العدد 3884 - الخميس 25 أبريل 2013م الموافق 14 جمادى الآخرة 1434هـ

عشر سنوات من الإحباط

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كلما مر الوقت أصبح الحديث عن الأسباب أقل والحديث عن النتائج أكثر فأكثر، بحيث يصر البعض في الوقت الحالي على إغفال وتجاهل ما أدى إلى تدهور الأوضاع، وبشكل متعمد لكي يصبح الحديث حول ما تشهده الساحة من احتقان أمني، وصراع طائفي.

عندما بدأ الحراك الشعبي في البحرين لم يكن أحدٌ ليتوقع أن يحظى بكل هذا التأييد من مختلف الشرائح والطوائف والفئات في المجتمع، وما كان يمكن لامتداد موجة الربيع العربي أن تفسّر كل هذا الإحباط والتذمر لدى غالبية الشعب البحريني، لو لم تكن هناك أسبابٌ حقيقيةٌ تراكمت على مدى السنوات العشر بعد التوقيع على ميثاق العمل الوطني، الذي استبشر الناس به خيراً.

حالة الإحباط والغضب التي كانت لدى الشارع لم تقتصر على السلطة إنما شملت الجميع، بما في ذلك الجمعيات السياسية المعارضة التي لم تستطع أن تحتوي وتسيطر على حالة التململ وعدم الرضا عن الأوضاع السياسية والمعيشية، والتي تراكمت على مدى السنوات.

بدأ الناس بالتأكد من أن ما حصلوا عليه لا يقاس بما فقدوه وإلى الأبد.

لقد حصل الناس على الحرية، وتم إلغاء قانون «أمن الدولة» الذي جثم على صدر الشعب البحريني لما يقارب الثلاثة عقود، وتم الإفراج عن المعتقلين السياسيين، وعودة المنفيين إلى أرض الوطن، وأرجع البرلمان، وأصبح باستطاعة الناس التعبير بحرية عن أفكارهم، وتم السماح بتشكيل الجمعيات السياسية، وكل هذه الأمور دفع الناس ثمنها مقدّماً، سواءً خلال فترة التسعينيات أو قبل ذلك.

كما أن جميع هذه الأمور من طبيعة الأشياء وليس العكس، فمن الطبيعي أن يحظى المواطن، أي مواطن في أية دولة، بالحرية والكرامة، ومن الطبيعي أن لا يكون هناك معتقلون سياسيون كل جرمهم أنهم يطالبون بالديمقراطية والعدل والمساواة. ومن الطبيعي أن يسود العدل، لا أن يُعتقل أي مشتبه به ويرمى في السجن لمدة ثلاث سنوات دون أن توجّه له تهمة، ثم يمدّد له السجن مرةً بعد أخرى لمدة تسع سنوات. ومن الطبيعي أن يوجد برلمان منتخب من قبل الشعب لمراقبة السلطة التنفيذية وسن القوانين والتشريع، وليس من الطبيعي أن لا يتمتع أي مجتمع في القرن الواحد والعشرين بكل ذلك.

وفي المقابل، فإن ما خسره المواطنون لا يمكن استرجاعه، فلقد تم الاستيلاء على جميع الشواطئ في أرخبيل من 33 جزيرة، وأصبح المواطن لا يملك ولو شاطئاً بسيطاً ليستمتع به. كما تم الاستيلاء على 93 في المئة من الأراضي المملوكة للدولة في مقابل وجود 53 ألف عائلة بحرينية تنتظر لأكثر من 15 عاماً، وأحياناً 20 عاماً، منزلاً إسكانياً بسيطاً. كما تم التلاعب بالتركيبة السكانية بهدف خلخلة التركيبة الديمغرافية في البلد وتغليب فئةٍ على أخرى، وأصبحت الحياة المعيشية للغالبية العظمى من الناس تنحدر من سيئ إلى الأسوأ.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3884 - الخميس 25 أبريل 2013م الموافق 14 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 10:56 ص

      لنا الله

      لي دعوى أدعو بها كل يوم على كل من ظلم الشعب البحريني وساعد النظام على ظلم الناس وقبض المال من أجل ظلم الناس أن يصرف كل فلس قبضه في علاجه وعلاج أسرته وأن يطول عمره ويتعدب بالمرض كما فرح بعذاب الناس المطالبين بحقوقهم

    • زائر 13 | 9:23 ص

      مشاخيل

      مازالنا نطمح في أقلام وطنية شريفة تعبر عن واقع الحال الذي نعيشه من اضطهاد وحرمان من أبسط الحقوق مثل حق السكن والعمل بينما الأجنبي توفر له ذلك ويتمتع بخيرات البلد سلمت يداك لهذا الموضوع الهادف .

    • زائر 12 | 6:38 ص

      الشعب ليس مهيأ

      مع أحترامي لشعب البحرين العزيز الا أن علينا أن نعترف أننا و أغلب الشعوب العربيه لسنا مهيئون للديمقراطيه, أنظروا ماذا حدث لبحريننا الغاليه بعد ما يسمى بالديمقراطيه و البرلمان و الحريه , أصبح الناس يتصرفون على هواهم من دون أي أعتبار للقانون , رجل الشرطه فقد هيبيته , الدوله فقدت هيبيتها, نعم نحتاج لتعديل رواتب المواطنين و رفع مستوى معيشتهم ووقف التجنيس ولكن في نفس الوقت نحتاج قانونا صارما يوقف العبث في مقدرات بلادنا الحبيبه, بعض الناس فهمت أن الديمقراطيه تخولها الأعتداء على حقوق الآخرين

    • زائر 10 | 6:33 ص

      كلام واقعي

      فقط مطلوب منك ايها الكاتب ان توجهه الى الجهة المسؤوله عن هكذا وضع

    • زائر 9 | 5:36 ص

      شكرًا لكم

      كلام جميل وقوي لكن وين اللي يقدر لا ها الوزراء ولا النواب

    • زائر 8 | 5:27 ص

      جلاوي 688

      كلام في الصميم والله تسلم حبيبي شكراً لكم جلاو688

    • زائر 7 | 4:05 ص

      الله يكون في العون

      الله المستعان

    • زائر 6 | 3:03 ص

      وأيضا الوضع الحالي يؤسس لأمر مشابه لما حصل

      البعض دائما يخونه الظن انه قابض على كل الامور بجذارة ولكن ما يتأجج في النفوس اخطر مما يتوقعه البعض.
      ما يختلج في النفوس من اخطار لا يمكن لأحد التنبؤ بمدى فداحة انفجارها يوم يحصل ذلك.
      عن نفسي كنت متوقعا للانفجار الذي حصل في 14 فبراير ولكني لم اكن اتوقع حجم الانفجار.
      الآن انا اتوقع انه سوف يحصل انجار آخر لا احد يستطيع التنبؤ متى يكون ذلك
      وما مستواه ولكن الكل يتوقع ذلك وذلك بسبب بسيط هو قراءة ما في النفوس
      وما يختلج فيها من قهر واحباط وحنق وضغينة بسبب التعدي والظلم الزائد.

    • زائر 4 | 1:40 ص

      i liked

      Its fare statement thanks and its waiting for house for more than 20 year am the example 94

    • زائر 3 | 12:05 ص

      كلام في الصميم

      وكأن كل هذا لا يكفي هدمت مساجدهم وكأنهم في ميانمار

    • زائر 2 | 12:01 ص

      روعة

      مقال رائع بروعة فكر كاتبه ، وموازنة دقيقة وموضوعية لخسائر المواطنين التي لا تعد ولا تحصى ، أما ما يتشدق به كمكتسبات فهي في الحقيقة حقوق كانت منتهكة وتم استرجاع النزر اليسير منها ، فباختصار مثل ما ذكرت لا إصلاح ولا بطيخ انما كانت حيلة للمزيد من السرقات والانتهاكات طوال سنوات بائسة .

    • زائر 1 | 11:58 م

      جمعه مباركه

      صحيح كل ما ذكرت من الامور الطبيعيه ولكن في الدول الديمقراطيه وليس في الدول القمعيه البوليسيه وشكرا.

اقرأ ايضاً