العدد 3856 - الخميس 28 مارس 2013م الموافق 16 جمادى الأولى 1434هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

«همسات أمل» طريقك نحو العلا

 

قلما تتوافر حبيبات الأمل في الحياة - حيث من الصعب الوصول إليها بسرعة... فمسيرة الحياة تصطدم بها منحنيات ومنعطفات خطيرة... تُلزم الإنسان الصبر لتخطّيها وما إن يفقد السيطرة على نفسه تنتابه خيبة أمل، وهؤلاء كُثْر طالما فقدوا الإيمان بأن الله سيلهمهم الأفضل بعد الامتحانات التي يتعرضون لها ويصطدمون بها. في جانب آخر لطالما أٌسكبُ بين حروفي ألوان الأمل لأتجرّد عن الآخرين، ولأنّ في قلوبنا أشخاص يزرعون في قلوبنا حبّ التمسّك بالصبر والنظرة الإيجابية في الحياة نرتوي منهم أملاً يشي بنا أن نكون منهم وإليهم.

كانت هذه البداية مع الأستاذة كوثر العلوي حينما رسمت بسمتها على قسمات وجهها قائلة كلماتها المعتادة «هو الأمل وليس الألم، فهو قوة ثباتي وإرادتي، فلا أستطيع العيش من دونه، فهو نصفي الآخر هو السكلر في حياتي» - فتجربة العلوي مع «المنجلي» كانت مريرة كما سَلفتْ الذكر لكنّ إيمانها بأنّ هذا اختبارُ حياتيّ من عند ربّ العباد عليها فهي صابرة حتى قالت: هو نصفيَ الآخر.

جَعفرْ سليم أحد الأحبة الذين يحتضنهم قلبي صديقٌ وجارٌ عزيز - من أصدقائي من فئة «متلازمة داون» لكنّهم ليسوا كذلك كما نعتبرهم - مجرّد تسمية أُطلقت: همّ وهنّ لطفاء - جعفر منذ صغره أٌدخل بمعهد الأمل الذي يهتم ومازال مهتماً بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة فقد درس حتى تخرّج بدرجة امتياز من ذاك المعهد وأقيمت له حفلة بمناسبة تخرجّه، يحبّ الناس ويحاول تنمية مواهبه رغمّ ألمه، فأصبح إنساناً محبوباً في الحي الذي يسكنه والأحياء المجاورة.

الإعاقة لم تكن تمنعه يوماً من ممارسة حياته المعتادة، فيبدأ يومه بابتسامة أمل يرسمها على كلّ من يراه في الطريق، بكرسيّه الذي لزمه منذ صغره، حتى تناسى بأنه كذلك فواصل مسيرته العلمية وحصد النجاحات. أحمد ميرزا أحد هذه الصور التي لازمتني - فهو بفضل الله ومُناه حقق كلّ ذلك ومازال يشقّ طريقه للعلا رغم كل الصعوبات التي تعترضه في الحياة.

همسات أمل... لابدّ وأنْ نرتوي منها قطرات... لنتخلّص من اليأس الذي قد يعترينا في مسيرتنا الحياتية...

دُمتم بودّ الودّ

علي جميل السبّاع


ألم فقدان الحبيب... والوحدة التي لا تفارق مخيلة المتقاعد

هناك قصة مرت مع أخينا أبي سلمان، وقد كانت مؤسفة ومؤثرة، لقد كان شاباً طموحاً محباً للحياة ومخلصاً في عمله، وكان محبوباً لدى الجميع. ذات يوم قرر الزواج من فتاة أحبها من كل قلبه وفضلها على جميع الفتيات في منطقته، وعاهد ربه على أن يكون زوجاً مخلصاً ومحباً لها. ومضت السنون وكبر الأخ أبوسلمان وتقدم في العمر واتفق مع زوجته أن يتقاعد عن العمل ويعوضها عن السنين التي أمضاها معها، وعاهدها أيضاً بالتفرغ التام بسبب حبه الكبير الصادق، ولكن مع الأسف الشديد بعد مرور فترة بسيطة من التقاعد أصيبت محبوبته ورفيقة عمره بمرض تسبب في وفاتها وفراقها عنه، وأصبح حزيناً لمدة طويلة، ولا تفارق صورتها خياله في منامه كل ليلة.

إن من الأمور الصعب مواجهتها في حياتنا هي أن يفقد الشخص منا إنساناً عزيزاً على قلبه عاش معه سنين طويلة.

ونشكر الله عزّ وجلّ على نعمته الكبيرة وهي النسيان، ولكن هناك فئة لا تستطيع نسيان من تحب ببساطة، وأصعب من ذلك الزوجة أو الزوج لأنه ارتباط عظيم وعند فقدان الحبيب تتغير عليه الحياة، ويحس بنقص كبير في حياته، ويصبح مشغول البال، ويتمنى من قلبه المجروح أن ترجع تلك الأيام الجملية التي عاشها مع زوجته أو زوجها، وكانت أجمل أيام حياته، ويحاول جاهداً أن يجد شخصاً آخر يرتبط به لكي يكمل مشوار حياته، ولكن دون جدوى.

صالح علي


الأبناء هم ضحايا غفلة الوالدين

النسيان نعمة أهداها الله للإنسان ليتمكن من نسيان متاعبه لعله يتمكن من مواصلة مشوار حياته بهدوء وبثقة وبقدرة على مواجهة الآتي من المواقف والصدمات... والنسيان نوعان: نوع نافع يداوي جروح البشر والثاني ضار يبعثر حتى أوراق الشجر...

في منزل صغير بالكاد يتسع لعائلة صغيرة تسكن عائلة مشتتة كل فرد فيها يحلق في فضاء آخر، ذلك أن رب الأسرة قد سقاهم من كأس الحرمان حتى الثمالة فأثمرت قلوبهم التعطش حتى الموت، رب الأسرة رجل هادئ الطباع، ملتزم بالدين، صاحب خلق وكرم وعطاء، ولكن هذا فقط ما يرائي به الناس في حيّه من خلال كلامه اللطيف المتوشح بوشاح الإيمان وبعض آيات القرآن، رب الأسرة هذا ولنطلق عليه اسم (أبو جاسم) كشخصية يختلف تمام الاختلاف داخل أسوار بيته فهو يجثم على صدر زوجته ليخنق رغبتها في تكوين ذاتها والتحليق ولو لثوانٍ في سماء الحرية ويغلق كل الأبواب في وجهها وكأنها خلقت لتكون عبدته فقط... لقد حرمها حقها في التعليم الجامعي ومنعها من الحديث مع هذه الجارة أو تلك... والأسوأ أنه استطاع أن يربطها بسلاسل من حديد حينما أجبرها على الإنجاب المتكرر حتى وصل عدد الأبناء إلى سبعة.

لكن أبناء أبوجاسم السبعة ربّتهم الشوارع ورفقاء الطريق... ولكن لا تسألوني ما دور الأم؟ أين هي الأم؟

الأم غارقة في حرمانها، في جرحها... في شعورها بالدونية وأنها لا شيء سوى خادمة صامتة شعرت بأنها تختنق ... تموت... فصرخت بأعلى صوتها: أحتاج أن أتنفس قبل أن أموت، كانت ترغب في الحصول على وظيفة لعلها تتنفس عالماً آخر... حياة أخرى... وبالطبع وكما تتوقعون رفض أبوجاسم طلبها لكنه كان (رحيماً) حينما منحها الإذن للعمل في مجال العمل التطوعي!

فلا الأموال ولا الهدايا ولا أي شيء مادي يستطيع أن يروي عطشها حتى وإن طالبت بتلك الأمور... فهي تطالب بها لتعوض بها عن حرمانها العاطفي لا أقل ولا أكثر.

فالمرأة تعشق الرجل الذي يسمعها كلمات الحب والغرام ويصفها بأنها أجمل النساء وإن لم تكن كذلك أم جاسم حرمت الاثنين... حرمت الدلال المادي والعاطفي فصاحبنا جاف المشاعر مغلول اليدين، رغم أن الله قد وسع عليه من رزقه... ولأن كل نساء مجموعة العمل التطوعي أحطنها بالرعاية والاهتمام فقد تعلقت بهن بشكل عاطفي مفرط. وتناست تماماً أنها أم وبلغت منها الأمومة مبلغ التجاهل والإهمال.

لعلكم تتساءلون عن ضحية النسيان التي أتحدث عنها، إنها (إيمان) الابنة الكبرى لأم جاسم والتي تبلغ من العمر ستة عشر عاماً.. فأساس ضياع إيمان في مهب النسيان هو هذا الشتات الذي خلقه الأب بتعنته وجبروته اللامبرر. والأم غارقة في البحث عن ذاتها وتسعى إلى الهرب طوال الوقت من سجنها الذي تخشى العودة إليه كل مساء (المنزل).

