العدد 3868 - الثلثاء 09 أبريل 2013م الموافق 28 جمادى الأولى 1434هـ

«هزة أرضية»... ويقظة ضمير بحرينية

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

هزت البحرين أمس الثلثاء (9 بريل/ نيسان 2013) هزة ارتدادية (صغيرة) شملت البحرين وبعض دول الخليج مثل المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة، بعد أن ضربت هزة أرضية مدينة بوشهر الإيرانية التي كانت - بحسب التقارير الصحافية - نقطة انطلاق الهزة الأرضية التي ضربت أراضيها بقوة في جنوب الساحل الإيراني وانتقل أثر ارتدادها بشكل خفيف إلى أراضي دول الجوار العربية.

وقد نقلت «الرياض نت» عن هيئة المسح الجيولوجي الأميركية قولها: «إن زلزالاً قوته 6.3 درجات (على مقياس ريختر) ضرب منطقة تقع على بعد نحو 100 كيلومتر إلى الجنوب الشرقي من مدينة بوشهر الإيرانية، وهو ما يفسر الهزة التي شعر بها سكان المنطقة الشرقية والخليج».

وفي البحرين انطلق تأثير الارتداد نحو الثالثة عصراً، وقد شعر به العديد من الموظفين والمقيمين ممن يقطنون ويعملون بشكل خاص في طوابق المباني والأبراج العالية الممتدة على طول الساحل الشمالي من جزيرة البحرين ما استدعى تفريغ مبان بشكل طارئ من الموظفين بعد أن اهتزت الطوابق العليا والنوافذ - بحسب شهود عيان - ما دفع الشركات والمؤسسات إلى صرف الموظفين والقاطنين بصورة مبكرة تسبب في ازدحام مروري في الشوارع المؤدية إلى خارج مدينة المنامة.

الهزة التي أثرت في المواطنين والمقيمين في البحرين حدثت في ثوان، ولكنها ثوان مرت وكأنها لحظات «ساعة النهاية» كما وصفت إحداهن متحدثةً لأحد الزملاء الصحافيين في منطقة ضاحية السيف قائلة: «شعرت لحظتها وأنا في مكتبي... كم هو جميل لو وفرنا الوقت والمال لحل مشاكلنا في البحرين بصراحة وأكثر صدقاً بدلاً من بث الكراهية والعدائية بين الناس...».

وأضافت والهلع كان متجلياً على أسارير وجهها: «عندما اهتزت النوافذ في مكتبي شعرت لحظتها بالخوف وبالقساوة التي ملأت قلبي على مدى عامين وأنا أفتري على الآخرين... هذه الثواني وهذه الهزة بالنسبة لي كانت يقظة ضمير... ولا أخجل الآن من قول ذلك، فأتمنى أن يغفر لي الله ويسامحني الآخرون».

متابعة الحدث كانت غير متوقعة في ظل أجواء بحرينية مشحونة بين عالمين، عالم يتكلم عن البرامج والفعاليات والجمال والراحة والرفاهية والحلم المنتظر مع مشاريع عدة ومحيط لا يتكلم إلا عن آخر صيحات الموضة في مقابل عالم يعمل على فرقة المجتمع وبث الآلام على حساب تعاسة الآخرين ومواجهات ومناوشات لا تنتهي في الشارع بين من يريد أن يعامل كإنسان وبين من يريد أن يعامله كحيوان وبين هذا وذاك تجد تمزقاً حقيقياً في صالح تغليف المشكلة السياسية بطابع طائفي لصالح عدم حل المشكلة، لأن الهدف منه ليس لحل المشكلة لسن عدالة؛ فالعدالة معناها نهاية لسياسته الخاطئة.

ولعل الهزة الأرضية التي هزت البعض في البحرين قد تكون بداية لمراجعة النفوس ولربما تكون بداية في طريق يجمع بدلاً من أن يفرق والكف عن حديث الكراهية لأن هزة أمس لم تكن متوقعة وقد نُقبل على هزات أخرى من نوع آخر وشكل آخر قد يحمل مشهداً بحرينياً قد لا نتمناه.

