العدد 3857 - الجمعة 29 مارس 2013م الموافق 17 جمادى الأولى 1434هـ

الرئيس الايطالي يعكس الهجوم ويشكل مجموعتي عمل للخروج من المأزق السياسي

عكس الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو اليوم السبت (30 مارس/ آذار 2013) الهجوم وتخلى في الوقت الحالي عن تشكيل حكومة، مفضلا تشكيل مجموعتي عمل لاجبار الاحزاب السياسية على التعاون وانهاء المأزق السياسي.
وبشكل فاجأ الجميع قرر الرئيس الايطالي تشكيل "مجموعتي عمل محدودتين من الشخصيات" تعمل اعتبارا من الثلاثاء على تقديم "مقترحات دقيقة لبرنامج" يمكن ان تتبناها غالبية القوى السياسية. ولم يحدد اي مهلة لعمل المجموعتين.
والمجموعة الاولى من "الحكماء" ستركز على الاصلاحات السياسية المؤسساتية (القانون الانتخابي الذي تسبب بالاشكال الحالي) في حين تركز المجموعة الثانية على الاجراءات الاقتصادية والاجتماعية. وستحضران تقريرا تسلمانه اما للرئيس من الان حتى نهاية ولايته في 15 ايار/مايو واما لمن سيخلفه في المنصب.
وعمليا، فان المقترح الرئاسي يؤجل تشكيل الحكومة الذي لن يتم ربما قبل انتخاب البرلمان رئيسا جديدا في ختام عملية طويلة تبدأ في 15 نيسان/ابريل.
واراد نابوليتانو ان يطمئن الراي العام الايطالي والشركاء الاوروبيين واسواق المال.

فالبلد ليس على حافة الفوضى و"الحكومة رغم استقالتها تبقى قائمة لتصريف الاعمال"، كما اكد الرئيس البالغ من العمر 87 عاما.
ولاحظ الرئيس الايطالي ان الحكومة الحالية برئاسة المفوض الاوروبي السابق ماريو مونتي "على وشك تبني تدابير عاجلة للاقتصاد بالاتفاق مع الاتحاد الاوروبي وبمساهمة اساسية من البرلمان الجديد".
وتواجه ايطاليا مأزقا سياسيا منذ الانتخابات التشريعية في نهاية شباط/فبراير مع يسار يحظى بغالبية مطلقة في مجلس النواب ولكن ليس في مجلس الشيوخ حيث تتنافس ثلاثة احزاب تتمتع بالثقل نفسه: اليسار بزعامة بيير لويجي بيرساني واليمين بزعامة سيلفيو برلوسكوني وحركة خمس نجوم بزعامة بيبي غريلو.
وقبل اسبوع منح الرئيس الايطالي بيرساني تفويضا "استطلاعيا" ليحاول تشكيل حكومة، لكن بلا جدوى.
وطلب غريلو الذي اجتذب تنظيمه "حركة خمس نجوم" تصويتا عقابيا ضد الاحزاب التقليدية وتصويت رافضي سياسة التقشف، الجمعة من الرئيس الايطالي ان يتاح له تشكيل الحكومة رافضا اي تحالف مع اليمين او اليسار، في حين اقترح برلوسكوني تحالفا بين اليسار واليمين لحكم البلاد لكن اليسار رفض اي اتفاق مع خصمه التاريخي وحاول حتى النهاية استمالة حزب غريلو.
وفي محاولة للخروج من المأزق ابتكر نابوليتانو حلا غير مسبوق واكد تصميمه على "اتخاذ مبادرات حتى اليوم الاخير" من ولايته لحل الازمة السياسية.
ونفى شائعات اعلامية حول احتمال استقالته وهو ما كان سيتيح تقديم موعد الانتخابات الرئاسية ويسهل تنظيم انتخابات تشريعية جديدة.
واعتبر ستيفانو فولي كاتب الافتتاحيات في صحيفة "سولي 24 اوري"، ان الرئيس قام "بمناورة ذكية لا تلزم كثيرا الاحزاب لكنها كافية لاشاعة مناخ للبحث عن نقاط مشتركة واطار يرتسم داخله اسم الرئيس الجديد" للجمهورية.
وتم بعد ظهر السبت نشر اسماء اعضاء المجموعتين اللتين اقترحهما الرئيس. فمجموعة العمل حول الاصلاحات السياسية سيتولاها الخبير في القانون الدستوري فاليريو اونيدا وثلاثة سياسيين يمثلون اليسار واليمين والوسط.
اما بالنسبة لمجموعة العمل حول الاقتصاد فقد اختار نابوليتانو خبراء هم رئيس معهد الاحصاء ورئيس سلطة التنافسية ومسؤول في البنك المركزي اضافة الى وزير الشؤون الاوروبية اينزو مايفرو.
وعبرت حركة غريلو عن ارتياحها لان رغبتها في قيام جمهورية يحكمها البرلمان ستتحقق.

وقال فيتو كريمي رئيس كتلة حزب خمس نجوم في مجلس الشيوخ "لقد ايد الرئيس نابوليتانو وجهة نظرنا : هناك حكومة في ايطاليا تعمل بالتعاون مع البرلمان، بل واضيف انها تعمل فقط بموافقة البرلمان".
وبحسب كلاوديو ميسورا منسق الاتصال في حزب غريلو "يمكن القيام باصلاحات محدودة باربعة او خمسة قوانين" (القانون الانتخابي ومساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة وخفض اجور السياسيين) ثم العودة الى التصويت.
وعبر مونتي ايضا عن دعمه لقرار الرئيس الذي "يعيد للبرامج وسطيتها" بحسب اندريا اوليفيرو.
وكذلك ايد زعيم اليسار بيرساني وان على مضض قرارات الرئيس مؤكدا "نحن على استعداد لمواكبة المسار الذي حدده رئيس الدولة".
اما حزب اليميني برلوسكوني الذي شعر بان موقفه تعزز بعد استطلاعات مؤيدة ويرغب في اجراء انتخابات هذا الصيف، فقد بدا غير متحمس لقرارات الرئيس واتهم اليسار بالتسبب ب"ضياع شهر" على البلاد مجددا طرح خياره المشروط: اما حكومة "تحالف كبير" تجمع كل القوى واما العودة الى صندوق الاقتراع.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً