قطع قطار دوري فيفا للدرجة الأولى لكرة القدم نصف رحلته في الموسم الكروي الحالي 2012 /2013، إذ بات القطار يسير على سكة متأرجحة بين تذبذب المستويات والنتائج، ووسط تطلعات بارتفاع إيقاع المستوى والمنافسة مع اشتداد الصراع سواء على قمة الدوري أو في القاع.

وفي ظل غياب الأجواء التنظيمية والجماهيرية والمستويات الفنية عن أجواء الدوري المحلي، فإن العزاء الوحيد الذي يبقى لاجتذاب اهتمام ومتابعة الجماهير الكروية المحلية، هو المنافسة التي أصبحت مفتوحة بين أكثر من فريق على قمة الدوري بدلاً من اقتصارها على فريقين كما كان يحدث سابقاً، وهو ما اعتبر ظاهرة إيجابية تساهم في رفع قوة وندية المباريات التي تجمع أطراف المنافسة مع دخول الدوري رحلة الإياب الحاسمة وتبقي 7 جولات فقط على عمر الدوري.

ولعل من الأمور التي تقلق الفرق هي كثرة التوقفات خلال سير عجلة الدوري؛ وذلك لاسباب مختلفة ترتبط غالباً بالمشاركات الخارجية للمنتخب أو الأندية. فبعد الجولة الحادية عشرة ستتوقف عجلة الدوري لفترة تصل إلى 26 يوماً، إذ سيستأنف الدوري مجدداً نهاية مارس/آذار الجاري، وهو الأمر الذي تخشاه بعض الفرق التي تتأثر بدنياً وفنياً ومعنوياً جراء التوقفات الطويلة.

وكانت مجريات ونتائج القسم الأول من الدوري رسمت مؤشرات أولية بأن هناك تغييراً قادماً على خريطة بطولة الدوري المحلي وخروجاً عن الأقطاب التقليدية المحرق والرفاع، وذلك بعدما تمكن فريق البسيتين من تحقيق انطلاقة لافتة بتحقيقه انتصارات في جميع مبارياته الثماني الأولى من الدوري ووسع الفارق النقطي إلى نحو 8 نقاط بينه وبين الغريمين المحرق والرفاع، اللذين سجلا بداية متعثرة ومتذبذبة بين الانتصارات والهزائم والتعادلات، وذلك حتى نهاية القسم الأول والتي بدأت فيها تتغير الأمور والحسابات مع تعثر البسيتين في 3 مباريات، في وقت انطلقت فيه انتصارات المحرق والرفاع لتتقارب النقاط، وأصبحت القمة على كف عفريت بتنافس فرق البسيتين والمحرق والرفاع والحد الذي يقدم مستويات ونتائج لافتة، وكان في المركز الثاني أغلب مراحل القسم الأول قبل تراجعه إلى المركز الثالث، قبل أن يخطفها المحرق بنهاية الجولة 11 بفوزه الكبير على النجمة بأربعة أهداف مقابل هدف واحد مستغلا تعثر البسيتين المتواصل وتعادله مع المنامة سلبيا في الجولة ذاتها.

في المقابل، تعيش عدد من الفرق وسط صراع القاع وتواجه شبح الهبوط وتبحث عن طوق نجاة من خلال صراع حصد النقاط في مبارياتها المقبلة وهي الشباب "العاشر الأخير برصيد 5 نقاط" والمالكية التاسع برصيد 8 نقاط والبحرين الثامن برصيد 9 نقاط، وتقارب مستويات الفرق الثلاثة وتذبذب مستوياتها ونتائجها بين مباراة وأخرى يجعل الصورة غامضة، ما سيعلق صورة صراع الهبوط بانتظار نتائج هذه الفرق حتى الجولات الأخيرة من الدوري.

وما بين صراع القمة والقاع تبحث بقية الفرق عن تأمين موقعها من دون أن تكون في منأى عن أجواء الخطر، في ظل عدم وجود فوارق كبيرة بينها وثلاثي الفرق المتأخرة والسعي لتحسين مراكزها في جدول الترتيب خلال القسم الثاني، مثل المنامة الذي يحتل المركز الخامس "16 نقطة" والنجمة والحالة اللذين يتساويان في المركزين السادس والسابع برصيد "12 نقطة".