ما حدث أمس وما دار من حديث للبعض من أهل البحرين أعاد لي شريط ذكرى حادثة سقوط طائرة طيران الخليج قبل أكثر من عشر سنوات وكيف تجمع أهل البحرين على ألم سقوط الطائرة والمأساة التي حلت في كل بيت بحريني... فهل ننتظر كارثة طبيعية أو سقوط طائرة لتتجمع أطياف وفئات المجتمع البحريني...؟

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 3868 - الثلثاء 09 أبريل 2013م الموافق 28 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 38 | 9:33 ص

      دمعة

      لما يرقد ضميرنا بسباتة دون ان نزجرة في كل لحظة يعيشها
      ومتى سيصحى وهو على لقاء مع الله اليس من الجميل
      ان نقابل الله بقلب سليم
      اتمنى ان نتذكر اغنية رسوم سنان مااحلى ان نعيش في بيت واحد مااحلى ان نكون في حب ووئام

    • زائر 37 | 4:11 ص

      مقال متميز

      أعجبني عنوان وطريقة صياغة المقال.. افكار متسلسلة ومنظمة وخاتمة قوية... فعلا جميلة فكرة الربط مابين الكوارث الطبيعية ( قرب النهاية)وصحوة الضمير فكرة جدا جميلة.. اهنيك أستاذة على هذا المقال المتميز..

    • زائر 35 | 1:17 م

      اللهم انتقم ممن ظلمنا

      لن نسامح من اعتقل شبابنا واغتصب نسائنا وهدم مساجدنا واحرق قرآننا وقتل اطفالنا
      الا لعنة الله على الظالمين

    • زائر 34 | 9:05 ص

      دعوة للألفة

      شكرا لهذا القلم الموضوعي الصادق _ استاذة انت مثال حي للمحبة والتآلف ولا اقول التعايش فنحن أمة واحدة لا ينبغي ان نتستعين بهذه المفردة او المصطلح ل اخوان من دم واحد وتربة واحدة ودين واحد ورب كريم واحد ، وفقك الله لتنوير من لبسوا نظارة الكره وتغشوا بالانانية والبغض وسوء الظن

    • زائر 31 | 6:20 ص

      شكرًا على مقالك الرائع أستاذه/ ريم خليفة

      بأي كلمات نوصفك يا أستاذتنا، أنتي مثال نحتذي به للوطنيه والتعايش السلميه وخير دليل على وقفتك السابقه لوزير الخارجية بالمؤتمر الصحفي كنت شامخه وأنتي تعبرين له عن مدى حبك وعشقك لوطنك وعلى ما يحصل من قتل وسفك دماء لابناء وطنك، لكن عواطفكي الجياشه لم تتحمل فأجهشتي بالبكاء، قتلتيه بحبك وغيرتكِ لوطنك، لا أعلم لماذا وأن إقراء مقالكِ هذا أغمرت عيناي بالمدموع، وفي النهاية أقولها لكي أنتي ثروه وكنز لصحيفة الوسط خصوصاً ولنا كأبنه نعتز بها شعب البحرين أجمع، عشتي وعاش قلمك الحر يا أبنت دويغر،،،،،،،،،، ستراوي

    • زائر 29 | 4:44 ص

      هذه الهزة الي صارت تخلي كل واحد يفكر انه السياسة ( التعاسة ) ماتفيد احد .

      هذه الهزة الي صارت تخلي كل واحد يفكر لأنه في لحظة كل شي يروح وينتهى وان السياسة ( التعاسة ) ماراح تفيد احد شنو حصلنا منها وعلى شنو هذا كله . هذه هزة لمدة ثواني طالعوا شنو سوت في الناس واذا صار زلزال قوي محد راح يكون فيه خسران وربحان كل واحد يحط ايده بايد الثاني وملك حمد ماراح يقصر ( بدون تطبيل ولا نفاق ) ويركز على الوطن والسياسة مالها الا التفرق مثل الزلزال لما يضرب الأرض ويقسمها نصين . واتمنى يصير زلزال قوي بدل مايهدم يعمر ويرجع الأرض المقسومة

    • زائر 28 | 4:38 ص

      العائد

      مقال جميل و اكثر من رائع سلمت اناملك

    • زائر 23 | 3:29 ص

      انا

      صدقت يا استاذة اهل البحرين ويمكن غيرهم من الشعوب تجمعهم الهزات الوطنية الكبرى وتفرقهم في نفس الوقت وليس فبراير 2011 ببعيد عندما طلع صباح ذلك اليوم علينا في المدارس مثلا بصفوف خالية ومعلمين يكشرون عن انياب الحقد لزملائهم ويعبرون بالسنة زفره عن ذلك الحقد الدفين لاخوانهم في الوطن الذين شاركوهم السراء والضراء في كل محفل من محافل الحياة.اينهم اليوم من ذلك التازر ؟؟؟

