العدد 3867 - الإثنين 08 أبريل 2013م الموافق 27 جمادى الأولى 1434هـ

جناحي: الاتفاق على حكومة منتخبة صعب... وبالإمكان الوصول لشراكة بالسلطة التنفيذية

أكد أن حل الأزمة في البحرين ليس بالصعوبة التي يتخيَّلها البعض

جناحي: المشكلة في البحرين ليست طائفية ولكنها سياسية بامتياز-تصوير محمد المخرق
جناحي: المشكلة في البحرين ليست طائفية ولكنها سياسية بامتياز-تصوير محمد المخرق

عندما يتحدث الخبير الاقتصادي خالد جناحي، عن الوضع في البحرين لا يمكن لأحد أن يتهمه بالصفوية أو السعي لتشويه وجه البحرين الجميل سواء في الداخل أو الخارج، فالرجل من صفوة رجال الأعمال والمصرفيين البحرينيين الذين تعدوا بنجاحهم النطاق المحلي ليصلوا للنطاق الإقليمي والعالمي.

فهو عضو مجلس إدارة بنك الإثمار ونائب رئيس مجلس الأعمال العربي والرئيس التنفيذي لمجموعة دار المال الإسلامي وعضو منتدى دافوس الاقتصادي العالمي والحاصل على لقب الشخصية المصرفية الإسلامية في العام 2008.

حديثه قد يغضب البعض وقد يشجع البعض الآخر للإعلان عن موقفه الحقيقي، وكيف ينظر لما يعانيه وطنه منذ أكثر من عامين.

فخالد جناحي، وسيحسب له ذلك، أول من تحدث بجرأة يحسد عليها من طبقة لا يمكن لها إلا أن تزن الكلمة بألف ميزان قبل أن تصرح بها، ولذلك ظلت صامتة كل هذه المدة.

فجناحي يؤكد قبل كل شيء أن المشكل الأساسي في البحرين ليس طائفيا وإنما هو سياسي بامتياز، ولذلك فإن علينا أن نحل هذا المشكل أولا من خلال توافق وطني يقنع الجميع.

ويؤكد، في مقابلة خاصة مع «الوسط»، أن حل المشكلة في البحرين ليس بالصعوبة التي يتخيلها البعض، ولكن المسألة هي في إضاعة الوقت وسقوط المزيد من الضحايا والخسائر ففي النهاية لابد من حل، فليس هناك طريق آخر. ويقول: «من الصعب الاتفاق على حكومة منتخبة ولكنه بالإمكان الوصول لشراكة في السلطة التنفيذية».

كما يؤكد أنه يجب على الجميع أن يعمل من أجل حل المشكلة وبشكل سريع جدا، فالخوف أن تطول المسألة فكلما تأخرنا أصبح لدينا المزيد من الخسائر وازدادت مشكلة عدم الثقة وزاد الحقد بين الناس.

ويقول: «ان معظم النخب في البحرين تأتمر بالأوامر، وتسير وفق مفهوم أن الصحيح هو ما يريده فلان». وفيما يلي اللقاء مع جناحي:

كيف تنظر للوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي في البحرين وهل أنت راض عن هذا الوضع؟

- المشكلة هي أننا لا نستطيع أن نخرج من المنظومة الخليجية والإقليمية، في حين أن هناك مشكلة أخرى مرتبطة بعدم وجود ثقة متبادلة بين الجميع، هناك العديد من الاستثمارات وحتى الأموال المحلية بدأت تخرج، وذلك لم يحدث من فراغ.

كما أرى أن المسألة الطائفية والتي أثرت كثيرا في الأمور هي إذلال للجميع فهي إذلال للمجتمع وللفرد، كان يقال في السابق ان البحرينيين هم الأكثر ثقافة وتحضرا، ولكن للأسف ظهر عكس ذلك تماما خلال الأزمة، لقد انتشرت ظاهرة السب والشتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

أعتقد أن المشكلة في البحرين ليست مشكلة طائفية ولكنها مشكلة سياسية بامتياز، فالإسلام هو واحد وليس هناك دين شيعي أو دين سني، وحتى الخلاف بين المذهبين كان في الأصل سياسيا.

