العدد 3844 - السبت 16 مارس 2013م الموافق 04 جمادى الأولى 1434هـ

حراك المدافعين عن حقوق الإنسان

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

يمثل عمل من يدافعون عن حقوق الإنسان والذين يناضلون لوضع حلٍّ للتمييز، مصدر إلهام في مختلف مجتمعات دول العالم. ففي الوقت الذي تحتقرهم الأنظمة السياسية القامعة لكل أشكال حقوق الإنسان والتعبير، إما بزجّهم في السجون أو تعذبيهم أو التلاعب بأحكامهم في محاكمات صورية، إلا أن منزلة هؤلاء ترتفع في المجتمع الدولي وحتى داخل مجتمعاتهم، لأنهم يبقون الصوت الذي يوثّق الانتهاكات ويصرّ على تحقيق العدالة، في ظل استمرار نظام سياسي مستبدّ يقصي الآخر من أجل الحفاظ على نفوذه في السلطة.

والبحرين، حالها كحال الدول العربية، تحظى بكثير من النماذج المدافعة عن حقوق الإنسان، الذين زُجّ بهم في السجون أو لوحقوا قضائياً، للحد من عملهم الذي يرصد حجم الانتهاكات الممارسة بحق فئات مختلفة في المجتمع.

وقد وصفت المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي، المدافع عن حقوق الإنسان بالقول «يمكن لكل واحد منا أن يكتسب صفة المدافع عن حقوق الإنسان. وهذه الصفة ليست دوراً يحتاج إلى مؤهلات مهنية.

وأما ما يعتمد عليه فهو الاحترام لإخواننا في الإنسانية، والفهم بأنه يحق لنا جميعاً التمتع بكامل نطاق حقوق الإنسان، والالتزام بتحويل ذلك المثال إلى واقع ملموس».

كلام بيلاي يركّز على مبادئ الإنسانية العالمية واحترام هذه المبادئ، ولو نظرنا إلى أسماء كثيرة خلال العشرين سنة الماضية، فإن العالم يزخر بكثيرٍ من النشطاء في مجال حقوق الإنسان، وكثير منهم من برز بصورةٍ تلقائيةٍ في ظل استمرار المشكلة وتفاقمها داخل مجتمعه الذي يطالب بحقوقه المسلوبة، والتي تنتظر إمّا إصلاحاً حقيقياً أو تغييراً جذرياً لنظام قمعي لا يعترف بتلك الحقوق.

وعبر الكثير من التجارب، مازالت تمر بها المجتمعات التي تعيش دوائر الصراع بين الديمقراطية والديكتاتورية، نجد أن عمل المدافعين عن حقوق الإنسان مازال يشكّل مصدر تهديد وقلق للأنظمة التي لا تريد صوتاً يذكّرها على الدوام بحجم الجرائم التي تقترفها، والممارسات التي تقوم بها ضد فئةٍ دون أخرى.

إن أنشطة المدافعين عن حقوق الإنسان تحفّز على التغيير، غير أن إجراءات المدافعين كثيراً ما تجابه ردود فعل معادية وسلبية من جانب الأفراد والجماعات والسلطات، فمثلاً يفقد آلاف من المدافعين عن حقوق الإنسان وظائفهم ويتعرّضون للتهديد والمضايقة والتشهير، والسجن غير القانوني، والتعذيب والقتل والنفي القسري.

وبحسب موقع الأمم المتحدة، فقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1998 الإعلان بشأن حق ومسئولية الأفراد والمجموعات وأجهزة المجتمع عن تعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية المعترف بها عالمياً.

ويتوقف إلى حد كبير على أنشطة المدافعين عن حقوق الإنسان وأن هؤلاء، بسبب عملهم على وجه الدقة، كثيراً ما يحتاجون إلى حماية إضافية. وفي العام 2000، عين الأمين العام ممثلاً خاصاً يتمثل دوره في رصد ودعم تنفيذ الإعلان. وفي أبريل/ نيسان 2010، أعرب مجلس حقوق الإنسان عن عميق القلق لاستمرار التهديدات والهجمات التي يتعرض لها المدافعون عن حقوق الإنسان في العالم، واعتمد قراراً يحدّد الدولة بوصفها صاحبة الدور الأساسي في مساندة المدافعين عن حقوق الإنسان مساندةً تامةً وتوفير بيئة آمنة وممكنة لهم. وينصّ القرار بصورة واضحة على أنه عندما ترتكب انتهاكات بحق المدافعين عن حقوق الإنسان، ينبغي للدول التحقيق في هذه الحوادث بصورة سريعة ومتجردة وملاحقة المرتكبين.

إن حراك المدافعين عن حقوق الإنسان هو جزء من حراك عالمي، ومهما فعلت الأنظمة السياسية من ممارسات للحد من عمل النشطاء ومدافعي حقوق الإنسان، إلا أنها ستبقى دائماً محل جدل دولي، لأهمية هذا الدور في المجتمعات المعاصرة، وأهمية تطوير وتحسين أداء القوانين لدى الدول التي مازالت تنتهك حقوق الإنسان والحريات العامة.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 3844 - السبت 16 مارس 2013م الموافق 04 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 5:22 ص

      مقال أكثر من رائع

      صدقت سيدي ،، وكلام في الصميم ، ذكرتينا بالرجال الأبطال أمثال الخواجة ونبيل رجب والمحافظة وغيرهم من الشرفاء.. بورك هذا القلم الناصع البياض.

    • زائر 3 | 1:14 ص

      حقوق الإنسان حرام علينا وحلا عليكم ‏

      أكثر شعب في العالم تعرض لإنتهاكات خطيرة لحقوقه الإنسانية هو الشعب الفلسطيني من كل أصناف الإنتهاكات احتلال تشريد تهجير تهويد المدن الفلسطينية قصف مجازر اعتقالات تعسفية تعذيب واهانة وحصار وتجويع وعندما تحدث بعض الأزمات السياسية في دولة خليجية أو عربية أو عندما يحكم بألإعدام على إمرأة في ايران تتهم بتهريب المخدرات أو أمرأة أخرى في السعودية متهمة بقتل إمرأة أخرى تقوم الدنيا ولا تقعد عند هذه المنظمات وتزلزل الأرض من تحت أقدام الحكومات الخليجية أو العربية أو الإسلامية هذه إزدواجية معايير في التعاطي

    • زائر 1 | 11:41 م

      الأمر لله

      واقع مرير ، فمن يدافع عن حقوق الإنسان يحتاج لمن يدافع عته

اقرأ ايضاً