أصبحت إيمان رغم نقائها وطهارة روحها... أجبرتها وحدتها القاتلة أن تبحث عن بديل.. شاب أسمعها من أعذب كلمات الحب فابتلت عروقها بعد جفاف عاشته في بيتها وكاد أن يقضي عليها... إيمان لم تكن تعلم ما تخبئه لها الأيام... ولكن هل لكم أن تتخيلوا ما حصل؟

إيمان فقدت عذريتها مرغمة على يد ذلك الشاب الذي غدر بها، إيمان لم تخبر أحداً بعد... وماتزال تحمل كل ذلك الألم والمعاناة في داخلها.

نوال الحوطه


ضرورة ضبط صرف المال العام

استطيع القول جازماً إن أغلبية البحرينيين يتفقون مع الأخت مريم الشروقي عندما تذيل مقالاتها بسؤالين هما «(1) تذكير لسعادة النواب: هل تم تحويل ملفات الفساد إلى النيابة العامة كما طالبتم بذلك، أم إلى الآن لم تجتمع اللجنة لتحويل الملفات ؟! (2) تذكير للمحامين الشرفاء: أين ذهبت الأموال (على قولة المعاودة)؟».

هنا أتذكر قصة تاريخيا في أن أحد الحكام العادلين عندما تولى الحكم جاء بوزرائه وأوقفهم في صف ووضع قطعة ثلج في يد أحدهم وقال له: «أريد أن يتم نقل هذه القطعة من الثلج من يد وزير إلى الآخر حتى تصل إلى آخر وزير في الصف»، فأطاع الوزراء الحاكم، وحين وصلت القطعة إلى آخر وزير في الصف تبين لهم أن قطعة الثلج كانت تذوب تدريجياً وهي تمر من يد وزير إلى الآخر، وحين وصلت إلى آخر وزير أصبحت صغيرة الحجم، أي ما معناه «أقل فائدة».

وهنا تعلم الوزراء درساً في أن الفساد الإداري والمالي يشكل عائقاً كبيراً في سبيل تنمية بلادهم.

فياليت دول العالم الثالث تتعلم درساً من دول العالم الأول الذين يحاسبون المسئولين الكبار والصغار على كل فلسٍ يدخل جيوبهم بطريقة غير شرعية، وإذا اكتشف أي مسئول مارس هذا النوع من الفساد فأنه يحال إلى المحاكمة، والإعلام لا يتورع عن نشر اسمه.

وقد أورد الإعلام الألماني قبل أيام إقالة وزيرة ألمانية تحمل شهادة الدكتوراه، ولكن تم الكشف أنها في أطروحتها التي حصلت على أساسها على الدكتوراه اقتبست كلاماً من أبحاث أخرى لم تذكر مصادرها، أي أنها سرقت أفكار غيرها ونسبتها إلى نفسها، فتم محاسبتها على هذه السرقة، وبناءً عليه تم إقالتها.

والسؤال الكبير والمتكرر طرحه هو لماذا العالم الإسلامي والعربي لا يطبقان ما ورد في الدين الإسلامي عن بغضه وغضبه الشديد على من يسرق مال غيره حتى وصل إلى حد قطع يد السارق، سواء كان المال الذي سرقه مالاً عاماً أو خاصاً، وسرقة المال العام أكثر جرماً من سرقة المال الخاص؛ فسارق المال الخاص يلحق الضرر بفرد وأما سارق المال العام فإنه يلحق الضرر بشعب كامل.

عبدالعزيزعلي حسين


وداعاً أخي «أبونبيل»

لا أدري من أين أبدأ وأنا أنعاك يا شقيقي وتوأم روحي، فأنت أبي الذي لم أره وشقيقي الوحيد الذي عوضني حنان الأبوة منذ نشأت طفلاً وصبياً يافعاً، وأنت صديقي الذي لم أفارقه حتى شاءت إرادة الله أن يوارى التراب أمام عيني التي ما فتأت تترقق بالدموع كلما تصورت هذه اللحظة المأساوية الحزينة.

الموت حق على العباد والإيمان به والتسليم بإرادة الله شرط إتمام إسلام المؤمن المحتسب، ولكن الخمسين يوماً التي أمضيتها في المستشفى والتي عشتها معك لحظة بلحظة أشعر بآلامك وأوجاعك ومعاناتك ولا أملك ما يمكنني من مد المساعدة لك... كنت مقيد اليدين فاقداً للحيلة وأنا أشعر بمعاناتك وسط إهمال الأطباء وكأنهم افتقدوا لأبسط صفات الرحمة التي أوكلها الله تعالى لهم تحت مسمى ملائكة الرحمة.

