العدد 3850 - الجمعة 22 مارس 2013م الموافق 10 جمادى الأولى 1434هـ

البابا المستقيل والبابا الجالس في السدة البطرسية يلتقيان في غاستل غاندولفو

كاستل غاندولفو – أ ف ب 

تحديث: 12 مايو 2017

يلتقي البابا المستقيل بنديكتوس السادس عشر والبابا فرنسيس الذي خلفه على الكرسي الرسولي، السبت في كاستل غاندولفو المقر الحبري الصيفي جنوب روما، في لحظة غير مسبوقة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية التي تواجه العديد من التحديات.
وبعد عشرة ايام على انتخابه، يتوجه البابا الارجنتيني على متن مروحية ظهر السبت الى هذه القرية الواقعة في تلال الالب، حيث انسحب بنديكتوس السادس عشر الى الصمت والصلاة منذ استقالته في 28 شباط/فبراير.
وعلى رغم الفضول الكبير الذي يثيره هذا اللقاء التاريخي، صدر عن الفاتيكان بيان مقتضب. فما سيقوله البابا المستقيل الذي يبلغ الخامسة والثمانين من عمره والبابا الذي يصغره بتسع سنوات سيبقى طي الكتمان.
وقد اعلنت ساعة وصول البابا على متن مروحية في الساعة 11,15 ت غ، وليس موعد انطلاقه، ما يعني انهما يريدان مزيدا من الوقت، على ان يتناولان معا طعام الغداء.
والمواضيع المطروحة كثيرة في كنيسة يبلغ عدد اتباعها 1,2 مليار نسمة: "التبشير الجديد" والاضطهادات التي يتعرض لها المسيحيون والاصلاح وحركات الاحتجاج وفضائح المال والجنس وخصوصا الفضيحة المدوية للتعديات الجنسية ضد الاطفال.
وتقول الصحافة الايطالية ان بنديكتوس السادس عشر كتب مذكرة من 300 صفحة ليسلمها الى خلفه.
وسيتحدث الحبران الاعظمان عن "فاتيليكس"، قضية تسريب الوثائق السرية التي اجرى في شأنها كرادلة متقاعدون تحقيقا موازيا وكتبوا تقريرا لم يسلم الا الى البابا الجديد.
وكان البابا بنديكتوس السادس عشر اكد قبل ان يستقيل "خضوعه غير المشروط" للبابا الجديد وقال انه سيعتزل العالم ولن يشارك في اي نشاط عام.
ومنذ انتخابه، اتصل خورخي برغوليو مرتين بسلفه، وكانت الاخيرة الثلاثاء ليعرب له عن تمنياته بعيد شفيعه القديس يوسف الذي كان يوم تنصيبه.
واعلن الفاتيكان ان البابا المستقيل الذي يعيش في كاستل غاندولفو مع اربعة علمانيين مكرسين يخدمونه، شاهد على شاشة التلفزيون انتخاب خلفه وقداس تنصيبه.
ويعرف كل من البابوين الآخر منذ فترة طويلة. ففي المجمع الانتخابي 2005، كان خورخي برغوليو ابرز منافسي يوزف راتسينغر، ويمثل اتجاها اجتماعيا اكثر انفتاحا بين الكرادلة. لكنه فضل الانسحاب من المنافسة.
وتختلف شخصية كل منهما اختلافا عميقا عن الاخر. ففيما يبدو راتسينغر متحفظا امام الجموع، يبدو برغوليو عفويا ويذهب الى الناس ويسعى قدر الامكان الى الحد من البروتوكول الذي يحيط بالبابا.
وحرصا منه على احترام التقليد، ولانعدام العفوية لديه ولانه لا يحب التجديد وينفر من البهرجة والمظاهر، نادرا ما عمد الى الارتجال.
إلا ان برغوليو تبنى ارث سلفه عندما دان "دكتاتورية النسبية" الجمعة امام الدبلوماسيين.
وفي كل خطاباته تقريبا، تطرق بطريقة او بأخرى الى بنديكتوس السادس عشر، ليعلن للملأ انه اذا كان قد اختار تغييرا جذريا في الاسلوب، فثمة استمرارية في العقيدة.
وحول المسائل الاجتماعية على سبيل المثال، يتقاسم راتسينغر وبرغوليو مواقف متحفظة، سواء من زواج المثليين والاجهاض والموت الرحيم.
وينظر البعض في الفاتيكان بمرارة الى الشعبية الكبيرة التي حصدها البابا فرنسيس، ويعتبر ان النسيان الذي بدأ يطوي البابا الالماني غير مستحب.
وعندما سيستقر في ايار/مايو في دير قديم على تلة الفاتيكان، سيكون البابا المستقيل على بعد خطوات من مكاتب البابا فرنسيس. وستبدأ مرحلة غير مسبوقة وحساسة مع تجاور اقامة الحبرين حيث يمكن ان يلتقيا في حدائق الدولة الصغيرة.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً