تحمد عقباها تكون بدايتها بالدماء ونهايتها دماء. أوقفوا الحرب... أوقفوا الحرب! فالأرض لم تعد تحتمل آلام البشرية... كفى إراقةًً للدماء، كفى نشراً للدمار، كفنا انعدماً للاستقرار. فقد خلفت الحروب السابقة إضراراً بالأرض ونشرت أمراضاً وجوعت شعوباً ونشرت المجاعات واستنزفت الموارد، ولم تبقِ لناجيها إلا المناظر المزعجة وذكريات سوداء ملتصقة بالذاكرة.

الهدوء والسكينة والاستقرار... مفاهيم تدثر سياسة الحروب، ولكنها لا تتحق، إلا إذ ما ارتقينا كمجتمع واحد بنهضة سلام إنسانية وزرعنا بأنفسنا ثقافة التسامح ووضعناها للأجيال أساساً مترسخاً ومتجذراً ليصبح سنداً لسلام دائم يسود العالم.

لا ترفع شعار «لا للحرب»، بل ارفع شعار «نعم للسلام» - الأم تيريزا

العدد 3843 - الجمعة 15 مارس 2013م الموافق 03 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:43 ص

      دعوة سلام

      تسلم سيد... وأنا أضم صوتي الى صوتك في الدعوة الى الحب والسلام

اقرأ ايضاً