    • زائر 21 | 3:22 ص

      كلام جميل

      نشكرك اخت ريم على هذا المقال الذي وضعتي فيه اليد على الجرح
      نسأل الله ان تخرج البلاد من هذه الازمة قبل ان تتفاقم الامور وتصل الى طريق مسدود

    • زائر 22 | 3:22 ص

      كلام جميل

      نشكرك اخت ريم على هذا المقال الذي وضعتي فيه اليد على الجرح
      نسأل الله ان تخرج البلاد من هذه الازمة قبل ان تتفاقم الامور وتصل الى طريق مسدود

    • زائر 20 | 3:04 ص

      لا والله لن اسامح

      لا والله لن اسامح
      من طلمنا بالقلم واللسان والوشاية والشماته والسب والاطهاد بالسجن والتعذيب والقتل وهتك الاعراض وترويع الاطفال بعد منتصف الليل والحاقد في سبات نومه بأمن وامان مع اهله وولده.
      لن نسامح ولنا وقفة معاكم يامن نلنا منكم الفضائع امام الله فهو الحكم بيننا.
      بعد كل تلك الويلات لا يرجع الشهيد للدنيا ولا ترجع الكرامة التي هدرت ولا ترجع ما عانته الحرائر من من اهانات وهتك الستر على ايدي حثالة البشر.
      بكلمة ارجو ان تسامحوني.

    • زائر 18 | 2:44 ص

      لعلهم يتضرعون !!!

      من قصص الزلازل حدث في مصر سنة 92 زلزال يقال خرج رجلا بلا ستر للعورة وهويحمل شنظة مهرولا لا يلوي على شي وزوجته من خلفه تصرخ ستر حالك يا حاج وهو لايلتفت ـــــــنعم يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه ــــ ترى الناس سكارى وماهم بسكارى ــــــــ ان الضمائر تصحو والنفوس تتربى وتصقل وتعود الى الخالق البارئ المصور الجبار ورحم الله المتوفين و نسال الله الشفاء للجرحي والخلاص لمجتمعنا من قساة القلوب

    • زائر 16 | 2:15 ص

      بعض الضمائر ماتت ولن تعود للحياة

      لا يا اخت لست معك فبعض الضمائر البحرينية ماتت وانتهت خلاص ولم يعد لها اي وجود فلم تعد تحركها ابشع المناظر في بني وطنهم ولكنهم يتألمون لنملة خارج البحرين نملة تتألم خارج البحرين ترى قلوبهم الرقيقة تصرخ من الالم. ولكن ابشع مناظر الظلم والقتل والتعدي لم تحرك فيهم ساكنا حتى اصبح رأس فرحان يتاجر به خارج البحرين واما داخلها فلم ينكر احدهم هذا المنظر وذلك يكفي

    • زائر 15 | 2:13 ص

      الهزة والمطر.

      الحمدالله بأن شعب البحرين طيب جدا يقبل بأي شئ ومثال على ذلك بيوت ألأسكان التي بنيت بعضها بساس وبعضحا بدون ساس وعند هطول ألأمطار بغزارة طبعا ننام على قطراتها التى تنزل من ألأسقف ولاسمح الله لو ضربتنا هزة قوية ستسويها بألأرض بدون تعب وتوجد بيوت اسكانية بنيت سابقا على امتداد شارع توبلي تشبه التوابيت ولكن تسكنها أحياء والجار يكفيه اخراج ريح ليسمعه جاره ألأخر وعلى كل حال نقول الحمدالله .

    • زائر 14 | 2:08 ص

      إستيقاظ مؤقت

      هذا اسمية استيقاظ مؤقت يحدث في لحظات معينة وحينما تنجلي الحالة المؤدية له يختفي هذا الاستيقاظ
      من لم يوقظه راس الشهيد احمد فرحان وجسد الشهيد فخراوي وصقر لن يستيقظ ابدا من لم يوقظة رمي النساء على الارض في مجمع الستي سنتر مكبلات الايادي واصبحن فرجة لن يستيقظ من لم يوقظة التحرش الجنسي الفاحش للنساء في السجون واغتصاب بعضهن لن يستيقظ
      ومن استيقظ بالامس رجع الى نومة اليوم

    • زائر 13 | 1:58 ص

      نوال عطية

      (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون )
      لن تتوب الى الله بل سترجع اكثر ظلما و طغيانا !! عزيزتي ريم امهليها اسبوع واحد فقط ،، ستجدين حليمة عادت لعادتها القديمة بخسة ودناءة اكثر