وهكذا مضيت صابراً محتسباً لم تحظ حتى بشفقة أو دعم أصدقائك وزملائك من الرياضيين وقادة الحركة الرياضية الذين يعترفون بفضلك حيث لم تبخل عليهم ولا على منتسبي الرياضة باعتبارك قائداً رياضياً مؤسساً، فقد اكتفى معظمهم بالحضور لتقديم واجب العزاء بعد أن اختارك الله تعالى إلى جواره محتسباً وكنت في أمس الحاجة لدعمهم وسؤالهم وأنت في محنتك ممداً على سرير المرض في المستشفى.

كنت مخلصاً في عطائك كرب أسرة وشقيق وفي عملك كقيادي رياضي لم تسعَ إلى مال ولا جاه ولا منه من أحد. أدعو الله سبحانه وتعالى أن يعوضك عن جهدك وإنجازاتك خيراً وأن يلهمنا الصبر والسلوان فلاتزال أحزاننا لفقدك متقدة على رغم محاولاتنا التأسي بصبرك وجلدك وعلى رغم إيماننا وتسلمينا بإرادة الله.

نم قرير العين يا أبا نبيل فكما كنت مقدراً في حياتك فمكانتك محفوظة بإذن الله بعد حياتك فقد خلقت شباباً يرفعون الرأس يُتباهى بأخلاقهم ورجولتهم وقدرتهم على تحمل المسئولية وكان لتقاطر الوفود بمختلف انتماءاتهم ومواقعهم لتقديم واجب العزاء مصدر فخرٍ لنا ولك.

رحمك الله يا أبا نبيل ونسأله لك المغفرة ولنا الصبر والسلوان و «إنا لله وإنا إليه راجعون».

أخوك المخلص لذكراك

حسن عيسى خزعل


بحرين إنتِ ديرتي

بَحْرِيْنْ إِنْتِ دِيرِتِي

إِنْتِ سَعادْتِي وُفَرْحِتِي

أَرْضْ اِلْوُفادِهْ وِاْلْكَرَمْ

وَأْحْلَى سُوالْفِي وُقِصِّتِي

يا سَلْوِتِي فِي غُرْبِتِي

يا نُوْرْ عِيْنِي وُمُهْجِتِي

إِنْتِ حَياتِي كِلِّها

وِأْنْتِ كَرامْتِي وُعِزِّتِي

بحرين لَجْ شُوْقِي عُمُرْ

يا أْمْ اِلْسُواحِلْ وِاْلْجُزُرْ

ما أْقْدَرْ عَلَى فْراقِكْ أَبَدْ

كِلْ ساعَهْ مِنْ عُمْرِي تُمُرْ

عِشْتِي لِنا يا أُمِّنا

يا مَنْبَعْ اِلْحُبْ وِاْلْهَنَا

يا جَنِّهْ فِي وُسْطْ اِلْبَحَرْ

مَزْرُوْعَهْ فِيْهَا قْلُوْبِنا

خليفة العيسى


طَرِيقٌ

طريقٌ متعجرف...

ليسَ يحملهُ سواءَ، ذكريات!

قبلات...عينٌ ولقاء...

طفلٌ هنا وهناك... وحروف وخيوط!

تجره أسفاً مرة... وأخرى تهزه رياح أفراح!

طريقٌ، متعجرفٌ قالوا!

تسودُهُ رياح الأشواك... تبذل مسعاها...

لتُخيط نسيجًا من الأحلام...

صورٌ تأتي... وصورٌ تذهب...

والغيم غَائمٌ, بين الجميع!

يتوه، ويتأوه، ثم يتلعثم!

وعلى رغم كل ذلك... الطريق متعجرف!

منحنٍ بطريقة غريبة... يسندُ روحه بآلام...

تعتنق قلبه صرخات... تأبى رحيل اثنين...

تصرخ، وصيحاتها تتعالى!

إما فراق ورحيل...

وإما روحٍ اعتلت للسماء،

ذلك الرحيل الذي ... خفقت عناقيدُه...

بلا بؤبؤة... ولا إنسان!

إسراء سيف

العدد 3856 - الخميس 28 مارس 2013م الموافق 16 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً