العدد 3854 - الثلثاء 26 مارس 2013م الموافق 14 جمادى الأولى 1434هـ

وزير الخارجية الأميركي: العراق واحدًا من أسرع الاقتصادات نموًا

واشنطن - وزارة الخارجية الأميركية 

تحديث: 12 مايو 2017

قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مؤتمر صحافي عقد مؤخراً بالعاصمة العراقية بغداد إن "العراق واحدًا من أسرع الاقتصادات نموًا في العالم خلال عام 2012".

وأضاف: "وللمرة الأولى في حياة العديد من العراقيين، بات الناس الآن أحرارًا في التعبير عن آرائهم، وأحرارًا في تنظيم صفوفهم سياسيًا كما يرغبون. ولقد وُضعت قيد التنفيذ قوانين لمكافحة الاتجار بالبشر، وغدت هناك لجنة قائمة لحقوق الإنسان للعمل على محاولة صون الحريات الأساسية، وهذا على الرغم من أننا نعلم بأن هناك الكثير مما ينبغي القيام به في هذا المجال. وأما العلاقات الثنائية الجديدة فقد باتت تعزز موقع العراق في العالم".

وفيما يلي نص مؤتمر صحفي لوزير الخارجية جون كيري في بغداد، العراق

وزير الخارجية كيري: أسعدتم مساءً. السلام عليكم. يسعدني أن أكون هنا معكم جميعًا، ومن دواعي سروري أن أتمكن من العودة إلى العراق. لم أتمكن من المجيء إلى هنا منذ بعض الوقت، ولذا فإن الفرق بالنسبة لي واضح جدًا في طاقتي المنخفضة، إذا صح التعبير، ووجود الموظفين معي.

إنني مسرور جدًا لتمكني من الحصول على فرصة للتأكيد للقادة العراقيين الذين التقيت بهم بأن الولايات المتحدة تواصل الوقوف إلى جانب أبناء الشعب العراقي وهم يعملون على تأسيس ديمقراطية وتأمين مستقبل أفضل. إننا نشعر بامتنان خاص لجهود هؤلاء الناس الذين يبقون ملتزمين جدًا بالعمل السياسي، والمشاركة في العملية الدستورية، والذين يسعون من أجل تأمين الحقوق التي يكفلها الدستور.

وخلال الأسبوع الماضي هذا، احتفل كل من بلدينا بالذكرى العاشرة لبدء الحرب هنا في العراق، وجرى تذكيرنا جميعًا بالتضحيات الرائعة التي بذلها الكثير من العراقيين، وكذلك الكثير من الأميركيين، سوية، الذين ضحوا بحياتهم في معركة مشتركة لمحاولة بناء الدولة المدنية التي اختارها الشعب العراقي لنفسه.

واليوم، يستمر العراق- "وقد رأيت ذلك بنفسي خلال اجتماعاتي وشعرت به في المناقشات التي أجريتها- في مواجهة بعض التحديات الصعبة لكي يتمكن من الوفاء بذلك الوعد. ومن الصعب، من الصعب بالنسبة للبعض إيجاد الطريق لتقوية مؤسساتهم الديمقراطية وتطوير كامل إمكاناتهم الاقتصادية، والآن وبعد أن رحلت قواتنا، يصعب عليهم التأكد من أنهم سيكونون قادرين على الوقوف على أقدامهم ومواجهة التحديات الأمنية. أريد في هذا اليوم أن أؤكد للشعب العراقي، بأنكم في الوقت الذي تتعافون فيه من أربعة عقود من الحروب والحكم الدكتاتوري، وفي الحين الذي تواجهون فيه بشجاعة الخطر الماثل للإرهاب، فإن الولايات المتحدة سوف تواصل التمسك بدورها ضمن اتفاقية الإطار الاستراتيجي.

من المهم أيضًا الإقرار بالتقدم الحاصل، والملموس. فقد كان العراق واحدًا من أسرع الاقتصادات نموًا في العالم خلال عام 2012، وفي نفس الوقت بقيت نسبة التضخم أقل من عشرة بالمئة. وللمرة الأولى في حياة العديد من العراقيين، بات الناس الآن أحرارًا في التعبير عن آرائهم، وأحرارًا في تنظيم صفوفهم سياسيًا كما يرغبون. ولقد وُضعت قيد التنفيذ قوانين لمكافحة الاتجار بالبشر، وغدت هناك لجنة قائمة لحقوق الإنسان للعمل على محاولة صون الحريات الأساسية، وهذا على الرغم من أننا نعلم بأن هناك الكثير مما ينبغي القيام به في هذا المجال. وأما العلاقات الثنائية الجديدة فقد باتت تعزز موقع العراق في العالم.