الخوف الأكبر هو أن تعم هذه المشكلة الطائفية بحيث تكون إقليمية، ومن المؤسف تماما أننا وصلنا لمرحلة أن العربي يدفع لعربي آخر من أجل أن يقتل عربيا ثالثا، إن الجيل المقبل لا يمكن أن ينسى ذلك فالحقد المخزون في الوقت الحالي سيظهر في المستقبل، نحن الآن نخلق مشاكل للمستقبل وللأجيال المقبلة أكثر بكثير مما هي موجودة الآن، بدل أن نحلها، إن موضوع الطائفية التي خلقت الجميع يدفع اليوم ثمنها.

في البحرين عندما تؤثر هذه المشكلة في رجال الأعمال فإن ذلك يعد بداية النهاية، فلم يكن أحدا يتوقع أن تؤثر هذه المشكلة وبهذه الصورة في رجال الأعمال الذين يعتبرون نخبة المجتمع.

وهل أثرت المسألة الطائفية لهذا الحد بين رجال الأعمال الذين يجب أن ينظرون إلى مصلحتهم التجارية والمالية قبل أي شيء آخر؟

- بالطبع لقد أثرت بشكل كبير جدا، لا يمكن أن نضحك على بعضنا البعض هناك تأثير واضح.

ولكنك ترى أن المشكلة في البحرين ليست طائفية؟

- صحيح المشكلة في البحرين ليست طائفية، ولكن هناك مشاكل كثيرة، إن ما حدث هو تحويل جميع هذه المشاكل لمشكلة طائفية، وسواء رضينا بذلك أم لم نرض فإن المجتمع الآن منقسم على نفسه فأصبح الفرد السني لا يتعامل مع المواطن الشيعي والعكس بالعكس.

هذا يمكن أن يكون على مستوى المواطن البسيط ولكن هل وصل الأمر لرجال الأعمال والتجار الذين غالبا ما تكون مصالحهم مشتركة بغض النظر عن مذهب أي منهم؟

- للأسف الشديد فإنه حتى رجال الأعمال تأثروا بذلك، فحتى رجال الأعمال ينظرون الآن بنظرة ما الذي يريح الآخرين، هناك بالطبع مصالح مشتركة ومتشابكة ولكن ما حصل مثلا في غرفة تجارة وصناعة البحرين يوضح مدى تغلغل البعد الطائفي بين التجار، فنفس الذين طالبوا بطرد أعضاء من مجلس إدارة الغرفة هم انفسهم من تغير موقفهم بعد ذلك عندما انعكست الأمور وهذه القضية خلقت مشكلة كبيرة بين رجال الأعمال في البحرين.

الجميع اليوم في البحرين متخوف من المستقبل كما أنه متخوف من الطرف الآخر.

أين ترى بداية الحل هل يجب أن نحل المشكل السياسي أولا أم المشكل الطائفي؟

- عندما ندخل إلى نتائج الأزمة فإن الجميع ينسى أساس المشكلة، الآن لا أحد يتحدث عن الأساس وإنما الجميع يتحدث عن النتائج، ومع ذلك أرى أن حلحلة المشكلة الطائفية لن تقودنا لبر الأمان، ولذلك من الأصح أن يبدأ الحل السياسي أولا بحيث يكون المشكل الطائفي جزءا من الحل السياسي وليس العكس.

هل ترى أن الحوار الجاري يمكن أن يخرج البحرين من الأزمة؟

- إنني متفائل، ففي الواقع لم يكن من المتوقع أن تستمر جلسات الحوار الوطني لتصل الآن لعشر جلسات، ومع أنه حتى الآن لم يخرج الحوار بأي نتيجة، ولكن استمرار الجمعيات المعارضة في حضور الجلسات يعطي مؤشرا إيجابيا.

قرأت مؤخرا تصريحا لأحد المشاركين في الحوار بأن الحوار سيستمر لمدة سنتين أو ثلاث سنوات وأنا أقول إننا لا نملك كل هذا الوقت ومن الصعب أن يستمر الحوار كل هذه المدة، ولا يمكن قبول ذلك، قد يكون الحل النهائي يستمر لأكثر من سنتين وقد يأخذ عشر سنوات ولكن للخروج من المأزق الحالي لابد من وجود حل يوصلنا لمرحلة أخرى كي لا تكون هناك المزيد من المشاكل والمزيد من النتائج السلبية لهذه الأزمة.

