صرح رئيس جامعة البحرين إبراهيم محمد جناحي ، إن الجامعة تستعد لإقامة "ملتقى البحرين الدولي" في حرمها الجامعي، وذلك في الفترة من 31 مارس / آذار 2013 ، وحتى الأول من أبريل / نيسان المقبل، بتنظيم من الجامعة والمجلس البحريني الأمريكي (واشنطن) وبمشاركة شخصيات أكاديمية وسياسية من الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، لاستعراض محاور المشروع الإصلاحي وما مر به من تطورات في سعي مملكة البحرين نحو المستقبل.
وذكر جناحي "إن ما يمر به العالم من أحداث متلاحقة وما نتج عنها من تحولات سريعة هي في حاجة إلى قراءة متأنية بمنظور عالمي، وهذا ما دفع جامعة البحرين، انطلاقاً من رسالتها الأكاديمية وواجبها الوطني والقومي، أن تعقد هذا الملتقى المهم الذي سيلقي الضوء على ما يتعلق بالجوانب السياسية والاقتصادية والدستورية والقضائية للمشروع الإصلاحي، بغية رسم الصورة الحقيقية للوضع في مملكة البحرين وما وصلت إليه من تطور في هذه المحاور، من خلال مناقشة هذه المحاور مع أصحاب الاختصاص اللذين تمت دعوتهم من عدد من دول العالم.
وأوضح أن النتيجة الرئيسة التي يسعى المنظمون للوصول إليها هي توفير تحليل موضوعي غنى وغير منحاز من خلال طرح رصين يقوده الأكاديميون وعلماء السياسة والمتخصصون في القانون والعلاقات الدولية، يعملون عبر مناقشاتهم على بلورة ما يتم طرحه من رؤى لوضعه في توصيات تصدر عن الملتقى.
ويعكس جمهور الحضور التنوع الجغرافي والفكري والمهني، إذ سيشتمل الحضور على مشاركين من المملكة العربية السعودية وعدد من الدول العربية وأمريكا الشمالية والجنوبية وآسيا والمحيط الهادي، مؤكداً رئيس الجامعة أن "مشاركة هذه الشخصيات البارزة والمتحدثين وأعضاء اللجان سيضمن الوصول إلى نتائج ناجحة للملتقى".
وأشار جناحي إلى أن التجاوب الكبير لعدد من الشخصيات المهمة على المستوى الدولي بالحضور والمشاركة وإلقاء أوراق النقاش في هذا الملتقى، ليدلّ دلالة واضحة على تعطش الكثير من الشخصيات المؤثرة للتعرف على حقيقة الشوط الذي قطعته البحرين في الميادين المختلفة، وإبداء تعليقاتهم من خلال النقاشات التي ستجري فيما استمعوا إليه.
وأكد جناحي بأن البحرين كانت ولا تزال عضواً فاعلاً في الكثير من المنظمات والمؤسسات الدولية، وأن سعيها لأن تكون منسجمة دائماً مع الحراك الدولي، هو ما يمكن أن يتعزز بهذا الملتقى الدولي الذي يقام لأول مرة في البحرين، وبهذا الحضور الكبير من الجهات والشخصيات المؤثرة التي تتطلع لمعرفة المزيد عن البحرين.
وقال "لا شك أن المتغيرات الدولية في المسائل السياسية والاقتصادية والدستورية والقضائية، وما يتعلق بالحوكمة والحكم الرشيد، ودور المحاسبة في الإصلاحات وتعزيز الديمقراطية، واحترام حقوق الإنسان والتعددية، وغيرها من المسائل، باتت محل الاهتمام الدولي. وقد قطعت مملكة البحرين أشواطاً مهمة في سبيل تحقيق هذه القضايا، وتعزيز القائم منها في الأساس، وتعديل ما تجري ممارستها حتى قبل أن تظهر هذه المصطلحات وما وراءها من قيم وإجراءات. ومن المهم على المستوى المحلي، كما هو مهم على المستوى الدولي أن يُدرك هذا الحجم من الإصلاحات والمساعي التي بذلت، ولا تزال تبذل لمواءمة الأوضاع المحلية في البحرين مع الأوضاع الدولية التي باتت من المقاييس التي من الصعب أن تحيد عنها أية دولة".