إنما سيكون من الخطأ الفادح لنا أن نأتي إلى هنا لمجرد القول بأنه لا يزال هناك الكثير من العمل اللازم القيام به. فالولايات المتحدة ترى بوضوح التحديات التي لا تزال قائمة هنا في العراق، بما في ذلك المسائل المتعلقة بجهاز القضاء في المرحلة الانتقالية، والمصالحة، وتقاسم السلطة، وتخصيص الموارد، وتقوية سيادة القانون. إننا نعرف من تجربتنا الخاصة مدى صعوبة العمل الديمقراطي. أود أن أقول لأصدقائنا في العراق إن الديمقراطية تعني شمل جميع الناس والتوصل الى تسويات. فعندما لا يكون الاجماع ممكنًا، لا ينبغي على الذين لا يشعرون بالرضا مجرد الانسحاب من النظام وتركه، ولا ينبغي عليهم مجرد الانطواء، تماما كما لا ينبغي على الذين يمسكون بالسلطة تجاهل أو إنكار وجهة نظر الآخرين.

فإذا كان للتجربة العراقية الديمقراطية أن تنجح، يجب على جميع العراقيين العمل معًا كي يتمكنوا من التكاتف سوية كدولة واحدة. سوف نستمر في بناء الشراكات بين قطاعي الأمن والدفاع لدينا. ولكننا نعمل أيضًا على بناء شراكات في حقول التعليم والثقافة والطاقة والتجارة والتمويل والتكنولوجيا والنقل وسيادة القانون. وسوف أشجع الشركات على مزاولة الأعمال هنا، بالطريقة المناسبة لها، شركات مثل فورد، وبوينغ، وجنرال موتورز، وجنرال الكتريك العاملة هنا الآن، وهي قد أحسنت صنعًا.

تشكل الانتخابات العنصر الأساسي في أية ديمقراطية وفي أي مكان. وتعمل الولايات المتحدة بشكل وثيق مع اللجنة الانتخابية العراقية ومع الأمم المتحدة من أجل ضمان أن تنعكس إرادة الشعب العراقي عبر انتخابات مجالس المحافظات المقرر إجراؤها في الشهر المقبل، ومن ثم، بالطبع، من خلال الانتخابات الوطنية المقبلة في العام القادم. لقد شددت في لقاءاتي على قلقنا حول تأجيل الانتخابات المحلية في محافظتين، وحثثت مجلس الوزراء على إعادة النظر في هذا القرار. وقال رئيس الوزراء إن من الضروري إعادة النظر فيه مع مجلس الوزراء.

يتطلب نجاح العراق تعاونًا هائلاً. إنه يتطلب الحوار ويتطلب الشجاعة. ويتطلب التصميم على الدفاع عن سيادة البلاد ومجالها الجوي. ويتطلب الالتزام بأن يكون العراق جارًا جيدًا ضمن بيئة صعبة. وبينما يقوم القادة العراقيون باتخاذ القرارات الصعبة في هذه المجالات، فإننا سنعمل على محاولة مساعدتهم في تحقيق النجاح. جميعنا يرغب في رؤية العراق وهو ينجح. هناك استثمار هائل من ثروتنا، وشعبنا، وأموالنا في هذه المبادرة. ولدى العالم مصلحة في رؤية العراق وقد اضطلع بدور قيادي في المنطقة كدولة ديمقراطية ناجحة، وأعتقد أنه في حال استمر العراق في شمله للجميع وفي التماسك، فقد تتوفر لديه أفضل الفرص للنجاح. وفي غضون تنامي قوته وفقًا لهذه الصيغة المحددة، والعمل على تطبيق حقوقه الدستورية، فإنه سيجد أن الولايات المتحدة ستعمل معه لتحقيق تلك الأهداف.

عريف الحوار: سوف نجيب على ثلاثة أسئلة اليوم. يكون الأول من بول ريكتر من صحيفة لوس انجلس تايمز.

سؤال: السيد الوزير، هل يمكنك إبلاغنا بما قلته لرئيس الوزراء المالكي بشأن تدفق الأسلحة الإيرانية إلى سوريا عبر العراق، وما هو الالتزام المحدد الذي حصلت عليه منه لمحاولة البدء بعمل شيء حيال ذلك؟

وزير الخارجية كيري: لقد جرى بيننا نقاش حيوي جدًا حول موضوع الرحلات الجوية هذه. وأظهرت بكل وضوح لأولئك من بيننا المنخرطين في جهود الضغط على الرئيس الأسد للتنحي عن السلطة ورؤية عملية ديمقراطية تترسخ هناك من خلال إنشاء حكومة انتقالية استنادًا إلى بيان جنيف- وبالنسبة لأولئك من بيننا المنخرطين في هذا الجهد، فإن أي شيء يدعم الرئيس الأسد يثير إشكالات لدينا. ولقد أوضحت بشكل جلي لرئيس الوزراء بأن رحلات الطائرات الإيرانية، هي في الواقع، مساعدة لإبقاء الرئيس الأسد ونظامه.