كونك من النخب في البحرين، في رأيك ماذا كان دور هذه النخب لحلحلة الأزمة ولماذا لم يكن هناك صوت مسموع لها؟

- أولا أنا لست من النخب في البحرين، وإنما أنا من الشارع البحريني، ولكني أرى أن معظم النخب في البحرين تأتمر بالأوامر، بالطبع هناك أقلية ولكن معظم النخب تسير وفق مفهوم أن الصحيح هو ما يريده فلان، وهنا المصيبة، وذلك ليس في البحرين فقط وإنما في معظم الدول الخليجية والعربية.

إن حل المشكلة في البحرين ليس بالصعوبة التي يتخيلها البعض، ولكن المسألة هي في إضاعة الوقت وسقوط المزيد من الضحايا والخسائر، ففي النهاية لابد من حل، فليس هناك طريق آخر، نحن لسنا مثل لبنان أو العراق، وسواء أعجبنا ذلك أم لم يعجبنا فإننا جميعا نعيش في المنزل نفسه فالبحرين صغيرة جدا ولا يمكن أن نطلب من الآخر أن يجد له منزلا آخر أو بلدا آخر.

يجب على الجميع أن يعمل من أجل حل المشكلة وبشكل سريع جدا، فالخوف أن تطول المسألة فكلما تأخرنا أصبح لدينا المزيد من الخسائر وازدادت مشكلة عدم الثقة وزاد الحقد بين الناس.

ما هو تصورك لمخرجات الحوار المرضية للجميع؟

- لكي نخرج من الوضع الذي نحن فيه الآن لابد من حل آني، أي على المدى القصير، في حين أن الأمور الأخرى يمكن أن تناقش في وقت لاحق.

وما هو هذا الحل؟

- نحن نعرف أنه من الصعب جدا أن يتم الاتفاق على حكومة منتخبة، ولكن من الممكن أن يتم الاتفاق على الشراكة في السلطة التنفيذية، وكيفية هذه الشراكة يمكن مناقشتها بين الأطراف.

لكي يكون الحوار ناجحا يجب أن تكون مخرجاته مرضية للجميع، ولكي يحدث ذلك يجب أن تكون هناك توافقات، وأين يمكن أن تحدث هذه التوافقات هل في التشريع إن ذلك سيأخذ وقتا طويلا لحين إصدار قوانين جديدة، ولكن اعتراف الجميع بحقوق الآخرين وأن الجميع مواطنون ولهم حقوق متساوية والوصول إلى توافقات يعني أن الجميع يجب أن يتنازل عن شيء ما.

النواب يرفضون تمرير الموازنة دون موافقة الحكومة على رفع الرواتب، كما يرى البعض أن رفع رواتب المواطنين قد يكون مخرجا من الأزمة الراهنة، ما هي وجهة نظرك في ذلك؟

- اذا كانت زيادة الرواتب بهدف الزيادة فقط، فإن ذلك ليس صحيحا, ولن يؤدي إلى النتيجة المرجوة، إذ يجب زيادة الرواتب في حالة زيادة الإنتاجية، ففي حالة زيادة الرواتب دون زيادة الإنتاجية فإن هذه الزيادة ستصرف على شراء المواد الاستهلاكية ما سيؤدي في النهاية لارتفاع معدلات التضخم.

ولكن السؤال الأهم هو هل أن الموظفين لدينا يتسلمون الراتب العادل أم لا، أي هل هم يتسلمون أقل مما يستحقون.

والنقطة المهمة هنا هي أن زيادة الرواتب يجب أن تقابلها زيادة في الإنتاجية.

نحن نتحدث هنا عن موضوع التنافس والكفاءة، حيث يجب أن يحصل الموظف الكفوء والمنتج راتبا أعلى من الموظف غير الكفوء وغير المنتج، أرى أن زيادة الرواتب لمجرد إرضاء النواب أو الناس دون زيادة الإنتاجية سيخلق لنا مشكلة التضخم التي ستستمر كلما كانت هناك زيادة في الرواتب ما يعني اننا سنحتاج بعد سنتين لزيادة أخرى في الرواتب.

ولكن هل ترى أن مستوى الرواتب عادل في البحرين؟

- بحسب ما أراه في القطاع البنكي فهو عادل بالطبع، حتى في القطاع الحكومي نرى أن الرواتب ارتفعت في الفترة الأخيرة، ومع ذلك هناك فرق بين الحد الأدنى للرواتب ورواتب المديرين والموظفين الكبار, أرى أن الحد الأدنى للرواتب المحدد بـ250 دينارا قليل جدا ولا يفي بمتطلبات الحياة.

هناك بلدان خليجية رفعت رواتب مواطنيها بشكل كبير جدا يفوق الـ100 في المئة وأحيانا الـ150 في المئة فهل أن إنتاجية المواطنين لديهم زادت بهذه النسبة.

ولكن المديرين التنفيذيين لدينا في القطاع الخاص زادت رواتبهم خلال السنوات القليلة الماضية بشكل كبير جدا ووصلت لأضعاف ما يحصلون عليه في السنوات السابقة في حين بقيت رواتب صغار الموظفين على حالها ولم تتغير كثيرا؟

- فيما يخص القطاع الخاص فإن ذلك يعتمد على دخل هذه المؤسسات ففي حالة نقص الدخل فإن هذه المؤسسات تضطر إلى تسريح الموظفين وبالعكس فإن زاد دخلها فإنها سترفع من رواتب موظفيها.

هناك شركات كبيرة لم تراع ذلك وكانت تعاني من خسائر كبيرة ولكنها أبقت على الموظفين لديها حفاظا على الجانب الاجتماعي وذلك ما ضخم المشكلة.

ولكن ألا ترى ان الطبقة الوسطى في البحرين بدأت بالاختفاء؟

- الطبقة الوسطى ليس في البحرين فقط وإنما في جميع أنحاء العالم بدأت بالانكماش، وذلك منذ بداية الألفية الجديدة فقليل جدا من أفراد الطبقة الوسطى استطاع أن يصعد لطبقة الأغنياء في حين أن الغالبية العظمى من أفراد هذه الطبقة نزلت إلى الأسفل وأصبحت من الطبقة الفقيرة، وبذلك أصبحت هناك فجوة كبيرة، في حين أن العمود الفقري لأي اقتصاد هو الطبقة المتوسطة، ولا يمكن ان يكون هناك أي استقرار اجتماعي أو اقتصادي أو سياسي ما لم تكن هناك طبقة متوسطة واعية تعمل وتنتج وتتنافس من أجل المستقبل ولذلك يجب أن نعمل على أن تكون الطبقة الوسطى لدينا أكبر ما تكون من خلال التنمية المستدامة.

هل ترى أن هناك إصلاحات اقتصادية يجب أن تجرى في البحرين وبشكل سريع؟ وما هي ملامح هذه الإصلاحات؟

- لقد ظللنا نتحدث عن الإصلاحات لفترة طويلة جدا بحيث أصبح ذلك من الماضي، فمع بزوغ ما يسمى بالربيع العربي، والذي اسميه أنا «الصحوة العربية»، إذ اننا لم نصل بعد لمرحلة الربيع العربي... هذه الصحوة أنتجت شيئا مهما جدا وهو أن البعض أصبح يفضل الآن التطوير وليس الثورة، ولكن التطوير يحتاج إلى إصلاحات كبيرة جدا سواء في المجال الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي، لدينا مشكلة وهي أننا نتحدث كثيرا ونعرف ماهية الإصلاحات الواجب القيام بها ولكننا نسير بسرعة السلحفاة ونصلح بالقطارة، فإن أردنا أن نطور بلداننا, ونبتعد عن موضوع الثورة والمشاكل التي تصاحبها فيجب أن نسير في هذه الإصلاحات بسرعة البرق، ولكن حتى لو سرنا بسرعة البرق فإن ذلك سيؤثر علينا إذ اننا سنرتكب أخطاء أكثر بكثير مما لو بدأنا سابقا بهذه الإصلاحات وبالسرعة الصحيحة، ولكن الآن ليس لدينا مجال سوى أن نسير بسرعة في مجال الإصلاحات.

إن الإصلاح الاقتصادي المطلوب لدينا يمكن أن يؤخذ من رؤية البحرين 2030 والتي تعتمد على التنافس الشريف والكفاءة.

ما يعني أن الأفضل هو الذي يصل من خلال كفاءته وحتى الذي لم يصل يجب أن يظل يعمل.

ولكن ما هي ملامح الإصلاحات الاقتصادية التي تطالب بها؟

- يجب أن تنصب جميع الإصلاحات على هدف خلق طبقة وسطى مبنية على تنمية مستدامة. لدينا الكثير من المشاكل التي تحتاج إلى حل وأول خطوة للحل هي التشخيص السليم للمشكلة، ولذلك يجب على من يطالب بالإصلاح أن يبدأ أولا بنفسه.

لقد ذكرت في مقابلة أجريت معي في إحدى المحطات الفضائية مؤخراً أننا كشعوب نذهب طواعية للاستعباد، وذلك من وجهة نظري لعدة أسباب أحدها المظهر الاجتماعي فلكي يكون لدي مركز اجتماعي معين فإنه يجب عليّ أن أكون مستعبدا من قبل البعض، وثاني هذه الأسباب قد يكون لمصالح شخصية فقد يكون الشخص غير مؤهل للمركز الذي يتقلده ولذلك يجعل من نفسه عبدا للمسئول عليه أو أحيانا يكون ذلك بسبب لقمة العيش، فهذا الخليط يسبب لنا أكثر المشاكل التي نعانيها، من وجهة نظري فإن كرامة الفرد لا تسلب ولا يمكن لأي شخص أن يأخذ منك كرامتك ولكن الفرد هو من يسلم كرامته ليتحكم بها الآخرون، وارى أن الكرامة هي ما تجلب للشعوب العدالة الاجتماعية والعدالة الاقتصادية، ولذلك نرى أن نظرة الغرب تغيرت كثيرا للمواطن العربي بعد الربيع العربي، إنني أسافر كثيرا وأرى أن طريقة الاحترام اليوم في الدول الأوروبية أو الولايات المتحدة تختلف كثيرا عن السابق، فالإنسان الذي يحترم نفسه يحترمه الآخرون، ومن لم يحترم في بلده لن يحترم في خارج بلده.

نحتاج لعشر أو خمسة عشر سنة لنصل إلى الربيع العربي وهذه السنوات ستكون صعبة جدا علينا، فنحن حتى الآن لم نصل إلى الربيع العربي ولكننا في مرحلة ما قبل الربيع العربي. ويمكن أن يكون هذا الكلام ردا على من يقولون اننا دخلنا مرحلة الخريف العربي، لا نحن لم ندخل بعد لمرحلة الربيع العربي وإنما نحن نجهز لذلك.

هل يمكن أن يساعد المارشال الخليجي من خلال ضخه لعشرة مليارات دولار على مدى السنوات العشر المقبلة في التسريع من عملية الإصلاح الاقتصادي؟

- إن الإصلاح لا يأتي عن طريق زيادة الرواتب، يجب التفكير في كيفية التغيير الإصلاحي، فمثلا لو نظرنا لحجم البطالة في البحرين المقدرة بـ15 إلى 20 ألف عاطل عن العمل، المسألة ليست إيجاد فرص عمل لهؤلاء العاطلين ولكن المسألة هي كيف يمكن بناء مستقبل مبني على أساس تنمية مستدامة لكي يوجد في نهاية المطاف استقرار سياسي واقتصادي في البلد، فعندما لا يوجد استقرار اقتصادي لن يكون هناك استقرار سياسي واجتماعي، يجب التفكير في كيفية استخدام الأموال من أجل خلق طبقة متوسطة على المدى الطويل من أجل أن يسير الجيل المقبل على المنوال نفسه هذا ما يجب التفكير به، إن استخدام الأموال يجب ألا يكون من أجل كبت أصوات معينة، أو أن فلانا يطالب بأمور سياسية ولذلك يجب أن يعطى مبلغ من المال، يجب التفكير بشكل إصلاحي على مدى طويل وبرؤية صحيحة، ألم نتحدث عن رؤية البحرين 2030 فلنبدأ بتطبيق هذه الرؤية وخصوصا أنها تحتاج إلى أموال طائلة من أجل تطبيقها.