    • زائر 12 | 1:53 ص

      ضمير ؟

      لسنا بشعب طائفي ولا حقود ولا نحمل الضغينة لاحد ولكن هناك من قتل شبابنا واعتقل شيوخنا وارهب شبابنا وانتهك شرف وحرمات نسائنا وبناتنا وهدم مساجدنا وتعدى علينا .. هل من المعقول ان نصفح عن هؤلاء فقط لان ضميرهم صحى من غفلته ؟؟ مازالت قلوبنا تدمي ودماء شهدائنا تسري .. ولن نصفح عن كل من شارك ورقص على جراحنا .. نحن الشعب المهضوم

    • زائر 11 | 1:49 ص

      لك الله ياشعبي الابي

      مو ناس من الحاقدين تشفى في ايران على مقتل 33 شخص اذا الحقد وصل الى هذا المستوى اي قلب تبينها تصفى

    • زائر 10 | 1:42 ص

      هزة نوافذ.. أم هزة مشاعر 2

      ألم تشعر بغصة اللقمة التي تبتلعها وهي ترى زملائها حيث وشت بهم يرحلون غصبًا من اعمالهم، ألم تشعر بدمعة كانت تصارع مقلتيه من حيرة كيف يطعم أطفاله؟ أولم تشعر بعجزه عن لم جراحهه وجراح أطفاله! كيف لها أن تشعر وقد مات الضمير ولم تنعشه إلا هزة نوافذ؟ نوافذ يا جماعه!
      ههههه حتى في يقظة ضميرها مشكلة، يوم إلا خافت على عمرها من هزة دريشة حسّت! ويش هالبلوة هكّو احنا كل يوم تهتز مشاعرنا ونتنافض من هزة الديرة بكبرها من السلنردات والطلق والمراكض في نصاص الليالي! الخوف يا بويي يقطع الجوف.والله حالة

    • زائر 8 | 12:59 ص

      الأعوج أعوج

      رأس الشهيد أحمد فرحان المفضوخ ما حرك شعره من أناس تدعي أنها بشر في الوقت الذي انصدم البعض من هول وفضاعة ما رأه، هزه لبضع ثواني ايضا حركت شريط حياة البعض ولكن تبقى فئة تصر على حيوانيتها بقساوة وعناد ليس من طبع البشر. فما بال هؤلاء لا يفقهون!

    • زائر 19 زائر 8 | 2:50 ص

      فعلا محق

      اي والله اشاركك الراي اللي شاف راس الشهيد احمد فرحان ولم يحرك فيه ساكنا فهو اعوج لن يستقيم بالعربي مامنهم فايدة

    • زائر 7 | 12:54 ص

      مع التحية

      هل ستصفح والدة الشهيد عن من ضرج ابنها بدمه ... هل سيصفح من رأى أخته وابنته يضربها رجلا لا يعرف اي قيم أو مبادئ ... هل سيصفح من رأى أخواته وعياله وهم في فزع وصراخ وهم يشاهدون الهجوم على بيوتهم وتكسير أدواتهم وضرب أخوانهم أمام عيونهم ... هل سيصفح من عذبوه أو أهانوه أو فصلوه أو ربما تحرشو به ... وبدون أي سبب سوى ابداء رأيه

    • زائر 6 | 12:11 ص

      @-@

      والله يا استاذه المحظوظ اللي يستفيق من هالرسائل الربانيه
      والجاحد هو اللي لا زال مصر وسيستمر على ما كانت عليه الجاهلية

    • زائر 4 | 11:43 م

      الله لا يجيب الكوارث

      عالم يعمل على فرقة المجتمع وبث الآلام على حساب تعاسة الآخرين ومواجهات ومناوشات لا تنتهي في الشارع بين من يريد أن يعامل كإنسان وبين من يريد أن يعامله ك>>>>>
      لهدرجة حكومتنا تريد أن تعاملنا ك>>>>> !
      وربي لن تجدون مثل حكومتنا الطيبة السمحاء

    • زائر 3 | 10:27 م

      شكرا

      شكرا استاذة ريم على هذا الموضوع الذي كتب من القلب وسوف يصل إلى القلوب الطاهرة

    • زائر 1 | 10:12 م

      آه من ضمير مات

      هل بهذه السهولة سوف نصفح عن المآسي التي عشناها و لا زلنا ، نصفح عن التشرد ايام السلامة بسبب الوشاية ، ام عن الرعب بسبب البطش و الشوارع و المنازل ليلا نهارا ، عن المداهمات ام السجناء و الشهداء و المناصب التي سرقت يا منتقم

اقرأ ايضاً