وأضاف أن متحدثين من داخل البحرين وخارجها سيطرحون في الجلسة الأولى رؤاهم عن الأوضاع العربية والإقليمية والبحرينية، في ظل التحولات العميقة التي جرت على مستويات متعددة، وكيف ينظر العالم إليها، واستشراف المستقبل بشأنها. ثم سيجري توزع المشاركين الرئيسيين على أربع جلسات نقاش تجري بالتزامن لمناقشة الورقة الدستورية، والورقة القضائية، والورقة السياسية، والورقة الاقتصادية، وهي أوراق أعدتها مجموعة من أساتذة جامعة البحرين انطلاقاً من تخصصاتها ورؤاها، وسيتم التعقيب عليها ومناقشتها من قبل المشاركين والحاضرين، بغية الخروج بحزمة من التوصيات التي سترفع إلى القيادة الرشيدة كخلاصات لهذه المناقشات التي تمت على مستوى أكاديمي ومتخصص يمثل روح التوجهات الدولية الجديدة، أملاً في العمل على مقاربة تتسم بالواقعية لجملة من القضايا التي هي محور النقاش على المستوى الدولي.
وأكد متحدثون رئيسيون يمثلون طيفاً واسعاً من المنظمات السياسية والأكاديمية حضورهم ومشاركتهم في أعمال الملتقى، بما في ذلك مسؤولون عرب كبار، وعدد من أعضاء سابقين في الكونجرس الأمريكي ومؤسسة هيراتيج الأمريكية (The Heritage Foundation) ومعهد هامبتي دامبتي (Humpty Dumpty Institute ) والأكاديمية الدولية للجغرافيا السياسية (The International Academy of Geopolitics) وجامعة فيرجينيا كومنولث، ومعهد المشروعات الأمريكي (The American Enterprise Institute)، . كما تمت دعوة العديد من معاهد الأبحاث ومراكز دعم اتخاذ القرار (Think Tanks) من أكثر من دولة في العالم، إضافة إلى وزراء سابقين، وذلك من أجل المشاركة والمساهمة في جلسات حوار موضوعية خلال يومين من المداولات.
ومن أبرز المتحدثين والمشاركين في هذا الملتقى: رئيس الوزراء الأردني السابق والرئيس السابق للجامعة الأردنية ورئيس أكاديمية العالم الإسلامي للعلوم الدكتور عبدالسلام المجالي، وعضو الكونجرس الأمريكي السابق على مدى 30 عاماً (بدءاً من العام 1983) دان بيرتون، ووزير الدفاع البريطاني السابق وعضو البرلمان البريطاني حالياً ليام فوكس، والقانوني وعضو الكونجرس الأمريكي السابق عن ولاية تكساس لمدة 28 عاماً، سولومون أورتيز، والسفير السابق للولايات المتحدة لدى مجلس الأمن جون بولتون، ووزير خارجية أندورا السابق، وأستاذ علم السياسة المقارن حالياً في جامعة لافيرن في كاليفورنيا، ورئيس الأكاديمية الدولية للجغرافية السياسة والرئيس الفخري لجامعة السوربون البروفسور جاك سوبلسا، ومدير مركز التجارة العالمية والاقتصاد في مؤسسة هيراتيج، والباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة هيراتيج جيمس فيليبس، ورئيس معهد هامبتي دامبتي الأمريكي رالف كويرمان، والأستاذ المشارك في العلوم السياسية في جامعة فيرجينيا كومنولث وليام نيومان، والسفير الأمريكي دينيس هيز، ورئيس مؤسسة ماركوس الدولية بارت ماركوس، ومقرها العاصمة الأمريكية واشنطن، والرئيس التنفيذي لمؤسسة إي كومود الاقتصادية البحثية وبروفيسور الاقتصاد في جامعة بروكسل علي بيار. وآخرون من سنغافورة ودول آسيوية أخرى فضلاً عن الدول العربية.
ومن الجانب البحريني، سيشترك عدد من الأكاديميين في طرح الأوراق الرئيسية التي ستكون محور النقاش لهذا الملتقى وهم عضو مجلس الشورى الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة رئيس لجنة الشئون الخارجية والدفاع والأمن الوطني، وعبدالله الصادق رئيس وحدة دراسات المال والأعمال بعمادة البحث العلمي، و محمد طه المشهداني نائب رئيس المحكمة الدستورية وعميد كلية الحقوق سابقاً في جامعة البحرين، و محمد سعيد الرحو أستاذ المرافعات المدنية والتنفيذ والتحكيم التجاري الدولي المساعد بجامعة البحرين، بالإضافة إلى مشاركة واسعة من أساتذة جامعة البحرين من ذوي التخصص، فضلاً عن حضور طلابي واسع.