لو نظرنا إلى تجربة تركيا عندما طالبت بالدخول في الاتحاد الأوروبي، فإن الاتحاد الأوروبي طلب من تركيا التي كان لديها في ذلك الوقت 650 ألف موظف في القطاع الحكومي أن يخفض هذا العدد إلى 150 ألف موظف فقط حيث كان عدد السكان في تركيا 90 مليون نسمة، وقد قامت تركيا بذلك في حين أنه في البحرين 72 ألف موظف في القطاع الحكومي فهل نحن بحاجة لهذا العدد الكبير من الموظفين الحكوميين لتسيير أمور البحرين. يجب أن يكون القطاع الخاص هو من يستوعب العمالة الفائضة.

العدد 3867 - الإثنين 08 أبريل 2013م الموافق 27 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 47 | 8:22 ص

      {{{ كلمة حق }}}

      بما ان الحوار كان مع الخبير الاقتصادي الكبير خالد ... كنى نتمنى من الاستاذ الفاضل جميل المحاري ان يمرر عليه !!! سؤال ....
      هل البحرين ستكون هادئة سياسياً واقتصاديا في حالت اصبحت دولة دستوريا ,,,رئيس وزرائها منتخب من قبل الشعب ؟؟ وهل ترى بأن رؤوس الاموال ستستمر في التدفق على الدوله او سيكون العكس المهاجره الماليه 000 وشكراااااا

    • زائر 42 | 7:57 ص

      المواطن يريد كل حقوقه لا يريد بعد هذه التضحيات
      ترقيع

    • زائر 37 | 4:48 ص

      الجراة الوطنية

      حبذا لو كان جميع رجال الاعمال بجراة خالد ويطلوا علينا بطلة الواقعية الاقتصادية والسياسية من غير التملق ومجاملة الاسياد!!

    • زائر 36 | 4:34 ص

      موضوع جميل

      لكن لا حياة لمن تنادي استاذ جناحي يجب اجتثاث الفساد المستشري و من ثما العمل على توسعة الطبقه الوسطى لكي ترتقي البحرين و اعني بجتثاث الفساد اى بتجريد كل من هو امر ناهي من الذين تسلقو و استخدموهم كاابواق تنعق و تنخر في الطائفيه ليل نهار لكراسي و مكاسب شخصية في الدوله من الطائفتين الكريمتين اللتان من المستحيل استغنائهم عن بعضهما مهما حاولت تلك الابواق المستاجره ان تتغلغل في الطائفية لن تحصد ثمارا ابدا لسبب بسيط جدا لانها لن تزع الطائفيه مهما حاولت
      الله ياخذ بيد هذا الوطن الجريح

    • زائر 35 | 4:04 ص

      !!

      "أعتقد أن المشكلة في البحرين ليست مشكلة طائفية ولكنها مشكلة سياسية بامتياز.......الخوف الأكبر هو أن تعم هذه المشكلة الطائفية بحيث تكون إقليمية......"
      أحد يوضّح؟

    • زائر 34 | 3:42 ص

      هذا هو المطلوب

      هذا هو الطرح المطلوب اليوم ، وحينما قرأت المقابلة تشعر وكأنك ترى الحل سيكون غدا اذا امسك بالمعادلة امثال هؤلاء الأشخاص ، وترى العكس في تصريح من يسمون بالنواب الذين كلامهم كله تحريض على كراهية ومصالح شخصية ، الفرق شاسع ، ليتعلم من يسمون بالنواب من هذا الخطاب الراقي ، شكرا للأخ جميل وللسيد جناحي على المقابلة الرائعة والتي بالفعل يستفيد من يقرأها ونريد مقابلات مع امثال هؤلاء الناس مستقبلا ، بدلا من الأصوات النشاز والطائفيين .

    • زائر 31 | 2:38 ص

      ما سألتوه عن التجنيس

      وأثارة على الأقتصاد والمجتمع البحريني، ولماذا يتم تفضيل الأجانب على أبن البلد

    • زائر 30 | 2:37 ص

      رأي صادق

      رأي صادق من رجل ذو خبرة وجدير بالإحترام

    • زائر 28 | 2:16 ص

      جانب مما تحتاحة البلد ؟؟!!

      ونتمنى من الجوانب الاخرى المشاركة لتنمية البلد التنمية الصحيحة والعادلة التي تهتم بالمواطن كاهم ركن وليس الموالي فقط فقط والمستعبد

    • زائر 25 | 2:01 ص

      التمييز

      نرجو من الاستاذ جناحي ان يساهم في وقف التمييز في القطاع المصرفي الذي هو ينتمي اليه. السؤال هل يوجد رءيس تنفيذي لإي مصرف في البحرين من الطاءفه الاخرى؟ الجواب كلا . مع وجود كثير من المؤهلين

    • زائر 24 | 2:01 ص

      التمييز

      نرجو من الاستاذ جناحي ان يساهم في وقف التمييز في القطاع المصرفي الذي هو ينتمي اليه. السؤال هل يوجد رءيس تنفيذي لإي مصرف في البحرين من الطاءفه الاخرى؟ الجواب كلا . مع وجود كثير من المؤهلين

    • زائر 22 | 1:56 ص

      العائد

      كثير من النقاط لا اتفق مع الاقتصادي خالد الجناحي واحترام وجهة نظره الوطنية لكني اجسد هذا الشخص في كلمتين وظني مغيب ،،،مع التحفظ على وصف البحرين ليس في مشكلة طائفية. نعم اتفق معك لكن هناك حرب شعوائة على طائفة او كل من يريد الكرامة وشكرا

    • زائر 20 | 1:38 ص

      التمييز

      الاولويه للبحريني في الحصول على الوظيفه الحكوميه والشركات الكبيره ولكن العكس يحدث الان فالاولويه أصبحت للأجنبي درسنا وتعبنا وفي النهايه العمل في المقاول يا استاذ خالد

    • زائر 32 زائر 20 | 2:41 ص

      لا تنسى المجنسين

      وذلين يشتغلون برواتب أعلى من المواطن وبكفائه أقل منه ورواتبهم كلها تتجمع بره البلد يعني الفلوس قاعدة تطلع من الديرة، أليس هذا ذبح للأقتصاد والوطن

    • زائر 19 | 1:35 ص

      كلام عاقل

      شكرا لكهذا رأي رصين

    • زائر 17 | 1:16 ص

      حقوق الانسان

      نريد احترام حقوق البشر فقط، رغم الجراح.

    • زائر 15 | 1:15 ص

      الطائفية

      استاذ خالد مع احترامي لك بس ممكن تقول من الذي فصل خيرة الكفاءات البحرينية , وكيف تريد المستثمرين يثقون في بلد مواطنيها لم يسلموا من البطش والفصل والسجن بسبب آرائهم و انتمائهم المذهبي
      وللتوضيح الموجود في البحرين حرب على طائفة وليست مشكلة طائفية

    • زائر 14 | 1:15 ص

      نتمنى ان لاتكون هدف حقيقة بانك صادق وشجاع

      قلت الحقيقة وتملك الشجاعة ووسطي وواقعي وهي عملة نادرة من شخوص يملكون الرفاهية لكنهم يحسون باحسايس مواطنيهم حفظكم الله.

    • زائر 12 | 12:55 ص

      نسيت شي لم تذكرة التجنيس السياسي و اهم النقاط التي تفتقدها البحرين

      النخب في البحرين تأتمر بالأوامر
      يحصل الموظف الكفوء والمنتج راتبا أعلى من الموظف غير الكفوء وغير المنتج
      التنافس الشريف والكفاءة.
      تنمية مستدامة لكي يوجد في نهاية المطاف استقرار سياسي واقتصادي في البلد،

    • زائر 11 | 12:49 ص

      المنظومة الخليجية

      الحديث عن "المنظومة الخليجية" وأننا لانستطيع أن ندفع عن أنفسنا السوء الا بعد استشارة "المنظومة الخليجية" وأن الجنة تحدت أقدام "المنظومة الخليجية" وأننا لانستطيع اتخاذ اي قرار قد لايعجب "المنظومة الخليجية" ... كلام لاقيمة له

    • زائر 13 زائر 11 | 12:59 ص

      هذه في سياق الذهاب طواعية للإستعباد.. أما نحن فمطالبنا الحرية والعدالة والمساواة..