ولذا، اتفقنا على محاولة توفير المزيد من المعلومات حول هذا الأمر، ولكنني أوضحت له أيضًا بأن هناك أعضاء في الكونغرس ومن الشعب الأميركي باتوا يراقبون على نحو متزايد ما يقوم به العراق، ويتساءلون كيف أن شريكًا في جهود تحقيق الديمقراطية وشريكًا يشعر الأميركيون أنهم حاولوا جاهدين لمساعدته، كيف يمكن لمثل ذلك البلد، في الواقع، أن يفعل شيئا يجعل الأمور أكثر صعوبة في تحقيق أهدافنا المشتركة، وهو نفس الهدف الذي أعرب عنه رئيس الوزراء فيما يخص سوريا والرئيس الأسد.

ولذا، آمل أن نتمكن من تحقيق بعض التقدم حول هذه النقطة، وسوف أحمل معي إلى واشنطن بعض ما يجب عليَّ العمل عليه، وأعتقد أن رئيس الوزراء سيجري مناقشات هنا.

عريف الحوار: السؤال الثاني من سحر حمودي من أعمار- العراقية.

وزير الخارجية كيري: هل تتحدثين عن الانتخابات؟ حسنًا.

حسنًا، هناك محافظتان ذكرتهما، هما نينوى والأنبار، حيث تَّم تأجيل الانتخابات، الانتخابات المحلية. ومن وجهة نظر الولايات المتحدة، فإننا نحث بقوة رئيس الوزراء على عرض هذه القضية على مجلس الوزراء ورؤية ما إذا كان بالإمكان إعادة النظر فيها، لأننا نعتقد بقوة كبيرة بأنه ينبغي على جميع الناس أن يصوتوا في وقت واحد. والواقع هو أنه في حين تَّم تقديم الوضع الأمني كذريعة منطقية لهذا التأجيل، فليس هناك من بلد يعرف أكثر حول التصويت في ظل الظروف الصعبة أكثر مما يعرفه العراق.

لقد أُجريت أول انتخابات هنا في ظل ظروف صعبة للغاية، ولكن العراقيين خرجوا وصوتوا. ولذا، فإننا نعتقد بقوة بأنه ينبغي على جميع أجزاء البلاد التصويت في آن واحد في انتخابات المحافظات هذه، ونأمل بأن يتمكن رئيس الوزراء من خلال مجلس وزرائه، من إعادة النظر في هذه القضية. فلا يزال هناك متسع من الوقت لإجراء هذه الانتخابات في هاتين المحافظتين.

عريف الحوار: الأخير –

سؤال: (غير مسموع)

عريف الحوار: إنني آسف، لا نستطيع قبول أسئلة متابعة.

سؤال: كلا، ما كان سؤالي (غير مسموع).

عريف الحوار: اعتذر. تفضل.

سؤال: إنني آسف. (بالعربية).

وزير الخارجية كيري: آه، هذا هو سبب سؤالي لك عما إذا كنت تشير إلى الانتخابات. إنني أعتذر. فيما يتعلق بالمظاهرات، اننا نعتقد بقوة بأن لكل مواطن الحق في إسماع صوته. وبموجب الدستور العراقي، يملك الناس الحق بالانتساب إلى حزب، وبالتعبير عن أي رأي سياسي، ولا ينبغي أن يعاقب أحد على ذلك.

لذلك نحث الناس على التظاهر السلمي إذا أرادوا التظاهر. لا نريد أن نرى، كما أننا لا نناصر سوى المظاهرات السلمية، ولكننا نحث الحكومة على الاستجابة لتلك المظاهرات بطريقة ملائمة – وليس من خلال استعمال العنف، وليس من خلال القمع، بل من خلال الانفتاح الذي هو من فضائل الديمقراطية. وسوف تغدو البلاد أقوى إذا تمتع الناس فيها بإمكانية التعبير عن آرائهم بطريقة سلمية.

عريف الحوار: السؤال الأخير يأتي من آن جيران من صحيفة الواشنطن بوست.

