العدد 3844 - السبت 16 مارس 2013م الموافق 04 جمادى الأولى 1434هـ

دخان الأزمة

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

ليست المعارضة وجماهيرها فقط من يرى ضرورة أن تواكب الجلوس على طاولة الحوار خطوات تعزز ثقة المواطنين، بل حتى المراقبين من الداخل والخارج يعتقدون أن خلو الأجواء من أية مبادرات إيجابية صادقة، لا يساعد على دوران محرك الحوار بشكل جيد، ما تنتج عنه صعوبة بالغة في دفع العجلة إلى الأمام.

يوم أمس أصدرت السفارة الأميركية في المنامة بياناً بمناسبة ختام زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية للشئون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل توماس ميليا، إلى البحرين التي استمرت من 12 إلى 16 مارس/ آذار 2013، أكدت فيه ضرورة قيام السلطة بخطوات عدة تعزز ثقة الجمهور ومن بينها مواصلة التحقيق في جميع التقارير المتعلقة بالتعذيب واستخدام قوات الأمن للقوة المفرطة كما تعهدت السلطة بذلك في أكثر من مرة.

للأسف ما تشهده البحرين هذه الأيام ليس تلطيفاً للأجواء بل تلويثاً لها ولا أعرف كم مترا مكعبا من غازات مسيلات الدموع استنشقتها البحرين خلال الأيام الثلاثة الماضية، إلا أنني رأيت ورأى غيري كيف كانت سحب هذه الغازات تغطي مناطق عدة من البحرين، وكيف كان كثير منها يتسلل إلى المنازل.

بالتأكيد ليست هذه الأجواء المفعمة بالدخان هي التي يمكن لها أن تخلق بيئة صالحة لحوار يمكن له أن ينقلنا جميعا من أزمة تطحن في عظام هذا الوطن منذ عامين كاملين.

أعلم ويعلم غيري أن بعض النائمين على أنقاض الأزمة والمرتوين من نزيفها، والمتسلقين على ركامها، لا يرغبون في غير هذه الأجواء فقد أدمنوا استنشاقها، لذلك هم يدفعون بأقلامهم إلى مزيد من التدخين، الذي لا يختلف اثنان على ضرره المحقق، ولكن الحل هو في غير ما يريده أولئك النفر، ولو كانوا محقين لخرجنا من هذه الأزمة من وقت بعيد، ولكن الواقع خلاف ذلك.

كثيرة هي الأمور التي يمكن للسلطة أن تستثمرها في أجواء تمهد لمرحلة جديدة تخرج البلاد والعباد من هذا الدخان، ومن بين هذه الأمور كما ذكرها مساعد وزير الخارجية الأميركي وكررها غيره من المسئولين والمراقبين، والتي يمكن لها أن تخلق جواً إيجابياً محاسبة المسئولين عن الانتهاكات، الإفراج عن معتقلي الرأي، إرجاع المفصولين إلى مواقعهم التي تم استبعادهم منها حتى بعد إرجاعهم، وأمور أخرى تستطيع السلطة أن تدفع بها مشروع الحوار إلى الأمام إذا أرادت.

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 3844 - السبت 16 مارس 2013م الموافق 04 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 8:10 ص

      خلاصة القول

      شكرا أخي الفاضل على مقالك ولكن ما هزني فيه الكلمتان الأخيرتان "إدا أرادت". شكرا مرة أخرى. (محرقي/حايكي)

    • زائر 9 | 6:11 ص

      الأمكنه والأدخنة بدون نار

      ضوء الشمعة المشتعله لهب لكن قد يقال أنه لا يوجد دخان بدون نار بينما هناك نار الغيرة ونار الحسرة وجبل الدخان ينابيع بترول من أجل اشعال النار.
      فهل الشمعة تحترق أم تشتعل أم تصدر دخان؟

    • زائر 8 | 4:51 ص

      الاطارات المحترقه يوم الخميس

      الحين تكلمت عن المسيل الدموع وبس سكت لماذا لا تتكلم عن الاطارت المشتعله و المولوتوف التى غرقت عدة مناطق فى البحرين ولعمك دخان الاطارات أخطر من المسيل الدموع أو أنا غلطان .

    • زائر 7 | 4:37 ص

      لا مؤشرات توحي بنجاح الحوار

      الافراج عن المعتقلين وارجاع المفصولين والسماح للمسيرات السلمية التظاهر في اي موقع .. ازالة المظاهر الامنية .. لاتحتاج الى حوار بل تحتاج الى قرارات .. ماهذا الهرار المسمى بالحوار الا مصيدة للف والدوران ومضيعة للوقت .. وفي حال عناد السلطة عن تهيئة االاجواء سوف تدخل البلد في كارثة حقيقية لا يعلم نتائجها الا الله .. والرهان على الوقت ليس لصالح النظام ..

    • زائر 4 | 11:44 م

      سحب الموت

      انصح بمشاهدة فيلم "سحب الموت" الذي عرض مؤخرا في صالة الهدى بسار وهو موجود حاليا على مواقع التواصل الإجتماعي لكي يصحى ضمير من ماتت ضمائرهم!!!

    • زائر 3 | 11:22 م

      قف

      النظام لا يريد الحوار. والدليل التماطل في حل المشاكل العالقة التي هى أنشأتها.فلا تترقبوا خير من نظام يملئ قلبه حقد دفين أزلي توارثوه من أسلافهم من منذو وطئت ارجلهم هذه البلاد

    • زائر 2 | 11:13 م

      دعهم يلعبوا بالوطن ويتلاعبوا بحقوق الناس

      فإن لله سنن سوف لن تخطيهم ومن لعب بالدواء فلا يلومنّ نفسه اذا اصابته مضاعفة ذلك.
      هذا شعب اطيب منه لا يوجد والامعان في محاولة اذلاله سوف تنقلب رأسا على عقب

    • زائر 1 | 10:51 م

      بين الحوار والقرار ( جربنا الحكمة يوما ولم يطل ذلك اليوم )

      هناك ما لا يحتاج الا الى قرار فهل احتاج الاعتقال والقتل والفصل من العمل وهدم
      المساجد الى حوار أم الى قرار ؟؟؟ بالقرار تعالج تلك .
      الحوار ليس للنو اتج وانما للمطالب مهما كان سقفها ومهما كان المطالب بها
      اضاعة الوقت في الحوار ملجأ للهروب ورفض الاستجابة للمطالب
      جارنا أطفأ النار من أول شرارة لها لا بالقوة التي يمتلكها وانما بالحكمة
      والعقل فاراح واستراح واصبح محط ثناء أغضب البعض وفاز برضا الكل فهل من
      متعض
      جربنا الحكمة يوما ولم يطل ذلك اليوم

اقرأ ايضاً