      خالد جناجي: «أننا كشعوب نذهب طواعية للاستعباد»

    • زائر 10 | 12:40 ص

      كلام منطقي

      كلام منطقي ولاكن متأخر , بعض المبادرات والكلام ممكن تجيب نتيجة بداية الازمات ولاكن عندما تصتعصي الامور يجب ان تكون هناك حلول جذرية ولا يمكن بالمطالبين التراجع بعد كل هذه الخسائر. الطائفية موجودة عند بعض الاطراف المتمصلحة من وراء وجودها وشعب البحرين اوعى من ان تؤثر عليهم هالامور وقريباً سيسقط كل المتمصلحين وسينكشفون. ويجب حل الموضوع قبل ان ترتفع سقف المطالب اكثر فاكثر

    • زائر 8 | 12:24 ص

      النخبة

      يجب على نخبة المواطنين الإسهام في الحل عبر التعبير عن آرائهم بدون مجاملة او انحياز لطرف وانما انحياز للوطن كما هذه الشخصية الأستاذ خالد جناحي وشكراً جزيلاً له ونتمنى من الآخرين الاسهام بترطيب الأجواء عبر تصريحاتهم المخلصة .

    • زائر 39 زائر 8 | 5:01 ص

      اه علي حالنا

      شعب اعزل ومظلوم حتي من حقوق\nالانسان وليس لنا حق التصرف في اي حق\nمن حقوقنا هدمت مساجدنا ذبحت اولادنا\nضربنا اعتقلوا نشطاء حقوقوقيين مثل\nالناشطين الحقوقيين الناشط نبيل رجب الذي\nتبنته كل المنظمات وايضا الناشط الحقوقي\nعبد الهادي الخواجه وابنته زينب لديها طفلة\nوايضا تحرم من زيارة عائلتها و طفلتها هؤل\nوالرموز وكلهم يعانون من المرض ومرارة\nالسجن قمع وهجوم علينا

    • زائر 1 | 10:45 م

      كلام راقي اتمنى ان يستوعب

      الوسطية و الاعتدال سمة يمتاز بها خالد يجب علينا ان نرجع للواقع و ان نلم جراحات الوطن و نمضي في البناء و ان لا نعيش اوهام السياسيين الذين يبحثون عن مكاسب سياسية حاليا المطلوب : عدالة مساواة كرامة عدم التمييز ايقاف الفساد و ستكون البحرين بخير

    • زائر 9 زائر 1 | 12:28 ص

      عدمالتمييز

      اهم نقطة هي عدم التمييز...

    • زائر 18 زائر 1 | 1:30 ص

      تبقى وجهة نظر

      تبقى وجهة نظر ... لا اسمها بالحياد .... ولا تمثل رأي الاقتصاديين جميعا في هذا البلد ... عندما يقول بأن الكفائات تأتمر بامر فلان فذلك لا يصح ولا يجب ان سيتمر فإدعائه بأن هذا طبيعة العمل في هذا البلد فتلك سلبية ان صحت وليست ايجابية مدعاة ان تستمر . لا بد للكفائات ان تصل لسدة صناعة القرار .. ويكون الرئي الاصوب هو للتكنوقراط وذلك لا يكون الا بحكومة منتخبة , تحاسب الكبير والصغير وتعاقب الكبير والصغير ايضا .

    • زائر 21 زائر 1 | 1:47 ص

      تقريبا نفس تغريدات المرزوق الأخيرة

      جناحي يتفق مع المرزوق شيئا ما

    • زائر 46 زائر 1 | 8:09 ص

      21

      أرفع صووووووووووووتك اكثر ماسمعك اي مرزوق اللي تقصده متفق مع جناحي في الرأيى

اقرأ ايضاً