سؤال: السيد الوزير، معاذ الخطيب أعلن اليوم استقالته من منصبه كرئيس لائتلاف المعارضة السورية. ما رأيك بهذا القرار والانقسامات الداخلية داخل المجموعة التي دفعت الخطيب للقيام بذلك؟ وهل أنت قلق من احتمال أن تكون المجموعة قد بدأت تتفكك؟

وثانيًا، بما أن هذه هي المرة الأولى التي رأيناك فيها منذ رحلة الرئيس، هل يمكنك أن تخبرنا عن مدى تفاؤلك بأن الإسرائيليين والفلسطينيين باتوا مستعدين للجلوس سوية للتباحث والتفاوض؟ وشكرًا لك.

وزير الخارجية كيري: شكرًا جزيلاً لك، آن. فيما يتعلق بمعاذ الخطيب، إنني آسف شخصيًا لرؤيته يذهب لأنني معجب به على المستوى الشخصي، ولأنني أقدر قيادته. ولكن الفكرة بأنه قد يقوم بتقديم استقالته كان قد عبر عنها بصراحة في مناسبات مختلفة كثيرة وفي أماكن عديدة، ولا تشكل مفاجأة لنا. لقد عملنا بشكل وثيق مع رئيس الوزراء هيتّو الذي تَّم اختياره مؤخرًا. وعملنا معه في تقديم وتسليم المساعدات. لدينا ثقة بقدراته وقدرات نائب الرئيس والآخرين المحيطين به. ولا مفر تقريبًا، في عملية انتقالية لمجموعة مثل ائتلاف المعارضة، من حدوث مثل هذه الأنواع من التغييرات أثناء تطور هذه العملية.

ونحن ننظر إلى ذلك على أنه استمرارية. فالأمر لا يتعلق بشخص واحد. إنه يتعلق بالرئيس الأسد. ويتعلق بنظام يقوم بقتل شعبه. ويتعلق بمعارضة هي أكبر حجمًا من شخص واحد. وسوف تستمر هذه المعارضة، وانني واثق من ذلك، وفي نهاية المطاف، سيتعين على الرئيس الأسد إما التفاوض على طريقه تنحيه من منصبه من خلال عملية جنيف، أو، إذا لم يترك أي خيار لشعبه فإن المعارضة سوف تغيّر هذا النظام بالقوة. ولكنني أعتقد أن هذه المعارضة سوف تستمر، وأن الولايات المتحدة ستواصل دعم المعارضة.

وشكرًا لكم جميعًا.

سؤال: فيما يتعلق –

وزير الخارجية كيري: آه، فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط، أعتقد أن رحلة الرئيس إلى الشرق الأوسط كانت تاريخية من جميع النواحي، وإنني أعرف أن الناس في إسرائيل شعروا بتأثيرها. وقد أعجبوا به، وأعجبوا بالرؤية التي عبر عنها، وأعتقد أن كلماته بقي يتردد صداها حتى بعد أن غادر البلاد. فالناس باتوا يتناقشون ويتناظرون، وهذا بالضبط ما سعى الرئيس لتحقيقه.

لذلك اعتقد انها كانت زيارة ناجحة للغاية، زيارة مؤثرة بالنسبة للإسرائيليين. وأعرف ذلك من رئيس الوزراء نتنياهو، الذي رأيته الليلة الماضية، فلقد شعر أن اجتماعه مع الرئيس كان اجتماعًا بارزًا للغاية. وأعرف ذلك من الرئيس، قبل مغادرته، بأنه كان معجبا جدًا بالمناقشات التي أجراها. وشعر بأنها كانت أفضل مناقشات أجراها حتى الآن، وأعتقد أن المسرح قد أصبح معدًا لاحتمالات أن يتمكن الطرفان من إيجاد طريق لمباشرة المفاوضات.

والآن، أعتقد بأن جميعنا قد تعلمنّا، خلال السنوات الماضية، ومن خلال العديد من رؤساء الدول والعديد من وزراء الخارجية، بأنه ليست هناك مشكلة أكثر تعقيدا من هذه. ولذا فإن التعبير عن التفاؤل عندما لا يكون لديك حتى مفاوضات قد يكون متهورًا. إن ما أملكه هو الأمل. ولدي الأمل بأن كلمات الرئيس أثارت شعورًا بما هو ممكن لدى شعب إسرائيل، ولدى المنطقة والفلسطينيين. أعتقد انه حملّني كما حمّل الآخرين مسؤولية محاولة العثور على طريق للتقدم في هذا المجال. وقد شاركت في بعض تلك المناقشات يوم أمس مع الرئيس عباس وكذلك مع رئيس الوزراء نتنياهو وبعض أفراد فريقه.

وينبغي علينا الاستمرار في العمل على هذا الأمر. لقد بدأنا للتو تلك المناقشات. ولن أصفها بأي شكل من الأشكال إلا بأنها بداية مفتوحة على الاحتمالات، وصريحة، وجيدة، وهكذا أتركها. وشكرًا، إنني أقدر ذلك.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً