فترة طويلة كانت هي الفاصلة بين آخر سباق جائزة كبرى في البرازيل من العام الماضي، والبداية غير الرّسميّة لموسم 2013 والمتمثّلة في انطلاق التّجارب الشّتويّة لهذا الموسم الّتي سبقها كشف كل فريق عن سلاحه الّذي سيخوض من خلاله غمار موسم آخر طويل من بطولة العالم للفورمولا 1 الممتد على مدى 19 جائزة كبرى على مدار العام.

التّجارب الشّتويّة تعطي الفكرة لكل فريق إذا ما كان قد أدّى عمله على ما يرام، إذ تكون الاختبارات مخصّصة لمعرفة كيفية عمل كل جزء في سيّارة الفورمولا 1 المعقّدة ولمعرفة مدى تطابق الأرقام من المختبرات ونفق الهواء بالأرقام على أرض الواقع.

إلا أنه من المستحيل أن تعطي التّجارب الشّتويّة فكرة دقيقة وواضحة عن مستوى كل الفرق وعن التّرتيب النّهائي لسرعة السّيارات، إذ إنّ كل فريق يقوم بالتّركيز على عمله من دون الانتباه إلى آلية عمل الفرق الأخرى، إذ إن التّرتيب الحقيقي لن يكون معروفاً إلا بعد نهاية التّجارب التّأهيليّة الخاصّة بسباق أستراليا الّذي ستجري وقائعه بعد أيام قليلة.

وانتهت التجارب الشّتوية لموسم 2013 مع تصدر المكسيكي إيستيبان غوتيريز لأكبر عدد من الكيلومترات المقطوعة، إذ قطع سائق ساوبر الجديد 2768 كيلومترًا خلال الأيام التي شارك بها في خيريز وبرشلونة.

غوتيريز أتى أمام ثنائي فريق مرسيدس، نيكو روزبرغ ولويس هاميلتون وهو أمرٌ قد يدعو للاستغراب بعدما عانى الفريق الألماني من مشاكل جمّة في الجزء الأوّل من التجارب.

الرسم البياني التالي يُبرز جميع الكيلومترات المقطوعة من قبل السائقين لهذا العام وقبل بداية الموسم رسميًا من حلبة ألبرت بارك الأسترالية.

الترتيب لا يختلف كثيرًا بالنسبة للفرق، كونه يعكس تأدية سائقيه في التجارب الشّتوية. ولكن الأمر الذي قد يُعدّ سلبيًا هو قيام فريق لوتس بأقلّ عدد من الكيلومترات، ليس ذلك وحسب، بل بقي يُعاني وحتى اليوم الأخير من مشاكل في الاعتمادية.

أمّا من جهة التواقيت السّريعة، فكان فريق مرسيدس دومًا في المُقدمة من خلال سائقَيه نيكو روزبرغ ولويس هاميلتون، بينما حلّ فريق فيراري في موقع جيد من خلال الإسباني فرناندو ألونسو والبرازيلي فيليبي ماسا. ريد بُل لم تُظهر عن سُرعتها الحقيقيّة، إذ اكتفى الألماني سيباستيان فتيل بالمركز 12 فقط.