العدد 3871 - الجمعة 12 أبريل 2013م الموافق 01 جمادى الآخرة 1434هـ

البحرين تستضيف الملتقى الرابع للأديبات العربيات

تحت عنوان ألق الإبداع يجمعنا على أرض الخلود، شاء ملتقى المبدعات العربيات الذي تشارك فيه مبدعات من تسع عشرة دولة عربية أن يحط رحاله في البحرين من 4 إلى 8 أبريل/ نيسان الجاري، وخلال أربعة أيام جالت المبدعات العربيات في رحاب البحرين وتداولن الحديث حول المرأة العربية والإبداع، وذلك برعاية من وزارة الثقافة، وتنظيم من أسرة الأدباء والكتاب.

وخلال الملتقى صدحت المبدعات العربيات بهمسهن وجهرهن عبر أمسيتين شعريتين بمجموعة من النصوص الإبداعية في كل من مركز الشيخ عيسى الثقافي والصالة الثقافية، فيما أفرد الملتقى ندوتين مفتوحتين، إحداهما للتعريف بالملتقى وشيء من سيرة المبدعات المشاركات بالملتقى، واختياره أن يعقد ملتقاه الرابع في البحرين حيث كان يتزامن ذلك مع اختيار البحرين عاصمة للسياحة 2013 باقتراح من الأديبة البحرينية فوزية رشيد حيث أشادت المبدعات العربيات بدورها وحرصها الحثيث على استضافة البحرين للملتقى والسعي لتنظيمه ودور كل من وزارة الثقافة وأسرة الأدباء وأعضاء اللجنة المنظمة في إخراجه بهذه الصورة والاحتفاء بالمبدعات العربيات.

فيما خصصت الأمسية الثانية لمناقشة محور «الإبداع والمتغيرات» وذلك في قاعة الإمبسادور بفندق الريجنسي حيث قدمت المبدعات العربيات خلال الندوة مجموعة من الإثراءات والإضاءات وخصوصاً حول دور المرأة العربية وسط هذه التحولات الفكرية والاجتماعية والسياسية التي تعصف بالبلاد العربية وتؤثر في الإبداع.

وفي كلمتها حيت الأديبة البحرينية فوزية رشيد المبدعات المشاركات بقولها» فلتتلاقَ الأرواح المبدعة إذاً على أرض الخلود، حتى يمسّها طيف من بهاء اللقاء فيها، فبقدر ما يحتاج العالم إلى المبدعين وإنسانيتهم في تجليّ البصيرة والصدق، بقدر ما يحتاج المبدعون أنفسهم إلى تلاقيهم مع بعضهم، وسط التصحّر العام هذه المرة الذي يأخذ عالمنا كله إلى الجفاف، ويأخذ عالمنا العربي بخاصة إلى الفوضى والخراب والدمار».

وأضافت «حين أعلن العلم أن (الإبداع أنوثة الإنسان ... أيّاً كان رجلا أو امرأة، وأن الجينات المسئولة عن الإبداع هي الجينات الأنثوية وحدها)، فقد أعلن أيضاً، أي دور مطلوب من كل المبدعين والمبدعات على خارطة أرضنا العربية وخارطة العالم كله. لهذا يحتفي الملتقى بالمبدعات، فهو منهن وإليهن بعد كسر ركام الأزمنة والدهور والقيود على عقل المرأة وروحها، إلى حدود التساؤل يومـاً إن كان للمـرأة روح، تحت وطأة الغباء «اللاحضاري» في الغرب حينئذٍ وهو في عصر ظلامه».

أما الأديبة ليلى الأطرش فقد أشادت بدور البحرين «منبع الثقافة الموغلة في صفحات الزمن... أرض حضارة سبقت تدوين الزمن... مملكة ظل دورها أكبر من مساحتها، وأكثر عمقا من شطآن الخليج العربي تغفو وتصحو على حوافها... آثار السابقين من ملوكها امتدت سحيقاً إلى رمال الصحراء، وأينعت تحت خصب التراب فحكت للحاضر قصة أمجاد عريقة». وأضافت الأطرش «إذا كانت التجارب الشخصية أشد التصاقاً بالروح والذاكرة، فللبحرين نصيب كبير متجدد في وجداني وذاكرتي، ليس لأن زيارتي الأولى لها أواخر السبعينات من القرن العشرين أذهلتني بطيبة أهلها وصفاء نفوسهم ورفيع ثقافتهم، ولا للصداقات العديدة المتميزة بحسن العشرة والوفاء مع كاتباتها وكتابها ـ بل لأن أثراً من البحرين يعايش قلبي وعقلي معايشة يومية». حينها وبحسب الأطرش «كان ديوان الشاعر البحريني الشاب علي عبد الله خليفة «أنين الصواري» قد صدر حديثاً، وبدأ نجم الشاعر يصعد عربيّاً ... أهدانا خليفة - زوجي وأنا - ديوانه الأول «أنين الصواري». كان قد ذيل إحدى صفحاته بشرح لمعنى»الدانة» اللؤلؤة الكبيرة، بينما الدانة في معرفتنا هي قذيفة المدفع وشتان بين المعنيين. قررنا أن نسمي ابنتنا «دانة» حين نرزق بها... فكانت دانة الحلم لنا ولله الحمد...» وللمرء من اسمه نصيب».

أما الناقدة المسرحية وطفاء حمادي فقد أشارت إلى أن «أرض دلمون ستظل، أرضاً تحتضن الثقافة والفكر والإبداع، وهي التي شكلت منطلقاً للشعر والمسرح في الخليج العربي... هي اللؤلؤة، وهي عبق الثقافة. إنها تجمع اليوم ثلة من المبدعات العربيات في ملتقى رغبت أن يكون لقاء عربيا تفاعليا تواصليا، في زمن التفكيك، وفي زمن إعادة البناء، حيث تشكل هؤلاء الروائيات والكاتبات والناقدات المحرك الأساسي لتفجير المسكوت عنه ولحرية التعبير على المستويين العام السياسي والاجتماعي والخاص النسوي، إذ قدن حراك التغيير على مستوى المرأة في كتاباتهن، وشغفن بهاجس العام ولم يتغافلن عنه».

وعن الملتقى أيضاً أشارت الديبة والمبدعة الأردنية سميحة خريس إلى أنه في أرض الخلود دلمون، ننبعث مجدداً وقد طوفنا بحارات الياسمين الدمشقية وأرز لبنان ودوحة الخليج، سعياً إلى أن يكتمل الطوق، ونترك لمسات المحبة على كل بقعة من أرض العروبة، لنقول إننا كنا وسنظل وفيات للحلم الانساني في الخلاص والحرية والتكاثف، إننا سنظل نحول كوابيسنا أحلاماً، ولن نتوقف عن التمني واجتراح المستحيل الذي يصنعه الساسة والمهيمنون على دروبنا سدوداً وعوازل، سنظل نغني لمجد الحياة الأجمل، ونعانق لغتنا الجميلة، ونصبو إلى ما هو أعلى».

العدد 3871 - الجمعة 12 أبريل 2013م الموافق 01 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً