العدد 3843 - الجمعة 15 مارس 2013م الموافق 03 جمادى الأولى 1434هـ

أوباما يعود إلى الشرق الأوسط بحجم طموحات أقل

بعد اربع سنوات على خطابه في القاهرة، يعود الرئيس الاميركي باراك اوباما الى الشرق الاوسط مخفضا سقف طموحاته، على امل الاصغاء لكن بدون الاعلان عن مشاريع كبرى.
وسيبدا اوباما اول جوله له الى الخارج منذ بداية ولايته الثانية بزيارة الى اسرائيل الدولة الحليفة بامتياز للولايات المتحدة لكن التي لم يعد اليها منذ الحملة الانتخابية في 2008 وهذا ما اخذ عليه اثناء السباق الى البيت الابيض في 2012.
وفي العام 2009 في المقابل، القى خطابا تاريخيا في القاهرة متمنيا "بداية جديدة" مع العالم العربي الاسلامي بعد 11 ايلول/سبتمبر 2001 والحرب في العراق.
لكن هذا الهدف قضى عليه "الربيع العربي" الذي اعاد توزيع الاوراق بشكل كبير في جزء واسع من المنطقة منذ نهاية 2010.
وعلى الرغم من ان وصول اوباما الى السلطة احيا الامل بزيادة انخراط الولايات المتححدة مجددا في عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية، الا ان حصيلة ادائه ضعيفة جدا لان كل محاولاته لتحريك المفاوضات باءت بالفشل.
ولا يتوقع البيت الابيض مبادرة خاصة في هذا الاطار طيلة الايام الاربعة التي سيمضيها الرئيس في المنطقة، حيث يتوقع وصوله ايضا الى الاراضي الفلسطينية والاردن.
وقال اوباما الخميس في مقابلة مع التلفزيون الاسرائيلي ان "هدفي اثناء هذه الزيارة هي الاستماع".

وستنظم لقاءات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض.
وبينما توصل نتانياهو للتو الى انتزاع اتفاق لتشيكل ائتلاف حكومي بعد خروجه ضعيفا من الانتخابات التشريعية في كانون الثاني/يناير، فان هذه الزيارة يقدمها اوباما ربما على انها مناسبة للحديث مع هذا الحليف - على الرغم من العلاقات المتوترة احيانا - عن الملفات الشائكة المشتركة مثل الطموحات النووية الايرانية وسوريا.
وبحسب وسائل اعلام اميركية، فقد اكد اوباما لمحادثيه في الجالية اليهودية في مجالسه الخاصة ان شروط تحريك عملية السلام لن تتوافر طالما لم يبد الاسرائيليون والفلسطينيون استعدادهم للتباحث.
والبيئة الجيوسياسية لا تتحرك مع ذلك لصالح مثل هذه المبادرة: فقد حل محل النظام المصري برئاسة حسني مبارك الذي كان ضامن الاستقرار و"سلام بارد" مع اسرائيل، قيادة منبثقة من جماعة الاخوان المسلمين.

وعلى الحدود الشمالية، تغرق سوريا في حرب اهلية دامية.
من هنا حالة التشكك الشاملة.

وقال مروان معشر وزير الخارجية الاردني الاسبق "اعتقد ان الادارة (الاميركية) اهدرت ثلاث سنوات مهمة بعد القاهرة".
واضاف انها "اعطت املا غير مسبوق لم يسفر عن نتائج".
من جهة اخرى، ومع الربيع العربي "هناك الكثير من القوى المتحركة والنزعات التي يتعذر على الولايات المتحدة السيطرة او التاثير عليها"، بحسب ما رأى حاييم مالكا الاختصاصي في شؤون المنطقة داخل مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن.
وينفي البيت الابيض ان يكون خطاب القاهرة انهار بفعل الاحداث التي تلت.

فهذا الخطاب "طرح قواعد صلبة في ما يتعلق برؤية الرئيس" في المنطقة، كما اوضح مستشار الامن القومي بن رودس مقرا في الوقت نفسها بان جزءا واحدا فقط من الاهداف تحقق.
ورأى الان السنر نائب رئيس مجموعة "جي ستريت" الناشطة في مجال السلام اسلارائيلي الفلسطيني، ان اوباما قد يثير مفاجأة في هذا الملف بعرضه على المعسكرين اجراءات ثقة متبادلة، اول مرحلة في استئناف الاتصال.
وقال ان "الولايات المتحدة لا تتمتع سوى بتاثير طفيف على الاحداث في سوريا و مصر، وتحاول صد حركات تمرد متطرفين في اليمن ومالي. المكان الوحيد الذي يمكن ان تقدم المزيد من الاستقرار في المنطقة هو ضمن الاطار الاسرائيلي العربي".

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً